»عيادة اللغة العربية»، عنوان مميز وفريد لندوات ومسرحيات ثقافية ممتعة، تُقام بصفة دورية شهرية منتظمة علي خشبة مسرح الكلمة بساقية الصاوي، فتُوجّه الدعوة عامةً لجميع عشاق اللغة العربية، وأتمني من كل قلبي أن يتكاثروا وألا ينقرضوا. هو حدث مهم للغاية، لمن يعمل بالإعلام أو الأدب أو الفن أو التعليق الصوتي أو الخطابة أو قراءة النشرات الصحفية أو الترجمة أو الكتابة عموما، أو مُحبّي العربية بصفة عامة. وتتكون الفكرة ببساطة - والتي أراها متميزة وفريدة - من عرض مسرحي يتكون من شِقّين، الشِق الأول: مُكون من مجموعة من المشاهد والتي تُجسد فيها مجموعة من الشخصيات أدوارا تتنوع ما بين أطباء في عيادات المستشفي اللغوي التخصصي، ومجموعة من المرضي يَروون أعراضا يستخلص كل طبيب منها طبيعة المرض النحوي، أو اللغوي الذي أصابه حسب عيادته، ما بين عيادة الصوتيات وعيادة التجميل اللغوي وعيادة الإعراب، هذا علي حد وصف الشاعر محمود موسي صاحب الفكرة ومؤلف المسرحية والذي له مجموعة من الدواوين. أما الشق الثاني، يتجسد في ظهور الشاعر محمود موسي ليُجيب عن أشهر الأسئلة اللغوية المُحيرة والتي قد أرسلت له من الجمهور في حوار مفتوح مع تقديم بعض قصائده الشعرية، كما يخوض فقرة الارتجال الحر الفصيح مع الجمهور، كما يقدم مجموعة من مبدعي الغناء الذين يجسدون بعض القواعد النحوية في صورة أغنيات بأسلوب راقٍ ومختلف. وتتناول عيادة اللغة العربية مناقشة المحاور الخاصة باللغة العربية واستخدامها، تاريخ النحو والأخطاء الشائعة في النحو والإملاء، وبناء الجمل، المفاهيم اللغوية، الفروق بين نطق الحروف في اللغة العربية بطريقة صحيحة والنطق بالعامية، والدخول في حوارات ومناقشة بعض القضايا المجتمعية باستخدام اللغة العربية مع تصحيح من المحاضر، وجزء مهم عن الرد عن من يدّعي وجود أخطاء لغوية في القرآن الكريم. ويقوم المحاضر (محمود موسي) علي حد وصفه بتشريح بعض الجمل الصعبة وتفكيكها وإعرابها بمشاركة جمهوره، مما يضيف لمسة جمالية علي اللقاء. لفت انتباهي الحدث، فهو مهم، وأصبح وجود من يحافظ علي اللغة العربية أو يحاول وضعها في إطارها السليم أمرا مطلوبا وبشدة خاصة في هذه الفترة مع انتشار المصطلحات الدخيلة علي اللغة وتداولها بين الناس بشكل سريع للغاية. وأطلب من وزارة الثقافة والوزيرة إيناس عبد الدايم تبنّي مثل هذا النوع من المبادرات والعمل علي توجيه الدعم الكامل لها والتوجيه بانتشارها علي مستوي جميع محافظات الجمهورية، فنحن بحاجة ماسة لهذا النوع من المبادرات الآن.