جهود مضنية تبذلها محافظة الدقهلية لمواجهة مشكلة القمامة .. أكثر من 3700 طن مخلفات تنتجها المحافظة يوميا تحتاج للتعامل معها حتي لاتتزايد مشكلة التراكمات وظهور تلال قمامة جديدة . التخلص اليومي الآمن من تلك المخلفات أصبح الشغل الشاغل لكل أبناء المحافظة ورغم ذلك لا تزال المحافظة عاجزة عن المواجهة الجذرية للمشكلة رغم التحسن الواضح والملموس الذي شهدته المحافظة مؤخرا . »الأخبار» رصدت جانبا من معاناة المواطنين بالقري والمدن وطرحتها علي المسئولين فماذا قالوا ؟ الحاج ابراهيم بشار رئيس جمعية النور الخيرية المتعاقدة مع رئاسة مركز ومدينة المنصورة علي حل مشكلة النظافة بقرية كفر الشنهاب يطالب باتخاذ خطوات واقعية لإصلاح تلك المنظومة في مقدمتها عمل حصر دقيق للوحدات السكنية في كل مكان حتي يمكن تحديد المبلغ المستحق علي كل جهة للتخلص من المخلفات بها. ثم يتم طرح عمليات نظافة تلك الأماكن علي الجمعيات الخيرية والمقاولين لتنفيذ المشروع بشكل جدي حتي يمكن نقلها للمقلب العمومي بدلا من التخلص منها بإلقائها علي جانبي الترع. محمد أحمد سالم من قرية بدين مركز المنصورة يشير إلي تحسن ملحوظ مؤخرا حيث تقوم الوحدة المحلية بجمع القمامة من المنازل ونقلها للمقالب الأمر الذي أدي لإنهاء ظاهرة إلقاء القمامة علي رأس الشوارع وجسور الأراضي. المحاسبة نهي السعيد تطالب مسئولي نظافة حي غرب بالاهتمام ببعض الشوارع الحيوية ذات الكثافة السكانية العالية مثل شارع الجلاء وشارع النخلة وأن يتم إلزام أصحاب المطاعم الشعبية الشهيرة بتنظيف الأماكن المحيطة بهم علي مدار الساعة لأن تلك الشوارع تتحول ليلا لأكوام من القمامة . أما إيهاب فكري فيطالب مسئولي حي شرق بالاهتمام بجمع القمامة من المناطق الشعبية ومناطق أسواق الخضار كعزبتي الشال والدراسات. ومن جهة ثانية أشار المهندس توكل الشال مدير عام النظافة والبيئة بالمحافظة إلي وجود 9 مقالب عمومية بالمحافظة وهي: أجا وميت غمر والسنبلاوين وبلقاس ودكرنس وسندوب وقلابشو ونبروه وشربين كما توجد 6 مصانع لتدوير المخلفات بالمحافظة وهي: سندوب وأجا والسنبلاوين و قلابشو ومصنع الحوته بالمنزلة وهناك موقع معدات فقط بالمطرية. وجميع هذه المصانع تعمل بطاقتها التصميمية الفعلية وتلك المصانع تستقبل يوميا مايتراوح بين 2000 إلي 2200 طن وتقوم بتدويرها . وأضاف بأن هناك جهوداً مضنية تبذلها المحافظة للتخلص من المشكلة وهناك تحسن واضح في منظومة النظافة يضع المحافظة في مقدمة المحافظات التي حققت انجازا كبيرا في هذا الصدد. وأضاف بأن هناك تحديات كبيرة لاتزال قائمة نعمل علي مواجهتها حتي نصل لأفضل حل لباقي المشاكل العالقة وذلك بالتعاون مع جميع الجهات المعنية. أما فرع جهاز شئون البيئة بالمحافظة فقد رفع عدة توصيات للحد من المشكلة لعل من أهمها إغلاق المقالب العمومية حيث تقوم المحافظة بإجراء دراسة لإغلاق مقلب سندوب وباقي المقالب تباعا ومن بينها مقلب السنبلاوين وتحويله إلي متنزه عام. ويقوم الفرع بحملات التفتيش علي هذه المقالب من إدارة المخلفات الصلبة والنفايات الخطرة وقرر المحافظ الدكتور كمال شاروبيم وقف المقالب والاتجاه مباشرة لمصانع التدوير . من جهة ثانية تقوم مجموعة تطوير الدقهلية التي تضم عددا كبيرا من أبناء المحافظة من أساتذة الجامعات ورجال الأعمال والنقابات ومنظمات المجتمع المدني بجهود مضنية في عدد من الموضوعات الحيوية في مقدمتها مشكلة النظافة وقام منسق المجموعة المهندس محمد عبد العظيم بالتنسيق بين أعضائها وتم تكليف المهندس هشام المناوي رئيس جمعية رسالة بوضع تصور للإسهام في حل المشكلة بالتنسيق مع كافة المهتمين بها . المحافظ اجتمع مع أعضاء المجموعة واستمع إلي تصوراتهم حول كيفية التغلب علي مشكلة القمامة التي تعاني منها مدينة المنصورة . وأكد شاروبيم علي أهمية مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ خطط المحافظة لإعادة الوجه الحضاري لمدينة المنصورة وضرورة التعاون بين المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والأحزاب لخدمة المواطنين دون الانتظار لأي مكاسب ذاتية. وأضاف أن العاملين في أحياء المنصورة يبذلون جهودا كبيرة من أجل تحقيق رغبات المواطنين وعلينا أن نساندهم كما نحاسب المقصرين منهم من أجل الحصول علي أداء افضل في كل المجالات. وأكد علي ضرورة وضع آليات لضمان استمرار مشروع جمع القمامة في مدينة المنصورة وتوفير التمويل المالي حتي لا يتوقف بعد شهر أو شهرين ونعود بالوضع إلي ما كان عليه ونعود للشكوي من جديد من تراكم القمامة في شوارع المنصورة التي نعمل جميعا علي أن تعود لجمالها المعهود. وأشار إلي أنه يتلقي 1000 شكوي من المواطنين يوميا أغلبها من النظافة في مختلف مراكز ومدن وأحياء المحافظة. وأضاف أن جمع القمامة من المنبع هو الذي سيؤدي إلي نظافة المدينة بالكامل بشرط استمرار عملية الجمع يوميا بانتظام. وقال المحافظ : سنبدأ قريبا في إنشاء المدفن الصحي بقلابشو علي مساحة 50 فدانا بعد أن أنهينا العديد من المشاكل العالقة التي أخرت البدء في تنفيذه . وأضاف المدفن سيقام طبقا للمواصفات الفنية العالمية من أجل الحفاظ علي البيئة وعلي صحة المواطنين وحفاظا علي الرقعة الزراعية المحيطة بالمدفن. وهذا المدفن لايوجد في مصر إلا في منطقة 15 مايو بمحافظة القاهرة وقلابشو بمركز بلقاس بالدقهلية. وأكد أنه تم التنسيق مع وزارة البيئة من أجل تحويل مقلب القمامة بسندوب إلي حدائق عامة للتخلص من الانبعاثات الناتجة منه والتي تؤثر سلباً علي البيئة وعلي صحة المواطنين في تلك المنطقة نظراً لصعوبة نقله والذي يتطلب تكلفة مالية عالية تبلغ حوالي 150 مليون جنيه . والدقهلية تنتج يومياً 2100 طن من القمامة بمعدل 756 ألف طن سنويا يتم تدويرها يوميا وينتج عنها 40% مخلفات صلبة يتم دفنها في المدفن الصحي و60% مخلفات عضوية يتم منها انتاج الأسمدة العضوية باستخدام منظومة المعالجة البيولوجية الهوائية »الكمر».