تجهيز الدجاج المندي مشروع ناجح لايقف طموح الشباب السيناوي عند حد، فأينما ذهبوا وأينما حلوا، يبحثون عن طريق للرزق يساعدهم في الحصول علي الاستقرار الاقتصادي فهم يبدعون ويشقون طريقهم بحثاً علي العمل والإبداع في عدة مجالاتٍ، في ظل الظروف التي تمر بها المحافظة، بسبب ما خلفته الحرب علي الإرهاب. والنجاح لا يأتي صدفة وإنما بالتخطيط والعمل واستثمار الفرص، ورغم ان الظروف التي تمر بها سيناء غاية في الصعوبة، إلا ان هناك شباباً غامروا وأرادوا ان تكون لهم مواقف ناجحة، فقرروا العمل بجد واجتهاد، وانه لا مجال لتحقيق حلمه في العمل، ومواجهة التحديات بدلا من انتظار الوظيفة. اعتمادا علي طبيعة وعادات وتقاليد شمال سيناء، بوجود عادة الولائم والعزومات خاصة في شهر رمضان المبارك. وقال محمود الشوربجي من أبناء العريش، كنا في أيام نهاية الربيع منذ عدة اعوام، فإذا بعمتي التي جاءت من مدينة رفح فلسطين هي وأبناؤها، وسمعنا عن طريقة جديدة لعمل فراخ مشوية عن طريق برميل حديد مغمور في باطن الأرض مذاقها حلو، أخذنا هذه الفكرة بالتسلية والتهريج في بادئ الأمر، ولكن لم نكن نتصور يوماً أنها ستنجح، وتحمسنا لمعرفة الفكرة وتقليدها إلي ان انتشرت في ربوع سيناء. ويعد الشوربجي، من الشباب الذين أقدموا علي تنفيذ مشروع لطهي دجاج ولحوم المندي في العريش، حيث يقوم بعملية الطهي داخل فرن معد من الطوب اللبن الذي يتحمل درجات الحرارة العالية، والفكرة مأخوذة عن الافران التي كانت تعد لاعداد الخبز علي نار الحطب، وهناك اقبال عليها بأعداد كبيرة من الأسر، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، لشراء طبق المندي الي جانب التوصية بإعداد وجبات تكفي ل 20 فردا، واكثر عند وجود عزومة كبيرة للأهل والأقارب والأصدقاء.ويمتلك خلطة التوابل للدجاج التي لا يعرفها أحد.. فهي سر نجاحه.. حتي أنه أصبح يجيد عمل طريقة لشوي الماعز أو الخراف بنفس الطريقة والتي تعطي طعماً لذيذاً. ويقول الشوربجي ان »المندي» وجبة أهالي العريش المفضلة في شهر رمضان، لكونها مشوية وخفيفة علي المعدة ويتم طهيها بطريقة سليمة وصحية، وسعرها مناسب بالنسبة لكافة الأسر. وقد تحولت الأكلة التي يفضلها ابناء شمال سيناء الي مشروعات متناهية الصغر يعمل فيها الشباب، و لجأ عدد منهم لعمل أفران لطهي الفراخ بنظام المندي، حيث يتم إعداد وجبات لأعداد كبيرة. وقال الشوربجي، أن وجبة مندي الفراخ واللحوم تعتبر من أهم الوجبات التي يحرص أهالي العريش علي تناولها في إفطار شهر رمضان المبارك، كما انها تعد من الوجبات المفضلة للعزائم والولائم التي يقبل علي إعدادها الكثيرون في شهر رمضان خاصة الدجاج، التي يلتف حولها الأهل والأصدقاء في مدينة العريش بشمال سيناء. وأشار إلي ان العمل مستمر طوال العام، والزحام يكون عادة أيام الخميس والجمعة والسبت وأيام الإجازات وأيام المناسبات والاعياد وكذلك شهر رمضان المبارك، ويقول الشوربجي إنه يطمح أن يحقق المزيد من الشهرة، والتقدم في عمله الذي يتميز بالوجبات المميزة، بأسعار تناسب كافة طبقات المجتمع السيناوي، آملاً أن يكون هناك تنوع أكثر وأكبر في