أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار خلال المؤتمر ااصحفى الذى عقده فى منطقة كوم الشقافة الأثرية بمحافظة الإسكندرية انتهاء مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة، وذلك بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي . رافقة خلال الجولة محافظ الإسكندرية الدكتور عبد العزيز قنصوة والقائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة توماس جولدبرجر والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار والعميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، والمهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات، والهام صلاح رئيس قطاع المتاحف. وأكد د. خالد العناني وزير الآثار، أنه سعيد بانتهاء مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية لمنطقة آثار كوم الشقافة، كما سيشهد الشهر القادم الانتهاء من مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في منطقة معبد كوم أمبو بأسوان؛ وذلك بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار سياسة الوزارة في الحفاظ على التراث الأثري المصري. وأشار إلي أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية بدأ في المنطقة منذ اكتشافها، وقد كانت هناك محاولات عدة لتخفيض منسوب المياه الجوفية وتجفيف المنطقة من ابرزها كان خلال تسعينات القرن الماضي حين قام المجلس الأعلي للآثار آنذاك بعمل طلمبات لشفط و سحب المياه، ولكن استمرار رشح مياه ترعة المحمودية والتمدد العمراني بالمنطقة السكنية المجاورة للمنطقة أدي إلي ارتفاع المنسوب مرة اخري و قامت الوزارة بعمل أبيار لسحب المياه بصفة مؤقته إلي أن قامت الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية بتنفيذ مشروع خفض المياه الجوفية بمنحة من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2017. وخلال كلمته قدم د. العناني الشكر لجميع الشركاء المعنيين بهذا المشروع الذي وصفه بالرائع، وخاصة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي قدمت منحة مقدارها 5.7 مليون دولار لإتمام هذا المشروع كما خص بالشكر أيضاً، فريق العمل من المرممين المصريين لجهودهم في إعادة بناء وترميم مقبرتي الورديان واللتان كانتا معروضتان بحديقة المتحف اليوناني الروماني منذ عام 1952 و اوضح د. مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن المشروع بدأ في نوفمبر عام 2017م، وهو يهدف إلى تجفيف وحماية المنطقة الأثرية والمقابر من خطر التآكل والتلف بسبب تسرب المياه الجوفية، وذلك عن طريق إنشاء نظام لتخفيض منسوب المياه الجوفية إلي منسوب أسفل الدور الثالث، مشيراً إلي أن تسرب المياه الجوفية كان بفعل رشح ترعة المحمودية، والتسريبات الناتجة من شبكات الصرف الصحي للمنطقة السكنية المحيطة بها مع تراكم مياه أمطار الإسكندرية الغزيرة. ولحماية المقابر، وأكد المهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات أنه تم حفر 6 آبار بعمق 40م وتركيب طلمبات غاطسة بنظام تحكم الكتروني عن طريق مبنى تحكم جديد تم انشاءه في المكان، بالاضافة إلي خطوط لطرد وصرف المياه وتزويد المكان بمظلات جديدة لحماية المقابر والدرج المؤدي إليها من أمطار الشتاء، مؤكداً علي أن وزارة الآثار بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية بدأت تنفيذ المشروع بعد الانتهاء من كافة الدراسات اللازمة ومراجعتها من قبل المتخصصين في هذا المجال والتى استغرقت ما يقرب من 12 شهر حتى تم الانتهاء منها واعتمادها. وافاد أن منطقة مقابر كوم الشفافة كانت تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية منذ اكتشافها، وأن المستوى السفلي لها كان مغمور كلياً بالمياه، مما دفع وزارة الآثار في تنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية إلى المستوى الثاني وعمل آبار سحب على عمق 20م كحل مبدئي لحين الانتهاء من الدراسات اللازمة قبل بداية تنفيذ مشروع تخفيض المياه الجوفية. و تعد مقابر كوم الشقافة أحد أهم أمثلة العمارة الجنائزية الرومانية من طراز الكتاكومب حيث حُفرت بعمق ثلاث طوابق تحت الأرض، وقد استخدمت الجبانة في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي واستمر استخدامها حتى القرن الرابع الميلادي حيث أضيفت إليها العديد من الدهاليز وفتحات الدفن. و قال د. وزيري أن مشروع التطوير بها شمل الاهتمام بمسار الزيارة للمقبرة الرئيسية والمسار المحيط بها من الخارج؛ حيث أضيفت قطع أحجار كبيرة الحجم منتظمة الشكل لتأمين مسار الزائر بعد سحب المياه الجوفية. كذلك تم إعادة ترتيب قطع العرض بالحديقة المتحفية والتي تضم العديد من التوابيت والمذابح وتماثيل السفنكس. كما تم الإنتهاء من أعمال الصيانه والترميم لمقبرتي الورديان المنقولتين من المتحف اليوناني الروماني لإعادة بناءهما بداخل أسوار منطقة كوم الشقافه حيث يمثلان أهمية خاصة لانتماءهما لكتاكومب الورديان. كما أعلن العنانى نجاح وزارة الآثار فى إعادة تركيب وترميم مقبرتي الورديان مقبرة رقم G990، ومقبرة رقم G989، بمنطقة آثار كوم الشقافة بمحافظة الإسكندرية واللتان كانتا معروضتان بحديقة المتحف اليوناني الروماني وتم تفكيكها ونقلهما