توقف أعمال تطوير ستاد بورسعيد انتظاراً لقرار اللجنة الفنية حالة من صمت القبور تسيطر علي المشهد في استاد المصري ببورسعيد والذي ينتظر مصيره خلال الساعات القادمة وتنتظر معه بورسعيد بأكملها ويحدوها الأمل أن ينجو الاستاد من مقصلة الاستبعاد من استضافة إحدي مجموعات بطولة الامم الافريقية في يونيو القادم ورغم توقف العمل تماما داخل الاستاد الا ان الانظار جميعها تتعلق بالقرار المنتظر والنهائي من اللجنة الفنية المتخصصة حول إمكانية إجراء الإصلاحات لمدرجات الاستاد ليستقبل المباريات والجماهير في البطولة من عدمه. وعلمت ان وجود شرخ في مدرجات الاستاد هو السبب الرئيسي للاستبعاد وفي حالة استبعاد ستاد بورسعيد قد تنتقل إلي مدينة الاسكندرية لتضم في تلك الحالة مجموعتين مفاجأة صادمة ويعد ستاد المصري بموقعه المطل علي البحر مباشرة عرضة للتأثر بعوامل التعرية والتقلبات الجوية التي تترك آثارها علي صلابة المدرجات وقدرتها علي رفع الأحمال فوقها من تكدس عشرات الآلاف من الجماهير فوقها حيث تبلغ سعة الاستاد من 20 إلي 25 الف متفرج كطاقة قصوي وكانت مدرجات الاستاد قد شهدت عملية إحلال كامل عقب العودة لبورسعيد بعد نصر أكتوبر عام 1973ومع استضافة مصر لكأس العالم للشباب في كرة القدم عام 1997 اجريت عملية إحلال وتجديد وتطوير موسعة للمدرجات ومع اختيار المحافظة لاستقبال إحدي مجموعات بطولة افريقيا القادمة كانت الفرحة كبيرة لدي المسؤولين وأبناء المدينة اولا لعشق جماهير بورسعيد لكرة القدم ثم الاهم ان اقامة مباريات مجموعة في بطولة افريقيا ببورسعيد سيكون داعما قويا لعودة المصري للعب علي أرضه بعد غياب أكثر من 7 سنوات وبدء العمل في تجديد ورفع كفاءة المدرجات منذ شهر بواسطة شركة حسن علام للمقاولات وتحت اشراف القوات المسلحة حتي كانت المفاجأة الصادمة في بداية الأسبوع الماضي عندما اكتشف مهندسو الشركة وجود تآكل في حديد التسليح داخل الجسم الخرساني للمدرجات بما يشكل خطورة علي قدرتها علي استقبال الجماهير قبل معالجة هذا الأمر ورفضت ادارة الشركة تحمل هذه المسؤولية الخطيرة وجمعت معداتها وعمالها ورحلت رغم محاولات الإبقاء عليها لحين تدارك الامر واتخاذ قرار بشأنه وعلي الفور كان التحرك المكثف من اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد علي كل المستويات وعقد اجتماعا موسعا مع اللجنة الفنية المكلفة بالاشراف علي ترميم الاستاد وتم استدعاء ممثلين من مهندسي القوات المسلحة للانضمام لها لبحث الموقف وبذل اقصي الجهد لتدارك المشكلة بما يحقق استضافة البطولة مع التأكد من السلامة الكاملة لحالة المدرجات وقدرتها علي استقبال الجماهير وعلي مدي اكثر من ست ساعات من المناقشات المستفيضة والمعاينة العملية للمدرجات واخذ عينات من الخرسانة وحديد التسليح بها لاجراء التحاليل والاختبارات لها وبعدها رحلت اللجنة منذ الاربعاء الماضي وتركت المدينة واهلها ومسئوليها يعدون الثواني قبل الساعات لعل الاخبار تأتيهم بالخبر السعيد الذي ينتظرونه رغم ان المعاينة الاولية اكدت ان مدرجات الاستاد لاتصلح بوضعها الحالي لاستضافة المباريات وتبحث اللجنة الموقف برمته حول امكانية معالجة المدرجات خلال الفترة المتبقية وبشكل امن او اتخاذ القرار بهدم المدرجات الحالية واعادة بنائها من جديد وكان الوزير اشرف صبحي قد قام بزيارة ستاد بورسعيد عندما تم اختياره كأحد ملاعب البطولة. ردود أفعال متباينة وبعيدا عن الحالة الفنية والهندسية لملعب المصري تباينت ردود الأفعال في الشارع البورسعيدي حيث يواصل اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد اتصالاته ومتابعاته لوضع حل لهذه المشكلة وعلي المستوي الشعبي فإن حالة من الغضب تسود بين الجماهير بالمدينة الحرة والبعض غير مصدق لما حدث استنادا علي ان الاستاد من فترة قليلة ماضية استضاف الجماهير في بطولة الكونفدرالية للمصري ومرت بسلام والبعض الاخر يحمد الله علي ستره وعدم حدوث أمر مكروه ولا يمنع ذلك من وجود قناعات لدي جزء ليس بقليل من الجماهير يعتقد ان ما يحدث امر مدبر لعدم لعب مباريات في بورسعيد حتي لا يفرض الأمر نفسه في عودة المصري للعب ببورسعيد بعد ان تسقط كل الحجج إذا لعبت البطولة بالمحافظة ومع كل الاختلافات في القناعات لدي الجماهير ببورسعيد إلا أنها تتوحد في التمسك بالأمل في لعب البطولة الأفريقية ببورسعيد.