الأسبوع الماضي غادرت حاملة الطائرات (يوإس إس أبراهام لينكولن) المحملة بقاذفات للقنابل سواحل كرواتيا ومعها 4 مدمرات متوجهة لمياه الخليج.هذه السفينة،التي سميت تكريماً للرئيس الأمريكي ال16 عام 1989، كانت بطلاً لمشهد تاريخي آخر مرتبط بمنطقتنا، عندما اعتلاها في مثل هذا الشهر عام 2003 الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش ليعلن من علي سطحها انتصار امريكا في حرب العراق، فيما ترفرف خلفه راية تحمل عبارة » تم إنجاز المهمة». من هنا يري البعض في عودة السفينة للشرق الأوسط بعد 16 عاما، وفي الذكري السنوية الأولي للانسحاب الامريكي من الاتفاقية النووية مع ايران، رسالة حرب واضحة لطهران بعد تهديدها بغلق مضيق هرمز، رداً علي العقوبات الامريكية ضدها. وفي رأيي ان ما نراه الآن هو تطبيق لسياسة حافة الهاوية دون ان يكون هناك تهديد حقيقي فلا ايران ستقدم علي غلق مضيق هيرمز ولا أمريكا ستبادرها بضربة عسكرية. فطهران التي سبق ولوحت بغلق المضيق دون تنفيذ عام 1988، و2008 و2012، تعّي ان اغلاق معبر مائي يمر من خلاله حوالي 40% من تجارة النفط عبر البحار في العالم) سيحدث أزمة كبيرة في أسواق النفط ويؤلب عليها دول العالم. وامريكا تعّي ان ضرب إيران لن يحظي بقبول أوروبي اواجماع دولي، وتعي ايضا ان هناك 20000 جندي أمريكي منتشرين في مرمي الصواريخ الإيرانية، التي يمكن ايضاً ان تصل تل أبيب في 7 دقائق، بخلاف حوالي 200 الف صاروخ لحزب الله علي أهبة الاستعداد لضربها بإشارة من طهران. لهذه الاسباب لا أخشي مواجهة عسكرية امريكية- ايرانية مباشرة، ولكن أخشي حروبا اخري بديلة بالوكالة تستهدف منطقتنا او إعادة إشعال لصراعات وحروب هدأت وطأتها، لتخفيف الضغط عن هذه البؤرة.