إنها حقا مجنونة.. هكذا كان حال كرة القدم بعد مباراتي إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا لتثبت الحقيقة أن كرة القدم لا تعرف المستحيل بعد الريمونتادا التاريخية التي حققها بطلا الكرة الإنجليزية ليفربول وتوتنهام لتحتكر بها الكرة الإنجليزية الريمونتادا في مباراتي لا يمكن أن يصدقهما عقل.. الأولي كانت لليفربول الذي استطاع أن يحقق مفاجأة كبري بإقصاء برشلونة بقيادة الأسطورة والنجم الكبير ليونيل ميسي رغم الهزيمة في مباراة الذهاب في إسبانيا بثلاثية نظيفة ولكنه عاد وفاز برباعية نظيفة.. وخلال أقل من 24 ساعة عادت الكرة الإنجليزية من جديد إلي القمة بريمونتادا تاريخية أيضا عن طريق توتنهام بقيادة المدير الفني بوكتينيو الذي خسر من أياكس في انجلترا بهدف نظيف وسط جماهيره وعلي أرضه ورغم التأخر بهدفين في الشوط الأول في مباراة الإياب في هولندا إلا أنه عاد بقوة وحطم الطواحين الهولندية في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع ليفوز 3 / 2. وتعد تلك هي المرة الثانية في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا، التي يتواجد فيها فريقان إنجليزيان.. وسبق أن نجح فريقا تشيلسي، ومانشستر يونايتد في التأهل إلي نهائي نسخة دوري أبطال أوروبا خلال موسم 2007-2008، وانتهي الوقت الأصلي من المباراة بتعادل كلا الفريقين إيجابيًا بنتيجة 1-1، في المباراة التي جمعت الفريقين علي ملعب لوجينكي، بالعاصمة الروسية موسكو.. وفي النهاية استطاع مانشستر يونايتد أن يتوج بتلك النسخة من البطولة، بعدما حسم اللقاء لصالحه بانتصاره علي تشيلسي بنتيجة 6-5 بركلات الجزاء الترجيحية. واستحضر لوكاس مورا معجزة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الثانية في 24 ساعة عندما هز الشباك في النهاية ليكمل ثلاثيته ويقود توتنهام هوتسبير للفوز ويبلغ النهائي بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض. وبعد يوم من فوز ليفربول 4-صفر علي برشلونة ليعوض خسارته 3-صفر في الذهاب عاد توتنهام من الموت بعدما بدا أياكس واثقا من الظهور في النهائي للمرة الأولي في 23 عاما. ووضعت ضربة رأس من القائد ماتياس دي ليخت وهدف مذهل من حكيم زياش في الدقيقتين الخامسة و35 أياكس في المقدمة 3-صفر في النتيجة الإجمالية بنهاية الشوط الأول باستاد يوهان كرويف أرينا. لكن توتنهام بُعث من جديد في الشوط الثاني وأصبح ثامن فريق إنجليزي يصعد إلي نهائي كأس أوروبا إذ سيواجه غريمه المحلي ليفربول في مدريد في أول يونيو.ومع مشاركة الإسباني المخضرم فرناندو يورينتي كبديل في الشوط الثاني رفض توتنهام الاستسلام وعندما قلص مورا الفارق في الدقيقة 55 بدا أن المستحيل يمكن أن يتحقق للنادي القادم من شمال لندن. وبعد ذلك بأربع دقائق سدد في المرمي ليدرك التعادل في الإياب وبعدما سدد الفريقان في إطار المرمي في نهاية مثيرة استقرت تسديدة مورا المنخفضة في أسفل الزاوية اليسري لحارس أياكس في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع وسط حسرة لاعبي صاحب الأرض. لحظات لا يمكن تخيلها وقال مورا الذي أحرز هدفا في مرمي برشلونة في دور المجموعات ليحافظ علي آمال توتنهام في البطولة »كرة القدم تمنحنا لحظات لا يمكن تخيلها». وبلغ توتنهام قبل نهائي كأس أوروبا قبل 57 عاما لكنه خسر أمام بنفيكا وترك الفوز الذي لا يصدق جماهيره في حالة هذيان وبكاء مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. وقال بوكيتينو: »المشاعر مذهلة شكرا لك يا كرة القدم. لاعبو فريقي كانوا أبطالا.. في العام الماضي كنت أقول للجميع إن هذه المجموعة أبطال». وأضاف: »كلهم أبطال لكن لوكاس مورا بطل خارق». وقال إيريك تن هاج مدرب أياكس: »كرة القدم يمكن أن تكون جميلة جدا ويمكن أن تكون قاسية وتعرضنا لذلك». ليست الأولي ولم تكن الريمونتادا التاريخية لليفربول وتوتنهام هي الأولي في التاريخ ولكن هناك 5 نماذج أيضا من أشهر الأحداث التاريخية في كرة القدم وهي: برشلونة ضد سان جيرمان في الدور