ميروسلاف تسيرار خلال حوارها مع »الأخبار« استضافت القاهرة في 13 مارس الجاري أعمال الدورة الأولي للجنة الاقتصادية المصرية السلوفينية المشتركة، كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية سلوفينيا ميروسلاف تسيرار وهو ما أظهر الإرادة السياسية للقاهرة ولوبليانا لتطوير علاقاتهما الثنائية.. »الأخبار» التقت السفيرة السلوفينية في مصر ماتيا بريفولشيك التي أكدت رغبة بلادها في استغلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لتعزيز علاقات بلادها في القارة السمراء وأشارت إلي تطور علاقات بلادها الاقتصادية مع مصر.. وإلي نص الحوار: ميناء »كوبر» بوابة المنتجات المصرية إلي شرق ووسط أوروبا عملت في مصر بين عامي 1993 و2001 ثم عدت كسفيرة في العام الماضي.. ماذا تغير في مصر؟ كل من مصر وسلوفينيا مرتا بتطور كبير وقد كانت فرصة عظيمة لي للعودة من جديد للعمل في مصر، ويجب القول بأن الشعب لم يتغير فالمصريون لازالوا يتمتعون بنفس القدر من الترحاب كما ان الثقافة وحياة الشارع لم تتغير، أما بالنسبة للجانب العملي كدبلوماسية يمكن القول بأن مصر حدثت بها تغيرات كبيرة بالمقارنة بفترة عملي السابقة، ربما لأن السنوات الفائتة حدثت بها ثورتان، وحالياً مصر تكافح لاستعادة الاستقرار والسياحة والاستثمار الأجنبي، وأعتقد أن مصر ستواصل نجاحها مع تطبيق الاصلاحات الاقتصادية رغم إدراكنا لصعوبة تأثيرها علي بعض افراد الشعب. وبالنسبة للحياة في القاهرة والتساؤل الدائم عما إذا كانت الأحوال المرورية حالياً أكثر سوءا من التسعينات، لا أظن ذلك فالزحام مازال مشكلة كما كان، واعتقد أن القاهرة مختلفة عما عشت به منذ نحو 20 عامًا، حالياً هناك المدن الجديدة مثل التجمع الخامس و6 أكتوبر، وبالتالي السكان أصبحوا أكثر انتشاراً من ذي قبل، وهو ما اعتبره نجاحاً في التعامل مع مشكلة التزايد السكاني.. أحد الأشياء السلبية التي يجب أن تتعامل معها مصر – وأرجو عدم اعتباره انتقاداً – هو التلوث، في التسعينات لم تكن تشعر بالتلوث في الهواء مثل الوضع الحالي، وهي أزمة لابد من التعامل معها لأنها تضر بصحة الناس. استعادة التعاون وماذا تغير في مجمل علاقات البلدين بين التسعينات وحالياً؟ مصر وسلوفينيا شريكتان تقليديتان منذ عهد يوغوسلافيا السابقة وقد كان التعاون أكبر وأعمق خلال فترة عملي في التسعينات لأن العديد من الشركات اليوغوسلافية كانت متواجدة في مصر واستمرت في العمل، وخلال فترة الثورة في مصر توقف التعاون الاقتصادي بين البلدين ليس فقط بسبب الأوضاع بمصر ولكن لتزامنها مع الأزمة المالية في سلوفينيا، ومنذ 2013 نحاول استعادة معدلات التعاون السابقة، وهو ما يحقق نجاحاً حيث هناك اهتمام من الشركات السلوفينية بالعمل في مصر ولدينا استثمارات مصرية في سلوفينيا في مجال صناعة الاليكترونيات، وحالياً نجري مباحثات بين شركة سلوفينية ووزارتي الكهرباء والإنتاج الحربي بشأن مشروع للإضاءة الحديثة، وتسجل معدلات التبادل التجاري زيادة حيث بلغت 100 مليون دولار وهو رقم يبدو قليلا لمصر ولكنه لبلد بحجم سلوفينيا فانه رقم كبير، كما ان الميزان التجاري يميل لصالح مصر وتتزايد الصادرات المصرية إلي سلوفينيا سنوياً. وفي التسعينات عملنا كثيراً للتعريف بسلوفينيا في المجتمع المصري وأنها ليست سلوفاكيا ومستقلة عن يوغوسلافيا، كما أن سياسة مصر حينها كانت مختلفة كثيرا عن الوقت الحالي. كيف تطورت العلاقات الثنائية بين البلدين منذ زيارة الرئيس السلوفيني بوروت باهور للقاهرة في 2016؟ الشركات السلوفينية التي تبحث فرص التعاون الحالي في مصر كانت ضمن الوفد المصاحب للرئيس باهور.. أهمية تلك الزيارات علي المستوي الرفيع خلق مساحات نقاش وتعاون بين كلا البلدين علي المستوي الرسمي والقطاع الخاص، وقد زار وزير الخارجية المصري سامح شكري لوبليانا في أكتوبر 2017 وتم الاتفاق علي انشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، والتي عقدت أولي دوراتها في القاهرة قبل أيام برئاسة وزيرا خارجية البلدين، وبالتزامن معها سيتم عقد فعالية عن ميناء كوبر والذي يعد أحد قصص النجاح بين مصر وسلوفينيا، خاصة في الثلاث سنوات الأخيرة مع توسع تعاون ميناءي الاسكندرية وكوبر، حيث يستخدم في استقبال صادرات مصر من العنب والفراولة إلي وسط وشرق أوروبا، كما نحاول توسيع التعاون ليشمل ميناء دمياط مع ميناء كوبر. كيف يمكن لسلوفينيا استغلال تعاونها مع مصر لتعزيز علاقاتها مع الدول الافريقية في ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي؟ خلال السنوات الأخيرة تابعنا الاهتمام الكبير الذي توليه السياسة المصرية للدول الافريقية ومصر تأخذ رئاستها للاتحاد الأفريقي علي محمل الجد.. سفارتنا بالقاهرة هي الوحيدة لسلوفينيا في أفريقيا، ونحن نحاول الاستفادة من الدور المصري للاهتمام أكثر بافريقيا لأن سلوفينيا كدولة صغيرة ليس لديها علاقات كبيرة تاريخياً مع الدول الافريقية ونحن حالياً مهتمون بمعرفة الفرص الممكنة للتعاون، وقد أجري الرئيس باهور أول زيارة لمقر الاتحاد الافريقي باديس أبابا.. كما أننا في سلوفينيا ننظم مؤتمراً سنوياً عن التعاون مع افريقيا بحضور ممثلي عدة دول معظمها من غرب أفريقيا وننوي هذا العام أن ندعو ممثلين عن مصر للحديث عن الفرص المتاحة وتأثير الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي. وعلي المستوي الاقتصادي نريد عرض لشركاتنا فرص التعاون الاقتصادي التي ستتيحها مصر مع الأسواق الافريقية بعد تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة، لأن مصر يمكنها أن تكون بوابة لمنتجات سلوفينيا وغيرها من الدول الصغيرة التي لم تقيم علاقات مباشرة مع الدول الافريقية. رحلات شارتر هل تتزايد السياحة السلوفينية إلي مصر؟ نعم بالطبع فهناك رحلات شارتر بشكل دائم إلي الغردقة وتتزايد بشكل كبير، كما أن الرحلات تتزايد إلي الأقصر وأسوان وهناك مجموعات تأتي لشرم الشيخ وأحياناً إلي القاهرة، فمصر عادت إلي الخريطة السياحية للزائر السلوفيني، بالطبع الأنباء من وقت لآخر عن أعمال ارهابية في القاهرة تقلق السائح السلوفيني ولكنها حوادث قد تقع في أي بلد في أوروبا. وخلال الربيع والخريف يتم تنظيم رحلة شارتر أسبوعياً إلي الغردقة لنقل السياح وهو عدد ليس سيئا بالنظر إلي أن عدد سكان سلوفينيا مليونا نسمة.