من روائع القرآن الكريم انه يفرق بين القرية والمدينة فالقرية في القرآن الكريم هي ذات وجه واحد وفصيل واحد ولون واحد وهو في معظم الحالات فصيل ظالم مستبد اما المدينة فهي في القرآن الكريم فصائل متعددة والوان كثيرة فمنها الكافر ومنها المؤمن ومنها المنافق ومنها الصالح ومنها المسيء ونضرب امثلة من القرآن في وصف القرية ..... (وكم من قرية أهلكناها )الاعراف 4 ( وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة )الانبياء 11 (ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث )الانبياء 74 ( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ) الطلاق 8 واننا نلاحظ ان القرية تتحول الي مدينة حين يبدأ فيها انتشار الايمان وبداية تواجد المؤمنين بها اي ان القرية بدأت تتكون من فصائل متعددة والوان مختلفة بدلا من فصيل واحد غالبا مايكون ظالما ومستبدا لننظر كيف تحولت قرية الي مدينة في السور الاتية ------في سورة يس .... (واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون ) هذا في اول الحالة غير انه بعد تواجد المرسلين وبداية وجود مؤمنين تحولت القرية الي مدينة فجاءت الآية ( وجاء من اقصي المدينة رجل يسعي ) ------- في سورة الكهف .... موسي والعبد الصالح اتيا قرية كانت ظالمة لانهما استطعما اهلها فأبوا ان يضيفوهما لكن وجودهما في القرية ووجود ابني الرجل الصالح جعل القرية تتحول الي مدينة فقال تعالي (اما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة). تم تسمية يثرب بالمدينة حين بدأ اهلها في الايمان برسول الله عليه الصلاة والسلام فكانت تضم اطيافا متعددة مسلمين ويهوداً ومنافقين واهل ذمة وغيرهم اما مصر فقد وصفت في القرآن بأنها مدائن وكل بلد توصف بانها مدينة لانها دائما كانت تضم اطيافا مختلفة وليس فصيلا واحدا -- انظر قوله تعالي ... (وقال نسوة في المدينة ) ( ودخل المدينة علي حين غفلة من اهلها ) ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) ( وجاء رجل من اقصي المدينة يسعي ) ( فارسل فرعون في المدائن حاشرين ) ( قالوا ارجه واخاه وابعث في المدائن حاشرين ) نستنتج من القرآن الكريم ان مصر مدائن وان كل بلد فيها مدينة وانها مدينة علي طول تاريخها تضم ثقافات متنوعة والوانا كثيرة حفظها الله تعالي وحماها وهيأ لها من امرها رشدا