«رمضان جانا».. فاكهة الشهر الكريم وهذا المطرب لم يغنها

محمد عبد المطلب
في زمن الفن الجميل أبدع كثير من المطربين والملحنين ونجحوا في إخراج أعمالا فنية متميزة كتبها كبار الشعراء ولحنها أساطير الموسيقي وتغني بها كبار نجوم الغناء في مصر والوطن العربي.
ورغم مرور أكثر من ربع قرن علي بعض هذه الأغنيات إلا أنها لا تزال عالقة في الوجدان والأذهان وترددها الأجيال منذ انطلاقها حتى الآن.
وبمثابة إذاعة هذه الأغنيات تعلن فورا عن قدوم المناسبة وإذا اختفت أو تأجلت إذاعتها فإننا نفقد طعم وحلاوة هذه المناسبة.

وتأتى أغنية "رمضان جانا" في مقدمة هذه الأغنيات للمطرب الشعبي الراحل محمد عبد المطلب، من كلمات الشاعر حسين طنطاوي، وتلحين الموسيقار الكبير محمود الشريف، الذي غناها في حقبة الخمسينيات.

ومنذ ذلك الحين وإلى الآن أصبحت أغنية "رمضان جانا" هي عنوان قدوم شهر رمضان الكريم، حتى أن عبد المطلب، كان يصفها بأنها أهم من بيان المفتي لإعلان قدوم الشهر الكريم.
وكان من المقرر أن يقوم بغنائها المطرب أحمد عبد القادر صاحب أغنية "وحوي يا وحوي" لكن الإذاعة رفضت أن يقوم بغناء أغنيتن عن مناسبة واحدة فقام بإسنادها إلى صديقه المطرب عبد المطلب.

وكان وقتها محمد عبد المطلب، يمر بأزمة مالية فوافق على قبول الأغنية على الفور وقام بالاستماع إليها في حديقة معهد الموسيقى العربية بشارع رمسيس واستغرق تسجيل الأغنية أسبوعا كاملا وتقاضى أجرا قدره ستة جنيهات.
ولد عبد المطلب في أغسطس 1910 فى شبراخيت بمحافظة البحيرة وحفظ القرآن في سن الطفولة، وعشق الغناء والمواويل، فعمل في الكورال مع الفنان محمد عبد الوهاب، وغنى في الملاهي، وتميز في غناء المواويل، حتى وصل للإذاعة وتم اعتماده مطربا شعبيا بها، وذاعت شهرته وقام ببطولة العديد من الأفلام لك يوم يا ظالم ، على بابا والأربعين حرامي، إدينى عقلك، وقدم ألوانا عديدة من الغناء، كما أسس شركة إنتاج وأنتج عدد من الأفلام، ومن أشهر أغانيه يا أهل المحبة، مبيسألش عليا أبدا، ساكن في حي السيدة.
وتتلمذ على يد عبد المطلب، عددا من أشهر مطربي الغناء الشعبي مثل شفيق جلال، ومحمد رشدي، ومحمد العزبي، وفي عام 1980 توفى عبد المطلب، عن عمر يناهز 70 عاما تاركا وراءه إرثا فنيا خالدا حتى الآن.
أخبار اليوم: 1-7-1950