الفنادق الفاخرة والمتميزة في الولاياتالمتحدة تحرص علي الإعلان عن أن البياضات الخاصة بالفندق مصنوعة من القطن المصري. أشعر بسعادة بالغة عندما يسألني أي مواطن أمريكي عن بلدي مصر وتزداد سعادتي برد الفعل والاهتمام بأن مصر بلد الحضارة والثقافة.. ويري محدثي أن الدليل علي ذلك هو أن تاريخ مصر من أهم المقررات التي يدرسها كل طالب دون استثناء. ومن المعروف أن الفنادق الفاخرة والمتميزة في الولاياتالمتحدة تحرص علي الإعلان عن أن البياضات الخاصة بالفندق مصنوعة من القطن المصري. ووضع عبارة مصنوع من القطن المصري هو أفضل دعاية لبيع الملابس القطنية. وإذا كان الإعلان هو أفضل وسيلة للدعاية لأي منتج فإن من أشهر الشخصيات التي تعلن عن إنتاجها في أشهر محطات التليفزيون الأمريكي شخص يطلق عليه رجل »الوسائد» لأنه ينتج وسائد ويروج لها دون توقف. ومنذ حوالي أسبوعين أطل علينا هذا الرجل ليقول لنا: إن أفضل الأحلام تتحقق باستخدام »قطن جيزة» وقد حرص المنتج علي أن يعلن أن قطن جيزة يزرع في دلتا نهر النيل المصرية وأن القطن الذي تصنع منه الملايات التي يبيعها تجلب النوم لنعومة ملمسها ورطوبة وليونة خيوطها. ويختم إعلانه بأن قطن جيزة الحلم هو أفضل وسيلة للراحة. وبالمناسبة هذا الإعلان يذاع أكثر من عشرين مرة يوميا بقناة فوكس. أعتقد شخصيا أن ظهور هذا الإعلان إضافة جديدة علي الدعاية لمصر.. وبالمجان. فنزويلا وحزب الله علي مدي الأشهر الماضية وحتي الآن نجد أن السياسة الخارجية الأمريكية تدور وتركز علي الأوضاع الداخلية في فنزويلا ومعاناة الشعب في جميع أنحاء البلاد من نقص الغذاء والدواء والعلاج مع استمرار المظاهرات التي تطالب باستقالة واستبعاد الرئيس نيكولاس مادورو. وأي متابع لما يجري في واشنطن لابد أن يتطرق إلي ما يدور من مناقشات حول احتمال التدخل الأمريكي عسكرياً لدعم مطالب الشعب الفنزويلي. وقد قامت واشنطن بالتحرك سياسياً وبسرعة بدعوة مجلس الأمن لمناقشة الوضع في كاراكس وقد تمكنت الولاياتالمتحدة بممارسة الضغط علي أعضاء مجلس الأمن إلا أن استصدار قرار بإقالة الحكومة أمر لا يتفق وقواعد مجلس الأمن. وسرعان ما بادر الرئيس دونالد ترامب بالاعتراف بزعيم المعارضة ورئيس مجلس الشعب رئيساً للبلاد وانضمت عدة دول غربية لتؤيد واشنطن خاصة بعد أن منعت فنزويلا وصول الأغذية إلي الشعب. وبعد أن أعلنت واشنطن أن جوان جويدو هو الرئيس الحالي والشرعي أوضح وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أن حزب الله اللبناني أعرب عن احتجاجه لموقف واشنطن وأنه بعث برسالته لسفارة فنزويلا في بيروت. واتهم بنس نائب الرئيس الأمريكي حزب الله بتدريب عناصر إرهابية وتمكينها من العبور إلي الأراضي الأمريكية. ومع ظهور دور لحزب الله في قضية فنزويلا تذكرت أول زيارة قمت بها مع كوفي عنان سكرتير عام الأممالمتحدة السابق حيث تضمنت الزيارة لقاء مع الشيخ حسن نصر الله.. ووسط حراسة مشددة انتقلنا إلي الحي الذي يشغله حزب الله وأعوانه وهي منطقة ضخمة في بيروت إلا أنها محاطة بسور حديدي ضخم. وأمام مبني متوسط يرتفع لأربعة طوابق سمح لنا بالدخول ولكن الحراسة الخاصة بالشيخ حسن ذكرت أن الرئيس سيلتقي بالصحفيين علي حدة بعد اجتماعه مع السكرتير العام. وبعد أن غادر عنان المبني قال رئيس الحراسة إننا سنقابل الشيخ حسن وطلب منا أن نترك جميع ما نحمله حتي حافظة النقود مع الحراسة وكانت هذه هي المرة الأولي وقد تكون الأخيرة التي لا يسمح فيها لصحفي بالاحتفاظ بممتلكاته الشخصية. وتم اللقاء الصحفي العابر لشخصية مازالت حتي الآن لها الكلمة الأولي في لبنان. وقد أشارت التقارير الأخيرة إلي أن حزب الله يمتلك منجمين للذهب في فنزويلا يستخدم ريعهما في تمويل الحزب وعملياته في الشمال السوري وفي اليمن كذلك. حتي لعب الأطفال من المعروف أن الدمية باربي التي تنتجها شركة ماتيل للألعاب هي أشهر دمية في العالم.. ومع كل موسم تنتج الشركة ملايين وتقوم بتبديل الملابس فهي أحيانا سوبرمان وأخري عارضة أزياء.. ونظرا لما تحصله هذه الشركة من أرباح فإنها تمتلك عدة مستشفيات لعلاج الأطفال مجانا. ومن بين هذه المستشفيات مستشفي ماتيل في كاليفورنيا وهو مخصص للمعوقين. وفي إطار الاهتمام العالمي هذا العام بعلاج المعوقين رأت الشركة أن تقدم بعض الجوانب عن حياة المعوقين واستعانت بأحد الأطفال المعوقين الموجود بالمستشفي ويدعي جوردن ريفرز وعمره 13 عاما وقد ولد دون سواعد.. وتم بطبيعة الحال إعداد ساعد صناعي يمكن تركيبه وخلعه. وكان من الضروري الاستعانة بتجارب أطفال ولدوا دون أرجل وبالتالي تلعب الأطراف الصناعية دوراً مهماً في حياة هؤلاء الأطفال. كما استعانت الشركة بشركة تنتج الكراسي المتحركة التي يستعين بها المعوقون وذلك لإنتاج الكراسي التي ستباع لاستكمال مستلزمات الدمي المعوقة وقد أعلنت الشركة عن مشروعها الجديد وأن المجموعة الأولي ستطرح في الأسواق مع شهر يونيو القادم.. والهدف هو تأهيل الأطفال لمعرفة حياة المعوقين. ويجدر بالإشارة إلي أن شركة ماتيل قد أنتجت منذ عامين دمية ترتدي الحجاب لتعريف الأطفال بما يجري في بعض المجتمعات. وإذا كانت شركة ماتيل تسعي من خلال إنتاجها لزيادة إدراك الأطفال لما حولهم فإن ما تردد مؤخرا عن اعتزام الشركة إنتاج لعب عن الشواذ أمر يثير الذعر من المستقبل. ويحتاج الأمر إلي مواجهة قوية من جانب المجتمعات المحافظة.