تعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانتكاسات غير متوقعة في الانتخابات المحلية التي أجريت أمس الاول بخسارة حزبه الحاكم »العدالة والتنمية» السيطرة علي العاصمة أنقرة للمرة الأولي منذ تأسيس الحزب عام 2001، وأزمير، مع توقعات بخسارة الانتخابات في اسطنبول أكبر مدن البلاد. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات أمس أن عمليات فرز الأصوات تشير إلي تقدم مرشح حزب »الشعب الجمهوري» المعارض في إسطنبول علي مرشح الحزب الحاكم، مشيرا إلي أنه تم فرز 31 ألفًا و102 من الصناديق الانتخابية في إسطنبول حتي الآن، ولا يزال 84 صندوقًا لم تفرز بسبب الاعتراض. وحصل »أكرم إمام أوغلو» مرشح الحزب المعارض علي 4 ملايين و159 ألفًا و650 صوتا مقابل 4 ملايين و131 ألفًا و761 صوتا حصل عليها »بن علي يلدريم» مرشح الحزب الحاكم. وأضاف أن هناك فترة مدتها ثلاثة أيام للطعن علي النتائج الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 84،5 %. ويشكل هذا الإعلان هزيمة كبيرة لاردوغان الذي ألقي بكل ثقله في السباق، وسط عاصفة اقتصادية كبيرة تشهدها البلاد. وتعد خسارة الحزب الحاكم في إسطنبول، في حال أعلنت بشكل رسمي، أكبر علامة علي تراجعه شعبيا بعدما اعتبرها المعقل الطبيعي له علي مدار نحو ربع قرن. واستبق أكرم إعلان النتائج النهائية للانتخابات وبادر بتغيير الفقرة التعريفية علي حسابه الرسمي تويتر وكتب عليها »عمدة إسطنبول». وقبل إعلان النتائج الأولية في مدينة اسطنبول، أعلن كلا الحزبين فوزهما في اسطنبول التي تمثل الرئة الاقتصادية. وقال الحزب الحاكم إنه يتوقع تحول نتيجة الانتخابات في أنقرة لصالحه بعد التقدم بطعون وذلك بعد أن فازت المعارضة الرئيسية بالسيطرة علي العاصمة. وقال الأمين العام للحزب الحاكم فاتح شاهين إن الحزب سيطعن في نتائج الانتخابات في كل منطقة من مناطق العاصمة. وفي كلمة لأنصاره في أنقرة، قال أردوغان إن السبب الوحيد وراء عدم حصول حزبه علي »النتيجة المرجوة» في الانتخابات هو عدم تقديم أنفسنا للشعب بشكل كاف. وأعلن الرئيس التركي في نفس الوقت أن حزبه فاز ب 56% في نتائج الانتخابات، مشيرا إلي أن شعبه جعل حزبه في الصدارة للمرة ال15 في الانتخابات. وقال كمال قليجدار أوغلو زعيم حزب »الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة في البلاد إن صوت الشعب لصالح الديمقراطية، لقد اختاروا الديمقراطية. من جهه اخري، انتقدت مجموعة أوروبية تراقب الانتخابات قيودا علي حرية تعبير المواطنين والصحفيين بعد يوم من الانتخابات. وفي جنوب شرق تركيا الذي يغلب علي سكانه الأكراد، احتفل سكان باستعادة حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد بلديات سيطرت عليها السلطات قبل عامين متهمة الحزب بأنه علي صلات بإرهابيين.