كلمات كالسهام كانت تلقي علي مسامعه حول سلوك زوجته .. همسات ولمذات يشعر بها وتخترق قلبه رغم خفوتها.. نيران مشتعلة أحاطت بروحه وعقله وكادت تفتك به لكنه لم يستطع إثبات شيء.. عاش وسط الشكوك يحاربها تارة وتقهره تارة أخري حتي تمكنت منه وأيقن أنه لا ينبعث دخان دون نيران فقام بتطليق زوجته وأم طفلته. حاولت الزوجة مراراً إصلاح ما فسد وسعت لرأب الصدع الذي شتت بيتها وفرق بينها وبين زوجها دون جدوي.. مرت شهور طويلة وقررت الزوجة أن تقوم بمحاولة أخيرة .. اتصلت بمطلقها وحددا موعداً للقاء من أجل مناقشة أمور تتعلق بمصروفات الطفلة طلبت منه اللقاء في مسكنها الجديد وبالفعل تم الأمر وأمام حنين الزوجين لبعضهما البعض قررا تصفية الخلاف بينهما والرجوع إلي حياتهم الزوجية ونسيان ما مضي إلا أن الزوج كان له شرط وحيد وهو التأكد من نسب طفلته التي ينفق عليها ثارت الزوجة ونهرته بأن تساؤله هذا يعني أن شكوكة مازلت قائمة وأن الحياة بينهما لن تستقيم مرة أخري.. وعدها الزوج أنها المرة الأخيرة وأنه سيطوي هذه الصفحة تماماً بمجرد التأكد وطلب منها الإجابة عن سؤاله بصراحة شديدة ليبدآ معاً صفحة جديدة مبنية علي الثقة بهذه الكلمات أقنعها وضغط عليها بإلحاحه الشديد وبأن أكد لها أنه يتقبل الجواب أيا كان هو .. أدلت الزوجة باعترافاتها السرية وأبلغته أن الطفلة ليست ابنته وأن هذه هي خطيئتها الأولي والأخيرة في حقه.. لم يتمالك الزوج نفسه وأسرع إلي المطبخ وأحضر سكيناً طعن بها مطلقته مثلما طعنته في شرفه وطعن الطفلة الصغيرة التي لا ذنب لها في خطيئة أمها . قدم الزوج نفسه وأبلغ عن فعلته فأحيل إلي محكمة الجنايات التي قضت بمعاقبته بالسجن 15 عاماً باستخدام الرأفة معه مراعاة لهول وقع المفاجأة عليه ولعدم توافر شرط سبق الإصرار والترصد . صدر الحكم برئاسة المستشار مصطفي الكومي وبعضوية المستشارين عبدالغفار جاد الله وعلاء بهمان.