معلمي والثمرة كلما اختلج في صدري شيئاً اقصد معلمي الحكيم لأقص عليه ما ببالي ثم انصت لكلماته القليلة التي لطالما تعلمت منها الكثير, بالأمس قلت له: اتابعها تمضي بسكون وعيونها حائرة تترقب نظراته الجائعة التي تنتظرها دوما لتتفحصها من اعلي لأسفل. يقول معلمي : الأنثي ثمرة جميله تسر الناظرين. الاحقه متعجلا ً: تجتاحها عاصفة نظراته لتحطم قلاعها الحصينة بيسر بالغ وغير متوقع. يرد وعيونه لامعة قائلا ً:الثمرة سريعة النضوج. اقول بحيرة بالغة : اذهلتني نظرة نهمة استرقتها علي عجل لترسل له آلاف الرسائل. يرد مبتسما ً:إن اعطيت الفرصة للثمرة ستختار آكلها. اشاركه ابتسامته ثم رغم أنفي تتلون ملامحي بلون الأسي وأنا أقول: يرمقها بنظرة صياد محترف اوقع بفريسته ولا ينطق فتمضي مهزومة جوعي كعطشي ظهر لها ماء ثم اختفي ويكمل هو مسيرته لاصطياد فرائس جديدة. يبادلني الأسي ويقول وهو قائماً يتركني: يابني لكل ثمرة شجرة تحملها وتنضجها والرجل شجرة. اتلجلج وتتعثر كلماته في طرق عقلي وانا أهذي وأقول : رجل , شجرة , ثمرة ....هه هه. ثم بثقة غريبة : لا شك سأعي يوما مكنون كلماته. معلمي والحمار حاولت كبح جماح رغبتي في أن استشير معلمي الحكيم في أمر تجاهلته مراراً لكني لم أعد استطيع،صحوت وأنا أرنو لشيء واحد هو خلوة معلمي ،حين وصلت القيت التحية وجلست بين يديه ولهفتي علي عيني وقلت: - اخجل كثيرا مما سأقول لكنه يؤرقني. ربت علي كتفي بحنان وقال : هات ماعندك ولا تخف. ابتسمت وقلت: كلما قابلني حمار في الطريق يصرخ في وجهي بصوته البغيض وكأنما رأي الشيطان. حدجني معلمي بنظرات حادة وحاسمة وقال : وهل انت شيطان؟! فكرت برهة وقلت بحيرة شديدة وأسي بالغ: حين قلبت دافتري وحاسبت نفسي وجدت بها الكثير مما أخجل منه. عندها لمعت عيناه وقال بفرح: اذا أجبت علي نفسك . تماديت في حديثي ومتعجباً قلت: وهل فاقت قدرات الحمير قدرات البشر؟! وبثقة وهدوء رد : تفوُقنا في الصبر وتشبهنا في الرضا بأوامر الحاكم ونفوقها في كبر الأذن وحب الاستماع وطول اللسان. اخذت الرد وقمت انصرف وقد عزمت علي أن اعتذر لأي حمار اقابله في الطريق عن سوء تقديري لقدرات بني الحمير.