كان ينصح بالذهاب الي الشمال أي السفر الي أوروبا إلي أن جاء بطرس بطرس غالي ونصح الشباب الاتجاه إلي الجنوب، أي إلي إفريقيا. هذه ليست عبارة من بنات أفكاري وإن كنت أنحاز لها. لكنها عبارة قالها في الخمسينيات من هذا القرن مفكر مصري ظلم حيا وميتا ولم يلق تكريما يليق به وهو الاستاذ سلامة موسي الذي تتلمذت علي كتبه ولما علم الأستاذ إسماعيل الحبروك رئيس تحرير مجلة الجيل اني اقرأ لسلامة موسي ضمني الي اسرة تحرير الجيل. وكنت أتردد علي جمعية الشبان المسيحية لأري سلامة موسي وأحضر ندواته، ومن كتبه التي تأثرت بها »عقلي وعقلك» و»هؤلاء علموني» وكان أسلوب سلامة موسي مباشرا خاليا مما أطلق عليه المحسنات البديعية في اللغة. وكل الذي كنت أعرفه عن سلامة موسي أنه في وقت مصر المبكر كان ينصح بالذهاب الي الشمال أي السفر الي أوروبا إلي أن جاء بطرس بطرس غالي ونصح الشباب الاتجاه إلي الجنوب، أي إلي إفريقيا. وكان سلامة موسي كاتبا ليبراليا مستنيرا قال لي عنه مصطفي أمين »أنه يحارب بقلمه عفونة العقول» وسمعت أحمد بهاء الدين يصفه »شجاع غير مجامل ولا متحامل ويريد المعرفة والعلم يسودان» وسمعت كامل زهيري يصفه »بالقديس العالم» وقال لي هيكل في حوار صحفي »ان سلامة لم يأخذ حقه ولكننا جميعا تعلمنا منه» ولما سمع عبدالحليم حافظ فضل سلامة موسي علي كمال الملاخ، طلب مني أزوده ببعض كتب الأستاذ سلامة وعكف علي قراءتها وكانت أثمان الكتب قليلة خصوصا لو حصلت عليها من إحدي مكتبات الفجالة! أفكار سلامة موسي كانت تنويرية، ربما رفضها المجتمع آنذاك لكنها كانت صادمة، ولم يبال سلامة موسي برفض هؤلاء المتزمتين وواصل دفاعه وللدقة إيمانه بالمرأة! يقول إن المجتمع المصري يحيا علي الرجال وحدهم والمرأة حبيسة البيت تعيش بين أربعة جدران وتختفي خلف الابواب والشبابيك ومن خلال المشربيات تري حركة الناس والأشياء حتي تحس إنها لاتزال حية! وينصح سلامة موسي -في وقت مبكر جداً- المرأة المتعلمة »ان تعمل خارج البيت وتؤدي خدمة اجتماعية لوطنها» ويهمس في أذنها »استغلي مهاراتك الشخصية في العمل التطوعي فتخدمين المجتمع إلي جانب الزواج والأمومة» وينهر سلامة موسي المرأة »أدعوك ان تدربي ذكاءك وتربي شخصيتك. اثبتي وجودك الإنساني والإجتماعي. لاتكوني لعبة يلعب بك الرجال، نحن الرجال نشتري لك الملابس الزاهية والجواهر المشخشخة ونطالب بتنعيم بشرتك وتزيين شعرك وكأنه ليس لك في هذه الحياة من سبب للحياة سوي انك لعبتنا نلعب بك ونلهو. لا، المرأة ليست لعبة الرجل!» ويعود المفكر المصري- في خمسينيات القرن يقول للمرأة »انت انسان لك جميع حقوق الرجل، لاتقبلي أن ينكر عليك احد هذه الحقوق وان يختار لك طراز حياتك» ويصل إيمان سلامة موسي أن يكتب في أحد مقالاته »من قال أن العبقرية رجل؟ هذا تفكير ذكوري عقيم، إن العبقرية هي ثمرة الاهتمامات والأعمال التي تربطنا بالمجتمع وشئونه من علم أو فن فإذا اشتبكت انت في المتجمع فانك ستدركين وقد ترتفعين إلي العبقرية» سألته شابة في ندوة في جمعية الشبان المسيحية »ماذا أقول لزوجي الذي يطالبني بالبقاء في البيت بعد حصولي علي ليسانس الاداب قسم اللغة الفرنسية؟ انه متخلف!!» قال سلامة موسي: قولي له »تذكر اني انسانة قبل ان أكون انثي». وسأله شاب سؤالا اثار همسات في ذلك الوقت: هل حضرتك مع اختلاط الجنسين في الدراسة؟ رد المفكر الكبير: لن نعيد الشباب إلي الاستقامة الجنسية إلا إذا اختلط بالجنس الآخر. هذا الاختلاط الذي يعتقد الرجعيون- نكبة بلادنا- انه رذيلة مع انه صميم الاخلاق الاجتماعية العليا وقد سبقنا الغرب في هذا المضمار. سألته مرة الإذاعية الكبيرة سامية صادق في برنامجها »فنجان شاي»: هل انت ضد حياء المرأة؟ قال سلامة موسي: أنا لا أعادي الحياء فهو فضيلة ولكن أعادي الخوف من التفكير والخوف من التعبير. هذا الخوف يصنع حياء مزيفا ووقارا مزورا. اعطوا المرأة ثقتكم وسوف يبهركم ذكاؤها ومهاراتها.. قالت سامية صادق: هل تتنبأ للمرأة المصرية بالتفوق؟ قال سلامة موسي: اتنبأ لها بالتفوق مع زميلها الرجل. ثم استطرد يقول: هل سمعت الشيخ الباقوري وما قاله عن زيارته للصين وهو وزير أوقاف عام 1955؟ قال إن 144 سيدة صينية يشغلن رئيسات للمحاكم ورئيسة المحكمة ترأس قضاة من الجنسين. هذه قدرة ومهارة الصينية أصبحت إنسانا بعدما كانت انثي. في الصين تعين المرأة رئيسة للمحكمة وفي مصر يحرم ذكر اسمها في المحكمة!! عزيزي مفكرنا الكبير سلامة موسي رائد التنوير. نحن الآن في عام 2019. وقد حدث تغير شامل في القشرة الإنسانية الأرضية في مصر. أخذت المرأة حقوقها غير منقوصة وعندنا 8 وزيرات وتغيرت النظرة للمرأة باستثناء من يعشش في عقولهم الذكورية ظلام عتمة وقد يعودون للرشد حين صار المجتمع ليس اعرج ويسير علي قدمين رجل وامرأة! قناعات 1- الرجال يفضلون الفضة والنساء يعشقن الذهب. 2- خذ مسافة من السلطة تعيش مرتاح البال. 3- جاذبية المذيعة في ذكائها. أتحدث عن جيزيل خوري. 4- لم يقرأ لي أحد فنجاني المقلوب، ولا أرغب. 5- السلام الاجتماعي إحدي سمات دولة قوية. 6- العتاب محطة قبل الصدام. 7- الجرأة هي كشف المستور دون فضيحة. 8- عبثية الحياة تجعلك حكيما أو مجنونا. 9- لم أمارس اليوجا، لكني تذرعت بالصبر. 10- من فرط وسهولة وسذاجة التكريمات، باخت. 11- الرجولة أكثر من شنب وبنطلون وذقن كثيفة. 12- عاد الناس إلي الراديو لأنه يخاطبهم في وحدتهم. 13- سليمان بك نجيب كان فنانا متفردا وفريدا. 14- الطفل الشقي ذكي والطفل الصامت، خافت الصوت والذكاء. 15- الإيمان، حالة قبول وتسليم بالثوابت. 16- حالة تنافس بين أوتار الآلة الموسيقية وأوتار حنجرة فيروز. 17- بحثت عن كلمة أصف بها ذكاء طارق نور، فكانت »شاطر جداً». 18- مطابخ الشاشات في رمضان، مبالغة وغير مريحة. 19- مشكلة كل زوجة: هو لايفهمني. 20- كامل الوزير عالج بدروم السكة الحديد وقصقص ريشه. 21- الربيع العربي »موجة طايحة» ملهاش كبير. 22- كلمة لماذا تصرخ باحثة عن الحقيقة. بالقرون ولم تنصرف. 23- قصيرة المسافة بين الفكرة والتنفيذ. التردد لايخترقني. 24- معظم السير الذاتية العربية. سير تبريرية تغفل الأخطاء. 25- الغربة أشد أنواعها قسوة. الغربة في الوطن. 26- هل لمصر هوية اقتصادية محددة؟ 27- صحيح، الكورة أفيون الشعوب. 28- سئلت عن الصمت وقلت انه ابلغ اللغات الحية. 29- الغباء مادة تنفجر في صاحبها وفي الآخرين. 30- »صوتك يابنت الايه بدن» وصف لصلاح جاهين. 31- تعلمت ألا انتظر رأي أحد من »ابناء كاري» إلا قليلا. الحس الشعبي تأملوا الحكمة العفوية في أمثلة شعبية تناقلها الناس دون أن يذكر لها مؤلف! »اللقمة الهنية تكفي مية» »اللي لك، محرم علي غيرك». »القفة اللي لها ودنين يشيلوها اتنين» »قط ملك ولا جمل شرك» »كلنا أولاد تسعة» »الأرزاق علي الخلاق» »اللي أوله شرط آخره نور» »اللي من نصيبك راح يصيبك».