أول حجر وضعه عمرو بن العاص .. واستغرقت 14 قرن لتصل لمساحتها الحالية جرائم علي كل شكل ولون ..قتل واغتصاب .. وسرقة جثث كمان. في قلب العاصمة وعلى مساحة شاسعة تتجاوز آلاف الأفدنة تقع مدينة الأموات التي تضم رفات سكان القاهرة منذ مئات السنين. هذه المدينة التي تمتد جنوبا من المعادي الى مدينة نصر شمالا ، ومن سفح جبل المقطم شرقا الى منطقة العباسية غربا. تاريخ مدينة الأموات يعود الى الفتح الاسلامي لمصر عندما تلقى عمرو بن العاص قائد الجيوش الاسلامية عرضا لايقاوم من المقوقس عظيم القبط في مصر لشراء جبل المقطم مقابل 70 الف دينار، وقبل ان يوافق ابن العاص على هذا العرض تساءل بدهائه المعروف عن سببه ودوافعه ، فعلم ان هذه البقعة مثالية لدفن الموتى في سفح جبل المقطم لطبيعة التربة الجافة وابتعادها عن المناطق الآهلة بالسكان ووجود المقطم كظهير جبلي لها ، فرفض العرض واتخذ من نفس المنطقة مقرا لمدينة الفسطاط عاصمة الدولة الاسلامية الوليدة في مصر ، وعلى أطرافها تم دفن رفات شهداء المسلمين ، وفيها تم دفن عمرو بن العاص نفسه مع إخفاء قبره حتى لا يصل اليه نباشو القبور .. وتوالت القرون حتى أصبحت على ما هي عليه حاليا أكبر مدينة للأموات في العالم. وبعد أن كانت بعيدة عن العمران أصبحت الكتل السكنية تحاصرها من جميع الجهات بل وامتد الزحف السكاني الى داخل الأحواش والمقابر نفسها والتي أصبح يتقاسمها الأحياء مع الأموات في تعايش عجيب لاترى له مثيلا في أي مكان بالعالم. مدينة الأموات تضم رفات ملوك وأمراء .. سياسيين وفنانين .. مشايخ وأئمة.. وتضم أيضا مواطنين عاديين جاوروا هؤلاء المشاهير والكبار حيث يتساوى الجميع تحت التراب. "أخبار الحوادث" قامت بجولة واسعة داخل مدينة الأموات .. رصدنا مقابر النجوم والمشاهير التي امتد اليها الاهمال وهجرها كل من كانوا يحيطون بهم في حياتهم ولم يعد يزورهم أحد أو يقف أمام قبورهم. ورصدنا أبرز الجرائم التي أصبحت مدينة الأموات مسرحا لها بداية من القتل والاغتصاب وصولا الى تعاطي المخدرات والاتجار في جثث الموتى. ورصدنا أيضا الارتفاع الجنوني في أسعار الأحواش والمقابر ووصول بعضها الى حاجز الأصفار الستة.