وسط احتدام التوتر بين إيرانوأمريكا ومخاوف من اندلاع حرب في الخليج، اعتبرت إيران أن إرسال واشنطن قوات للشرق الأوسط خطوة خطيرة للغاية علي السلام والأمن الدوليين ويجب مواجهتها. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل مغادرته العاصمة الباكستانية إسلام آباد عائدا إلي طهران إن الأمريكيين صرحوا بمثل هذه المزاعم لتبرير سياستهم العدائية وفي إطار إثارة التوتر في الخليج. واستبعد ظريف إمكانية إيجاد حل دبلوماسي سريع لأي أزمة قد تنشب بين طهرانوواشنطن، مشيرا إلي أن السبب في ذلك يعود لانقطاع قنوات الاتصال. جاء ذلك بعد يوم من إعلان أمريكا نشر 1500 جندي إضافي وقدرات إضافية تشمل طائرات استطلاع وسربا من المقاتلات بالشرق الأوسط في خطوة وصفتها بأنها محاولة لتعزيز الدفاعات في مواجهة إيران، وذلك بعدما اتهمت الحرس الثوري الإيراني بمسئوليته عن هجمات استهدفت 4 سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة سواحل الإمارات في وقت سابق. من جانبه، هدد الجنرال مرتضي قرباني مستشار القيادة العسكرية الإيرانية أمس بإغراق السفن الحربية الأمريكية بطواقهما وطائراتها في مياه الخليج العربي باستخدام صواريخ و»أسلحة سرية». وقال قرباني إنه يعتقد أن الأمريكيين العقلانيين والقادة العسكريين المخضرمين لن يسمحوا للراديكاليين الأمريكيين ببدء الحرب. ومن جانبه، أكد نائب قائد أركان الجيش الإيراني اللواء جلام علي رشيد أنه لا يمكن الحديث عن الأمن في مضيق هرمز الاستراتيجي بدون الأخذ في الاعتبار المصالح الإيرانية وصادرات النفط الإيرانية. وحذر رشيد »علي العدو أن لا يخطئ في حساباته، لكي لا يتلقي عواقب وخيمة وكبيرة جدا». في غضون ذلك، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن استهداف إيران ووكلاءها بالشرق الأوسط لناقلات نفط بالإمارات ومحطتي النفط بالسعودية فضلا عن إطلاق صاروخ بالمنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأمريكية في العاصمة العراقيةبغداد يثير القلق. وأكد الجيش الأمريكي أن لديه »درجة عالية من اليقين» بأن الحرس الثوري الإيراني مسئول عن هجمات السفن، مشيرا إلي أن معلومات المخابرات تفيد أن حملة إيرانية تركز علي عدة أهداف في أرجاء المنطقة. ووسط مخاوف من تورط العراق بالتوترات المشتعلة بين إيرانوأمريكا، حث الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي البارز مقتدي الصدر القادة السياسيين وزعماء العشائر علي الابتعاد عن أي صراع بين البلدين وهما أكبر حليفتين لبغداد. وهتف محتجون بشعارات مناهضة للحرب في وسط بغداد وفي مدينة البصرة. وفي الكويت، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن استعداد بلادها للتوسط بين البلدين لتجنب الصراع في المنطقة. وأكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله أن الكويت تتطلع إلي أن تعالج القمم المقررة في السعودية الخميس القادم الأوضاع وأن تسهم مخرجاتها في تهدئة الوضع. وحذر من أن الوضع في المنطقة حساس وبالغ الخطورة، وأن تطورات متسارعة تهدد بتداعيات قد تكون خطيرة. وفي باكستان، حذر رئيس الوزراء عمران خان من خطر اندلاع صراع في المنطقة، معتبرا أن المزيد من تصعيد التوترات في المنطقة المضطربة بالفعل ليس في مصلحة أي طرف.