■ صفية مصطفي أمين وصفاء نوار تتوسطان عدداً من الأمهات المكرمات 152 ألف جنيه » هدية» لسيدات أفنين حياتهن لتربية أبنائهن »ست بمية راجل» هذه المقولة تنطبق علي الست المصرية، التي تسخر حياتها لمن حولها، تربي أبناءها علي أكمل وجه، تحافظ علي بيتها إلي أقصي درجة، تبذل قصاري جهدها لكي ترسو سفينة أسرتها إلي بر الأمان، تتحدي الصعاب تواجه الحياة وقسوتها، تكافح وتجاهد من أجل الآخرين، لا تفكر أبدا في نفسها، إلي أن يأتي يوم عيدها، فيحاول كل من حولها رد جزء من الجميل، بتقديم الهدايا والتهاني، ولكن لا يفي بذرة مما فعلته من أجله، إنها الأم المصرية بطلة علي مر العصور، مكافحات تذوقن مرارة الأيام، وكانت بالنسبة لهن ك » العسل » لأنهن كن يرين ثمرة جهادهن في أبنائهن، وهذا هو غايتهن وهدفهن الأسمي، إنهن حقا أمهات مثاليات يستحققن أوسمة وجوائز كثيرة.. »ليلة القدر» كعادتها تحمل علي عاتقها كل عام تكريم بعض الأمهات المكافحات.. وتعويضهن بعض الشيء عن الآلام التي عشن فيها طيلة السنوات الماضية.. وفي عيد »ست الحبايب» تواصل مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية بقيادة الكاتبة الصحفية ورئيس مجلس أمناء المؤسسة صفية مصطفي أمين والكاتبة الصحفية صفاء نوار مدير تحرير الأخبار ومدير المشروع بمؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية »ليلة القدر» برسم البسمة علي شفاه أمهات أعتقدن أن باب الأمل والسند أغلق في وجوههن ولكن طابت قلوبهن وتهللت أساريرهن فرحا في عيد ست الحبايب بعد أن كرمت مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية 13 مصرية تحدين المستحيل وعملن ليلا ونهارا حتي لا ينهار منزلهن بعد غياب الأب الذي تركهن بلا دعم ولا سند.. لا عمل ولا معاش.. كفاح ومعاناة باب ليلة القدر الخيري أهداهن مبلغ 150 ألف جنيه لعمل مشروعات صغيرة يتحدين بها ظروف حياتهن ولمساعدتهن علي مصاعب الحياة ومشقتها.. في يوم يملؤه الحب والعطاء والدفء الذي يفتقده عدد كبير من الأمهات الأشقياء لمساعدة عائلتهن والحفاظ عليهن.. كرمت مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية »ليلة القدر» عددا من الأمهات البطلات المكافحات عن حقوقهن في معركة الحياة واللاتي تحملن الكثير من الصعوبات التي تقف عائقا أمامهن لرعاية أبنائهن الصغار والوصول بهم إلي بر الأمان فمنهن من تركها زوجها خالفا وراءه الديون.. وآخر هرب من تحمل مسئولية رعاية أبنائه المرضي وثالث توفي بقضاء الله.. وترجع قصة اختيار يوم 21 مارس في مصر كيوم للاحتفال بعيد الأم إلي الكاتب الصحفي مصطفي أمين عندما جاءت إحدي الأمهات للراحل مصطفي أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتي تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، بعدها طرح علي أمين في عموده اليومي »فكرة» فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لم لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه »يوم الأم» ونجعله عيدا في بلادنا وبلاد الشرق.. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا يا أمي؟.. لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعونها من العمل.. ويتولون هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها؟ ولكن أي يوم في السنة نجعله عيد الأم؟ وبعد نشر المقال بجريدة الأخبار اختار القراء تحديد يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشي مع فصل العطاء والصفاء والخير، وكان أول احتفال بعيد الأم في 21 مارس سنة 1956، وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلي بلاد الشرق الأوسط الأخري. أقيم الاحتفال بتكريم الأمهات المكافحات داخل قاعة أحمد رجب بمؤسسة أخبار اليوم بحضور صفية مصطفي أمين رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية وصفاء نوار نائب رئيس تحرير الأخبار ومدير المشروعات وعماد محمد مدير المؤسسة لتسليم الشيكات للأمهات.. ووسط حالة من البهجة والسعادة التي ملأت الوجوه واطلقت الأمهات الزغاريد فرحاً باستلام الشيكات التي تحمل أملا في تحقيق أحلامهن الصغار سواء سداد ديون أو دفع الأجور الشهرية أو شراء مستلزمات لمنازلهن الصغيرة أو توفير بعض احتياجات لصغارهن أو عمل مشروعات تناسب إمكانياتهن المحدودة أو شراء أدوية وعلاج.. وغيرها الكثير من المعاناة اليومية.. كانت البداية عندما تلقت ليلة القدر العديد من الخطابات من أبناء يتمنون لو كسبت أمهاتهم لقب الأم المثالية بعد أن شاهدوها تعمل ليلا ونهارا وتضحي بحياتها من أجلهم.. علي الفور انتشر باحثو ليلة القدر في المدن والقري يبحثون حالتهن ويتأكدون من كل كلمة جاءت بالخطابات.. وتم اختيار 13 من الأمهات المكافحات والصابرات.. أمهات عرفن الشقاء في مقتبل العمر.. يسعين وراء رزق أطفالهن الصغار.. يشقين في الصباح والمساء من أجل مستقبل أفضل.. امتلأت حياتهن بالآهات ألماً وحزناً علي أزمات الحياة التي تواجه أقدارهن ويقفن أمامها صامدات قادرات علي مواجهة الشدائد رغم ضعفهن وقلة حيلتهن ولكنهن أقوياء في مواجهة الأزمات .