ثمن النهائي لموسم 2016-2017، فاز باريس سان جيرمان الفرنسي ذهابا 4-صفر، قبل أن يتفوق برشلونة إيابا 6-1. أصبح النادي الكاتالوني يومها أول فريق يقلب تخلفه بأربعة أهداف نظيفة في ذهاب دور ال 16 في دوري الأبطال، إلي فوز مدوٍ في ليلة رائعة في كامب نو عندما عاقب البرازيلي نيمار فريقه المستقبلي سان جيرمان. وبينما اعتبرت خسارة لاعبي مدرب برشلونة لويس انريكي في »بارك دي برانس» أمام سان جيرمان صدمة، خيم الذهول في مباراة الإياب بتسجيل الفريق الكاتالوني هدفي التأهل في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني. دوّن البديل سيرجي روبرتو اسمه في »فولكلور» كرة القدم الإسبانية بتسجيله الهدف السادس في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. وقال بعد المباراة »لم أكن أعرف ما إذا كنت أحلم». حظ برشلونة ينفد في روما في ربع نهائي 2017-2018، فاز برشلونة ذهابا علي أرضه 4-1، قبل أن يخسر إيابا في العاصمة الإيطالية أمام روما صفر-3، ويتأهل بفضل الأهداف خارج أرضه. نفد حظ برشلونة بطريقة مأسوية بعد 12 شهرا من فوزه التاريخي علي سان جيرمان، حيث تبين أن هدف المهاجم البوسني إدين دزيكو في ملعب كامب نو كان حاسما للتأهل. ليلة ليفربول في اسطنبول في نهائي موسم 2004-2005 ضد ميلان الإيطالي، تأخر ليفربول بثلاثية نظيفة قبل أن ينتزع التعادل في ست دقائق خلال الشوط الثاني، ويفوز في نهاية المطاف 3-2 بركلات الترجيح.حقق النادي الإنجليزي يومها أبرز »ريمونتادا» في نهائي المسابقة القارية الأم. تأخر صفر-3 في الشوط الأول بعدما افتتح المدافع الإيطالي باولو مالديني التسجيل في الدقيقة الأولي، وأضاف زميله المهاجم الأرجنتيني هرنان كريسبو هدفين. ومنح القائد - الرمز لليفربول ستيفن جيرار الأمل برأسية في بداية الشوط الثاني، وقلص البديل التشيكي فلاديمير سميشر الفارق بعد دقيقتين، قبل أن يعادل الإسباني تشابي ألونسو من ركلة جزاء معادة، نفذها مرة أولي وصدها حارس ميلان البرازيلي ديدا. أعجوبة إيروريتا في ربع نهائي 2003-2004، تقدم ميلان الإيطالي ذهابا 4-1 علي ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، قبل أن يفوز الأخير إيابا برباعية نظيفة. بعد هزيمة فريقه 1-4 في عقر دار ميلان، أقر مدرب ديبورتيفو لاكورونيا خافيير إيروريتا بأن المنطق لا يدفع للاعتقاد بإمكانية اجتراح معجزة. علي رغم ذلك، خرق فريقه الدفاع الإيطالي في الإياب بتقدمه 3-صفر في الشوط الأول بفضل مهاجمه الأوروجوياني والتر باندياني وخوان كارلوس فاليرون وألبرت لوكي. أضاف البديل فران جونزاليس هدفا رابعا قبل 14 دقيقة من النهاية، فوفي إيروريتا بوعده بسلوك طريق الحج إلي كاتدرائية سانتياجو دي كومبوستيلا بعد تأهل فريقه. دي ماتيو يقود سيمفونية تشيلسي في الدور ثمن النهائي لموسم 2011-2012، تقدم نابولي الإيطالي ذهابا 3-1 علي تشيلسي الإنجليزي، قبل أن يرد الأخير بفوز إيابا علي ملعبه 4-1 بعد التمديد. وقلب تشيلسي تخلفه أمام نابولي، إلي فوز قاده في نهاية المطاف إلي لقبه الوحيد في المسابقة الأوروبية العريقة بإشراف مدربه المؤقت الإيطالي روبرتو دي ماتيو. أقال الفريق اللندني مدربه البرتغالي أندري فياش - بواش بعد خسارته مباراة الذهاب 1-3 بهدفين من الأرجنتيني إيزكييل لافيتزي والأوروجوياني إدينسون كافاني، وعين دي ماتيو مدربا مؤقتا فقلب تخلفه إيابا علي ملعبه ستامفورد بريدج بفضل مهاجمه الإيفواري ديدييه دروجبا وجون تيري، قبل أن يسجل لاعب وسط نابولي السويسري جوخان إينلر هدف تقليص الفارق. وفرض لاعب وسط تشيلسي فرانك لامبارد بركلة جزاء، الوقت الإضافي. نجح دروجبا في تمرير كرة الفوز إلي الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش في الدقيقة 105 من الشوط الأول الإضافي، في طريق النادي اللندني إلي إحراز اللقب القاري علي حساب بايرن ميونيخ الألماني في ملعبه »أليانز أرينا» الذي احتضن المباراة النهائية بركلات الترجيح 4-3 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.