استمرارًا لمجهوداتها في حربها ضد الفكر المتطرف بكافة الوسائل الحديثة، وتصحيح مفاهيم الخطاب الديني، استحدثت دار الإفتاء وحدة للفتاوي الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة »موشن جرافيك» واستخدامها في الرد علي الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة. وتعمل الدار عبر الوحدة الجديدة علي عرض الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة. ويوضح الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية أن الوحدة تأتي ضمن الإطار العام الذي ورد في أفكار وتوصيات مؤتمر الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم والتي اشتملت علي ضرورة ابتكار الأساليب والوسائل الجذابة والفعالة التي تحول دون التمدد الفكري لتيارات الإرهاب التي تتخذ من الفتوي سلاحًا فتاكًا لتنفيذ أجندات خارجية تسعي إلي التخريب في أعماق دول العالم المستهدفة من جماعات الظلام ومن بينها مصر. وأوضح أن الوحدة متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة لبلورة ردود قصيرة علي دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلي الشرائح المتعددة داخل المجتمع، خاصة فئات الشباب، وترد علي الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير. وأشار إلي أن الوحدة أصدرت العديد من الفيديوهات لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد الدعاوي الباطلة ومنها الرد علي مزاعم الجماعات المتطرفة بأن الشريعة الإسلامية غير مطبقة في مصر حيث تم التأكيد، أن الجماعات الإرهابية لا تدرك أن الشريعة مطبقة في بلادنا علي المستوي العام والخاص،وأن الدستور الذي يمثل النظام العام لمجتمعنا ينص في مادته الثانية بأن الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع،وأن القوانين المعمول بها في المجتمع ترجع إلي مبادئ الشريعة ولا تخرج عنها، مشيرة إلي أن مؤسسات الدولة المصرية ينطلق عملها من تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية وترجمة معانيها عمليًّا بين أفراد المجتمع. كما أكدت أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم من أعمال البر التي حث عليها الإسلام وتتفق مع مكارم الأخلاق التي أمرنا بها النبي صلي الله عليه وسلم وأن منهج المتشددين أبعد ما يكون عن هدي النبي في التعامل مع الناس وأنه ليس في شريعتنا السمحة ما يمنعنا من تحية المسيحيين أوتهنئتهم أوإدخال السرور عليهم، مشيرة إلي أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كان يبر ويساعد جميع أهل الأديان السماوية، عملًا بمبدأ العيش المشترك والسلام بين بني الوطن الواحد تنفيذًا لأمر الله تعالي »وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» »البقرة: 83» وأن المواطنة مبدأ إسلامي. ومن بين الرسائل التي أكدت عليها إصدارات الوحدة هي أن عصمة الدم وحفظ حياة جميع البشر من مبادئ الشريعة ومقاصدها وأهداف الدين، وحق من حقوق الإنسان، والاعتداء علي هذا الحق من أكبر الذنوب عند الله، وأن ما تقوم به جماعات الإرهاب وتيارات الخوارج من استحلال الدماء باسم الدين من أشنع الباطل، وأكبر صور تحريف الشريعة والكذب علي رسول الله، كما أوضحت حكم الشرع في بعض القضايا الملتبسة كختان الإناث مؤكدة أنه لم يرد نصٌّ شرعي يأمر المسلمين بأن يختنوا بناتهم، كما لم يثبت أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قام بختان بناته الكرام، وأن بعض المتصدرين للفتوي يزعمون بدون علم أن منع الجهات الصحية المسئولة لعمليات »ختان الإناث» يعد مخالفة للشريعة الإسلامية،وأن أهل الذكر من الأطباء أكدوا أن ختان الإناث له أضرار قد تصل إلي الموت، مشددة علي أن شريعة الله جاءت لحفظ الأنفس، وكل عمل يهدد هذا المقصد فحكمه الحرمة .وأضافت أن »ختان الإناث» ليست قضية دينية تعبدية، بل هوعادة انتشرت بين دول حوض النيل قديمًا، فكان المصريون القدماء يختنون الإناث، ولم تقف تلك العادة علي دول حوض النيل بل انتقلت إلي بعض مناطق العرب.