»صدق أو لا تصدق« .. فقد نجح كثير من الفلاحين في المحافظات الآن وخاصة في الوجه القبلي في الاستغناء عن البرسيم كعلف لماشيتهم؟ واستبدلوه بغذاء آخر أقل في السعر وأعلي في القيمة الغذائية؟ بالفعل حدث ذلك وكانت الوجبة الغذائية البديلة هي «البونيكام». ويرجع ذلك إلي ما يتمتع به من مزايا لا تتوافر في غيره من النباتات أهمها أنه أحد النباتات المعمرة، والتي يستمر وجودها في الأراضي الزراعية إلي فترة زمنية تصل في بعض الأحيان إلي 10 سنوات، علاوة علي قدرته الكبيرة علي تحمل ملوحة المياه لدرجة تصل إلي 8000 جزء من المليون، وفي بعض الأنواع منه قد تصل هذه الدرجة إلي 12000 ألف جزء من المليون، كما أنه يتحمل حرارة الجو. كما يتميز النبات بسرعة نموه، وغزارة إنتاجيته، بل إن طوله أحيانا يتجاوز المترين، ويمكن زراعته بأي نظام للري سواء كان الري بالرش أو الري بالتنقيط. ويعد شهر مارس من أفضل المواسم لزراعة البونيكام حيث يتم وضع السماد بشكل طبيعي في الأرض، ثم يتم نثر البذور، مع مراعاة تباعد البذور عن بعضها البعض بشكل كاف حتي يتسني لها الإنبات بشكل مناسب ثم ري البذور لمدة 45 دقيقة، وذلك مرة واحدة في الصباح، ومرة أخري في فترة المساء. وأكدت وزارة الزراعة في تقرير لقطاع الإرشاد أن نبات البونيكام يمكن زراعته في المناطق الجبلية حتي 1500 متر، حيث إنه يقاوم البرودة والحرارة المفرطة بشكل جيد، كما أنه لا يحتاج إلي الكثير من المياه للري، وكذلك يمكن زراعته في كل أنواع التربة لكنه يعطي مردودية أكبر في التربة السميكة والعميقة، ويمكن أن يكون بديلا جيدا للبرسيم حيث إنه يحتوي علي نسبة كبيرة من البروتين، لذلك من الممكن استعماله كعلف لمختلف أنواع الماشية. وأضاف التقرير أنه يمكن استعمال البونيكام كعلف أخضر بعد تعريضه للشمس لمدة 4 ساعات علي الأقل، أو بعد التجفيف، حيث إنه يستعمل لزيادة انتاج الحليب عند الأبقار والماعز، بالإضافة إلي استعماله في الحالة الجافة خلال التسمين، ويفضل اعطاء السماد الطبيعي قبل الزراعة، والتسميد باليوريا بعد كل حشتين حسب نوع التربة ومدي غناها بالمواد العضوية. من جانبه أوضح حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين أن زراعة البونيكام كغذاء للحيونات أفضل من زراعة البرسيم وتتفوق علي زراعة البرسيم لأنه يرشد المياه ويتحمل الملوحة وقيمته الغذائية عالية، حيث يقدر استهلاك الفدان من البونيكام في السنة بحوالي 3200 متر مكعب من المياه في حين أن استهلاك فدان البرسيم الحجازي يصل إلي 5 آلاف متر مكعب مياه سنويا. وأضاف أن البونيكام يعتبر من أفضل الأعلاف الخضراء لأنه نبات معمر يستمر في الأرض حتي 10 سنوات، ويصل إنتاج الفدان منه إلي 10 أطنان سنويا حيث يحتوي علي مادة جافة تجعل نسبة البروتين فيه تصل إلي 16% وتزيد قيمته عند تجفيفه. وأضاف أن عملية «الحش» لنبات البونيكام بعد المرة الأولي للزراعة تكون بعد 45 إلي 60 يوماً، وذلك بهدف أن تتمكن جذور البونيكام من الثبات في التربة، وتكون الحش في المرة الثانية بعد مرور مدة تتراوح بين 25 - 30 يوماً، وخلال فصل الصيف تكون عملية الحش بعد مرور 15 يوماً فقط، وأكد أن الاتجاه إلي زراعة البونيكام لتغذية الحيونات هو الأفضل لتوفير المياه لزراعة المحاصيل الأساسية .