إلي منطقة آثار كوم الشقافة عام 2009 في إطار مشروع تطوير وترميم المتحف. واوضح غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانه والترميم، أن أعمال إعادة التركيب والترميم تمت طبقا للأساليب العلمية المتبعة وهى توثيق الوضع الراهن والاطلاع على تقارير الفك وكافة اعمال التوثيق التي اتبعت وقت الفك سواء من جبل الورديان أو المتحف اليوناني الروماني مع استخدام مونات البناء الغير ضاره بالمادة الأثرية والمستخدمة في عصر التشييد. و أشار سنبل أن اعمال إعاده البناء للمقبرة رقم G989، بدأت في شهر نوفمبر عام 2017 وانتهت عام 2018؛ حيث استغرق العمل عام كامل ثم بدأت اعمال الترميم الدقيق للأسطح الحجرية كما تم عمل مدخل خاص بالمقبرة لسهوله وصول السائحين اليها. اما المقبرة رقم G990، بدأت بها اعمال الترميم وإعادة البناء مع بداية شهر فبراير 2019 وقد تم الانتهاء من تركيب وإعادة بناء كافة اجزائها ماعدا سقف المقبرة والأعمدة الأمامية والجارى تجهيزهم لعملية إعادة البناء. و من جانبها قالت د. نادية خضر رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، أن المقبرتان كانتا جزءاً من مقابر الجبانة الغربيةبالإسكندرية مدينة الموتي وقد كشف عنهما برتشياEvaristo Breccia بمنطقة الورديان في العقد الأول من القرن العشرين حيث كانتا منحوتتين في الصخر الطبيعي علي طراز مقابر الحجرات «hamber tombs وتتميز المقبرتان بتكوينهما المعماري والزخارف الملونة. و اشارت د.خضر، انه في عام 1952 نقلهما أدرياني للعرض بحديقة متحف اليوناني الروماني. وترجع المقبرة برقم G990 للعصر البطلمي، وبها غرفة الدفن ذات سقف مقبي يحمل بقايا ألوان وتحتوي علي تابوت واحد ذو مسند رأس وتتميز جدرانها بزخارف هندسية طولية وعرضية ويوجد بها مذبح في المنتصف. اما المقبرة برقمG989، فهي ترجع للعصر الروماني وتتميز حجرة الدفن بمدخل تدعم جانبيه دعامتان يعلو كلا منهما تاج دوري بسيط ويستند علي الدعامتان عقد كبير بعرض المدخل يضم سقفاً علي هيئه نصف القبةSemi dome يتخلف كامل مساحتها وتحتوي علي ثلاثة توابيت. ثم توجه وزير الاثار ، إلي المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية لتفقد آخر مستجدات أعمال مشروع التطوير و الترميم الجارية. وقال العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية، أن أعمال تطوير وترميم المتحف تتم بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة طبقا لبروتوكول التعاون الموقع بين الوزارة والهيئه فى شهر أبريل عام 2017م، لتطوير و ترميم 8 مواقع أثرية من بينها المتحف اليوناني الروماني ومتحف الحضارة والمعبد اليهودي بالإسكندرية، وقصر محمد علي بشبرا، وهضبة الاهرامات، وقصر الكسان بأسيوط، وقصر البارون. وقد تم البدء في أعمال التطوير والترميم في شهر فبراير 2018 ومن المقرر الأنتهاء منها بنهاية العام الحالي، حيث تصل إجمالى نسبه تنفيذ الاعمال بالمشروع الي 48% . و أشار انه قد تم الإنتهاء من أعمال الرفع المساحى ورفع المخلفات بالموقع العام للمتحف وجاري الان أعمال ترميم الواجهات الرئيسية الغربية و الشرقية وأعمال ترميم الحوائط الأثرية الداخلية. كما تم الانتهاء من أعمال تركيبات الهيكل المعدني لمبنى المتحف والتي تصل الى 90% بالاضافة الي أعمال تدعيم العناصر الإنشائية للدور الأرضي بالمتحف، واستكمال أعمال التشطيبات المعمارية للمبنى الإدارى الملحق بالمتحف وقاعات العرض المتحفي. ومن جانبها قالت الهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، أن المتحف يضم أكثر من 30 قاعة للعرض المتحفي طبقاً لسيناريو العرض المتحفي الذي قامت بوضعه لجنة أثرية تم تشكيلها لعرض قرابة 20 ألف قطعة أثرية ترجع للعصور اليونانية والرومانية، مشيره إلي أن المتحف اليوناني الروماني يعد من أهم وأقدم المعالم السياحية والأثرية المتخصصة فى الحضارة اليونانية الرومانية بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بمدينة الأسكندريه. ومن المقرر أن يصبح مركزاً علمياً وثقافياً لحضارات البحر المتوسط؛ فهو يشمل قاعات للعرض المتحفي ، وحديقة متحفية، ومركز لحفظ وترميم الآثار، ومركز آخر لبحوث العملة، ومركز للبحث العلمي. كما يضم أيضا قاعات للدراسة والمؤتمرات ومكتبة وورشة طباعة، وقاعات وسائط متعددة Multimedia، وأيضاً مدرسة للتربية المتحفيه لتنمية الوعي الأثري للأطفال. وأضاف محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، أن وزارة الآثار بالتنسيق مع محافظ الأسكندرية تمكنت من إزالة الإشغالات الموجودة بمحيط المتحف والتى كانت تسئ للمنظر الحضارى المخطط الوصول إليه بعد الإنتهاء من أعمال التطوير والترميم إستعداداً لإفتتاحه. جدير بالذكر أنه تم إنشاء المتحف اليوناني الروماني عام 1892 وأفتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1895 وكان يعرض العديد من القطع الأثرية التي عُثر عليها في الاسكندرية وما حولها، ويرجع معظمها إلي العصر البطلمي والعصر الروماني. وفي عام 1983 تم تسجل المتحف في عِداد الآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة آثار الاسكندرية والساحل الشمالي بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 822 لسنة 1983م.