ب"كيس شيبسى"، استدرجه إلى حديقة موالح بالقرب من منزلهما، لم تأخذه به شفقة أو رحمة رغم أنه أبكم لا يستطيع الكلام، بعد أن رأه يلعب أمام منزله بدراجته الصغيرة، وأقنعه بالتسابق معه بعجلته حتى موقع الجريمة، صدقه الطفل ببراءته وأنطلق معه إلى الحديقة وما أن وصلا إلى مكان الجريمة وتواريا عن الأنظار حتى هتك عرضه، ولم يكن من الطفل أى ردة فعل فهو لا يستطيع الكلام كما أن سنه لا يتجاوز 5 سنوات، ولم يكتف المجرم بذلك فقتله ودهسه بعجلته حتى فاضت روحه لخالقها، خشية افتضاح أمره خاصة أن الطفل يسكن فى المنزل المجاور له. فى السطور التالية نرصد لكم كواليس الجريمة التى هزت محافظة الشرقية، وكيفية هروب الجانى من جريمته حتى اكتشاف رجال المباحث الحقيقة وراء وفاة طفل قرية المحمدية بمركز منيا القمح. غاب محمد ابن الخامسة، خرجت الأم تبحث عنه أمام المنزل دون أن يراه أحد سألت الجيران والمارة بالشارع دون جدوى، فاتصلت بزوجها الذى حضر مسرعا للبحث عن نجله هو جيرانه وأثناء تجولهم فى الحدائق المجاورة للمنزل عثروا على دراجة ابنهم و"كاب" كان يرتديه، وعلى بعد أمتار قليلة وجدوا جثة محمد ملقاة على الأرض. يقول الأب المكلوم ل"أخبار الحوادث"، لم يخطر على تفكيرى لحظة أن يكون طفلى الملاك قد تعرض لجريمة اغتصاب وقتل، واعتقدنا أنه سقط من أعلى شجرة حتى فارق الحياة، لكننا اكتشفنا أن هناك جريمة وراء ذلك بعد وفاته ودفنه، حتى أن رئيس المباحث كان يشك فى أن الوفاة طبيعية وطلب من مفتش الصحة أنذاك فحص "محمد" أكثر من مرة للتأكد من أن الوفاة طبيعية الذى ذكر فى تقريره أن ابنى فقد وعيه ثم سقط، وبعدها دفنت فلذة كبدى وكأنه توفى طبيعيا دون جريمة. واستطرد محمود مكرم، 28 سنة- والد الطفل: مرت الأيام، وقال لى يوسف ابنى فى الصف الرابع الابتدائى، أن صديقه بالمدرسة قال له إن "هانى" جارنا أرسله لشراء "كيس فلامنكو" له، وأخذه منه وأعطاه ل"محمد" ابنى وذهب معه ناحية حديقة الموالح، فراودنى الشك، بسبب سمعة هانى السيئة خاصة أن له أكتر من واقعة فى القرية، وأسرعت إلى مركز الشرطة وأبلغت رئيس المباحث، الذى لم يتوانى عن التحرك فورا لجمع التحريات فى القضية، حتى ضبط المتهم وناقشه إلى أن اعترف بارتكابه الواقعة. وتابع والد الطفل: لا أعلم لماذا قام المجرم بقتل نجلى، أنا عامل يومية، ولا يوجد لى خلاف مع أحد، وأترك طفلاي محمد ويوسف، مع أمهما بالمنزل، حتى وقعت الجريمة التي لا يمكن أن يتناسها عقلى". واستكمل الأب: "محمد ويوسف كل حياتي ومحمد كان قطعة من قلبي ولا يتحدث كثيرا وكان طفل هادئ الطباع، وأتمنى من الله ورجال القضاء القصاص من القاتل، حتى يستريح قلبى". وطالبت رشا عزمي والدة القتيل بالقصاص من الجانى وإعدامه عقابًا على فعلته بابنها الصغير. كان اللواء جرير مصطفى مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا من أسرة الطفل "محمد.م" 5 سنوات، يفيد بوفاته إثر سقوطه من فوق شجرة بحديقة موالح بالقُرب من منزل الأسرة بقرية "المحمدية" التابعة لدائرة مركز منيا القمح، فيما تم التصريح بدفن الطفل وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1728 إداري منيا القمح لسنة 2019. وبعد دفن الطفل بأيام، تبين وجود شبهة جنائية في الوفاة، حيث كشفت تحريات فريق البحث الجنائي الذي تم تشكيله برئاسة العقيد جاسر زايد، رئيس فرع البحث الجنائي بقطاع الجنوب، والرائد محمد فؤاد، رئيس مباحث منيا القمح، بإشراف العميد عمرو رؤوف، رئيس مباحث المديرية، عن قيام جار الطفل، ويُدعى "هاني.م.ش" 16 سنة، حداد، والذى استدرج الطفل إلى الحديقة قبل أن يقتله عمدًا. وتبين أن المتهم استدرج الطفل إلى حديقة موالح بالقرية، حيث تعدى عليه جنسيًا هناك، قبل أن يدهسه بواسطة عجلة كانت بحوزته، ما أسفر عن وفاة الطفل فى الحال، فيما لاذ المتهم بالفرار فور ارتكاب الواقعة. وتمكن ضباط مباحث مركز شرطة منيا القمح، من ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بصحة التحريات وارتكابه للواقعة، فيما تم التحفظ عليه تحت تصرف النيابة العامة، والتي قررت حبسه على ذمة التحقيقات برئاسة المستشار محمد المراكبى، رئيس نيابة منيا القمح، وبإشراف المستشار محمد القاضي، المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية.