"انا واخويا على ابن عمي..وأنا وأبن عمي على الغريب" مثل شهير وتطبقه معظم العائلات في مصر لكنه انعكس في الجريمة التي نتحدث عنها. "فارس" شاب يبلغ من العمر 33 عاما لا يعرف عن المسئولية شيئا إلا إسمها ينتمي لأسرة ثرية من أعيان أطفيح، هذا الأمر كان السبب في القبض عليه وقضاءه خلف القضبان لسنوات طويلة. جريمة تكاد تكون مختلفة عن غيرها من الجرائم لأن الصدفة لعبت دورها في القبض على مرتكب الواقعة. بلاغ لرئيس مباحث مركز شرطة أطفيح من مستشفى أطفيح العام يفيد باستقبالهم جثة فلاحة تدعي "ن.ع" 40 عاما مصابة بطلق ناري بالصدر حضرت مع شقيقها. بسرعة ينتقل رئيس المباحث الى المستشفى لمناظرة الجثة ومناقشة أسرتها وهناك تقابل مع شقيقها الذي تحدث قائلا: صباح اليوم استيقظت انا وشقيقتي نجلاء التي تعول 6 أبناء للذهاب للعمل في أرض يملكها أبي بقرية الصالحية التابعة لمركز أطفيح لجمع الخضروات والفاكهة وبعد مرور ساعة فوجئت بسماع صوت طلقات رصاص بشكل كثيف وسقوط شقيقتي على الأرض مصابة بطلق ناري بالصدر دون ان نشاهد مرتكبي الواقعة. اخطر رئيس المباحث النيابة التي امرت بنقل الجثة الى مصلحة الطب الشرعي لتشريحها لبيان سبب الوفاة، ثم انتقل لمعانية مكان الحادث ومن المعاينة المبدئية أيقن رئيس المباحث ان الجاني سوف يصبح مجهولا لان الأرض الزراعية تقع في مكان مفتوح وقريب من نهر النيل. 30 يوما مرت على الحادث ولم يتمكن فريق البحث من ضبط مرتكبي الواقعة وبعد أن يأس رئيس المباحث لم يجد امامه الا ان يعتبر الجاني مجهول لكن الصدفة تتدخل وتلعب دورا مهما للايقاع بمرتكبي الواقعة بعد عدة بلاغات تلقاها رئيس المباحث من اهالي المنطقة تفيد بسماع طلقات نارية بشكل يثير الانتباه في ساعة متأخرة من الليل بإحدى الأراضي الزراعية بقرية "قداية" ، تنكر رئيس المباحث في زي فلاح وتوجه الى الأرض التي حدث فيها إطلاق نار وتخفى وبعد الساعة الواحدة والنصف ليلا بدأ إطلاق النار بشكل كثيف وهنا نجح رئيس المباحث والقوة المرافقة له من القبض على من قام بإطلاق النيران وبحوزته بندقية آلية واقتياده الى مركز شرطة أطفيح وهناك تحدث قائلا: اسمي "فارس" 33 عاما امتلك أراضي زراعية منهم لله ولاد عمي هما اللي اقنعوني بشراء بندقية آلية حتى أكون مثلهم وامام "تنمرهم" علي استفزوني واشتريت البندقية بمبلغ 25 ألف جنيه وطلبت منهم التدريب عليها واخترت أرض والدي مكاننا للتدريب. جريمة بالصدفة! يستكمل المتهم: مر اليوم الأول بنجاح والمفروض ان مدة التدريب 4 أيام لكي أكون مؤهلا لحمل السلاح، في اليوم الثاني بدأ التدريب لتخرج طلقة طائشة في اتجاه خطأ وتقتل فلاحة في أرض مجاورة لنا، وهنا يتأكد لرئيس المباحث أن فارس قتل نجلاء بعد 44 يوما من ارتكاب الواقعة. يضيف المتهم: فور ارتكاب الواقعة مكثت بمنزلي فترة خوفا من القبض على وبعد اسبوعين قررت استئناف التدريب مرة أخرى بشرط أن يكون في ساعة متأخرة من الليل لضمان عدم وقوع جريمة قتل اخرى لكن للاسف لا أحد يستطيع الهروب من قدره وتم القبض علي بعد إبلاغ الاهالي عني. أخطر رئيس المباحث مدير امن الجيزة الذي امر بإحالة المتهم الى النيابة التي وجهت له تهمة القتل الخطأ وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص وحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.