اختتم الأسبوع الماضي مهرجان الربيع الذي نظمته مؤسسة "المورد الثقافي" بالقاهرة والإسكندرية وبيروت طوال شهر مايو الجاري. احتفي المهرجان، الذي امتد لثلاثة أسابيع، بالعديد من مشاريع الشباب المميزة ببرنامج "غدا"، الذي نسقه شارل عقل. ومن مشاريع الشباب عروض مسرح و فن تشكيلي، ومجموعة من النصوص الأدبية والأفلام الروائية القصيرة. وكذلك ضم نشاط المهرجان حفلات موسيقي.. كانت موسيقي "الريجي" و"الجاز" النغمات الأساسية لمهرجان هذا العام، والذي كان آخرها حفل لموسيقي الجاز من تركيا وهولندا لفرقة "بارانا"(الجمعة 21 مايو بالجنينة). قدم الشاعر البريطاني "بنجامين زفانيا" أمسيتين شعريتين، إلي جانب عرض "مدينة المرايا" للبناني روجيه عساف، ومعرض "زوروا عزة"، الذي اتخذ من مسرح روابط موقعاً له، موظفاً خيال الفنانين الفلسطينيين لصالح ذاكرة القطاع الفلسطيني المحاصر. المعرض كان من تنسيق محمد عبد الله. كان ختام المهرجان مميزاً، بحفل للجنوب أفريقية "ثانديسوا" بمسرح الجنينة، سبقه عرض"درويش" للراقص التركي ضيا عزازي، الذي شهد إقبالا كبيراً بمسرح السمع خانة بمتحف المولوية(الخميس 20 مايو). العرض الذي خصص ل150 مشاهداً فقط توافد عليه الكثير من الحضور مما اضطر "المورد" للسماح لجمهور السمع خانة بالجلوس علي أرض المسرح الدائرية.. ليكونوا داخل أجواء العرض الحيّ بالفعل. الراقص التركي ضيا مزج بين رقص الدراويش الصوفي والرقص الحديث، حيث قدم لجمهوره مزيجاً يعبر عن حالة الدرويش من خلال عرضين، كانت مدة الواحدة منهما 25 دقيقة. قبل العرض طلبت بسمة الحسيني، مديرة المورد الثقافي، عدم استخدام الفلاش، لكن الجمهور لم يلتزم بذلك، مما دفع ضيا لإعادة العرض، بعدما تحدث بالإنجليزية طالباً الامتناع عن استخدام الفلاش، الذي شتت تركيزه. رغم ذلك انخرط الجمهور في حالة الرقص..هبط الصمت علي أكثر من 150 مشاهداً، لينخرطوا بعد الاختفاء الرمزي للدرويش في تصفيق طويل، عند ختام العرض..هكذا يمكننا أن نقول أن ختام مهرجان المورد الثقافي للربيع كان صوفياً.