الأصناف، التي تقام فيما بعد مثل زيت الزيتون والنباتات الطبية والعطرية وكذلك المعجنات والمخبوزات. ولفت الشيف عبد الحفيظ من العريش، الذي اتجه للعمل في مشروع لطهي مندي الفراخ واللحوم بعد ان توقف العمل في احد الفنادق السياحية بالمحافظة، الي أن الفكرة تطورت الي عمل برميل متنقل لشوي مندي الدجاج، والذي قام بتصميمه صاحب ورشة حدادة، ويتكون من برميل علي شكل حلة كبيرة ومستطيلة لطهي الطعام مصنوعة من الألمونيوم ومستندة علي منصب ومحكمة بغطاء قوي، وداخل هذه الحلة أسياخ لوضع الدجاج أو اللحوم بأشكالها ويوجد في قاع البرميل مكان مخصص لوضع الفحم به فتحات وثقوب خارجية بهدف التهوية، حتي يظل الفحم دائم الاشتعال ويغطي الفحم بصينية من الحديد بهدف منع تساقط دهون الدجاج علي الفحم كي لا ينطفئ. وأوضح عبد الحفيظ ان الأكلة الأكثر شهرة وفخامة في سيناء هي المندي، وهو عبارة عن الدجاج أو الرومي أو اللحم البقري او الخراف الصغيرة، يتم حشوها بالبطاطس والبصل والفلفل، توضع عليها التوابل بأشكالها وأهمها الفلفل والثوم والبصل والطماطم والزعتر والزنجبيل والصلصة والبهار، وتوضع في برميل من الحديد تحت الأرض مليء بالجمر وتغلق لمدة ساعتين، وقد يتسع البرميل الواحد إلي أكثر من 20 دجاجة. ولفت الي ان الطريقة القديمة متعبة ومكلفة وتحتاج إلي وقت وجهد وحطب كثير ولكن الطريقة الجديدة توفر الوقت والجهد ولا تستهلك إلا كيلو أو أكثر قليلا من الفحم من النوع الجيد في ظل ارتفاع أسعار الحطب وعدم توفره في الأسواق. وفي نهاية العام الماضي تم ابتكار فرن كبير من الطوب اللبن بنفس طريقة ومذاق مندي الفرن المعد من الطوب اللبن، ليستوعب من 20 إلي 50 دجاجة علي حسب حجمه.. وبالفعل تمت عمليات الاختبار علي الأقارب بعد عناء أيام طويلة في التطوير، وتم إجراء أعمال صيانة وتعديل متكررة له للوصول الي نفس المستوي في عمليات الطهي. لفت إلي أن المحترفين في طريقة الطهي بنظام المندي يحرصون علي عمل فتحة تخرج منها ماسورة لإخراج ثاني أكسيد الكربون الناتج من عملية اشتعال الفحم في البرميل حتي لا يتضرر جسم الإنسان، وإدخال هواء محمل بالأكسجين. وأشار الي ان العميل يطلب عبر الفيسبوك، او علي التليفون المحمول، طالبًا تجهيز العشاء الليلة علي شاطئ البحر، ويحزم إسلام أمتعته ذاهبًا للسوق لشراء الطعام، بعد أن يشعل النار في البراميل من خشب الليمون أو الزيتون، ليعود ليجهز الوجبات المطلوبة منه شاملة الأرز والسلطات بأنواعهاوتشعر وكأنك تأكل في بيتك بين أولادك وأسرتك، وأتاحت هذه المشروعات مجال عمل للشباب، والأبناء عند تجهيز الوجبات ذات الأعداد الكبيرة.لاسيما انها غير مكلفة ولا تحتاج الي رأس مال سوي الخبرة والمعرفة في عمليات الطهي. ولفت الي ان هناك العديد من الشباب اتجهوا لفتح محلات في القاهرة التي تبيع هذا النوع من الوجبات بعد اقتباس الفكرة، وهناك إقبال شديد عليها، باعتبار أن تجهيزها في المنزل مكلف ويحتاج إلي خبرة وجهد، ولذا فإن الأهالي يقبلون علي شرائها جاهزة. وتتراوح تكلفة الدجاجة الواحدة إلي جانب الأرز والسلطات والطحينة من 100 الي 120 جنيها لوجبة تكفي 4 أفراد .