كالعادة تضع مصر أملها في بناتها في جميع المجالات وخاصة في الرياضة رغم وجود بعض عوائق العادات الاجتماعية التي تقلل من المشاركات النسائية في الرياضة بوجه عام والرياضات النزالية علي وجه الخصوص.. لدينا الكثير من النماذج التي حفرت أسمائها بأحرف من نور في السجل العالمي بينهن ضيفتنا اليوم هداية ملاك بطلة مصر في رياضة التايكوندو صاحبة الميدالية البرونزية في ريو دي جانيرو والمرشحة أو قل الساعية بقوة للمنافسة في وزن 67 كيلوجراما في دورة طوكيو 2020 حيث تعهدت مع نفسها وأمام المسئولين بتحقيق الذهبية في الأوليمبياد القادم.. واعتبارا من بطولة مصر الدولية التي تنطلق في الغردقة 20 فبراير الحالي تبدأ هداية رحلة البحث عن الخطوات الأولي للتأهل أولا ثم ميلاد حلم الحصول علي الميدالية. بطولة مصر الدولية هذه ضمن البطولات المؤهلة فيحصل الفائز بالمركز الأول علي 20 نقطة والثاني 10 والثالث خمس نقاط تضاف إلي رصيد اللاعب أو اللاعبة الدولية في إطار السعي لركوب قطار التأهل.. ولاشك أن إقامة بطولة مؤهلة علي أرض مصر فيه فائدة كبيرة للاعبينا ولاعباتنا للفوز بالمراكز الأولي حيث تقام المنافسات وسط دعم معنوي مهم من المسئولين الذين وعدوا بتقديم كل ما يساعد علي نجاح البطولة تنظيمياً وفنيا ولهذا سارع المهندس عمرو سليم رئيس الاتحاد المصري بإرسال خطاب شكر للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة للموافقة علي دعم البطولة وطلب من المهندس مصطفي المغاوري وكيل وزارة الشباب والرياضة في البحر الأحمر إجراء الإصلاحات اللازمة بالصالة المغلقة لاستقبال الحدث الكبير لاحتمال مشاركة 500 لاعب ولاعبة من أكثر من 23 دولة أبدت موافقة علي المشاركة حتي الآن ومازال الباب مفتوحا حتي موعدانطلاق البطولة.. واختار أسامة السيد 21 لاعبا ولاعبة لتمثيل مصر بينهم نجمتنا هداية التي فازت مؤخرا ببطولة قبرص الدولية وكذلك بطولة روسيا بعدالتغلب علي بطلتها بولينا كان في المباراة النهائية وكذلك لقب أفضل لاعبة في البطولة..واستحقت هداية التكريم من عدة جهات بعد حصولها علي الميدالية البرونزية في الأوليمبياد السابقة وكرمت بجائزة الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي لكونها أول امرأة مصرية وعربية تفوز بميدالية في هذه اللعبة الوليدة علي الساحة الأوليمبية والتكريم الأجمل جاء من الاتحاد المغربي الشقيق الذي لم يفوت فرصة وجود اللاعبة في مدينة أغادير للمشاركة في بطولتها الدولية فكانت لفتة طيبة من الأشقاء.. وكرمت من جامعة حلوان باعتبارها طالبة بكلية الفنون الجميلة واستقبلت استقبالاً حاراً من رئيس الجامعة.. كانت هذه التكريمات دافعا للبطلة الأوليمبية لمواصلة مشوار الألف ميل للحصول علي الميدالية الذهبية لأن الحصول علي ميدالية لم يعد الحلم الذي يراودها بعد فوزها ببرونزية ريو واشتغلت علي نفسها كثيرا من خلال الأجهزة الفنية والمدربين الذين ساعدوها لاستعادة لياقتها البدنية إلي سابق عهدها مع بداية البطولات المؤهلة للأوليمبياد.. وقد رفضت هداية إغراءات للحصول علي جنسية الولاياتالمتحدة واللعب باسمها.. وتري هداية مستقبل الرياضة المصرية من خلال صندوق دعم الرياضة الذي تتمني أن يري النور قريبا لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك لأننا نحتاج لاختصار الوقت الذي فقدناه في الفترة بعد ريو دي جانيرو في كل الألعاب وليس في التايكوندو فقط.. ولم تنس هداية الإشارة إلي نظام التعليم الذي لا يراعي ظروف الرياضيين وقد عايشنا مشكلة سارة سمير التي ضاعت عليها سنة دراسية لتعيد الثانوية العامة لأنها ركزت علي التدريبات والمشاركة في البطولات علي حساب المذاكرة.. لهذا نحتاج لإعادة النظر في النظام التعليمي ليمنح الرياضيين فرصة أفضل للتدريب وأيضا عدم إغفال الدراسة.. وليس التعليم فقط الذي يتأثر بالانشغال بالرياضة فتواجه الفتاة الرياضية عموماً فرصة دخول المطبخ لتتعلم فنون الطبخ ولهذا تعتمد علي الوالدة في كل شيء لكن الرياضة لن تشفع للفتاة أمام زوجها وأولادها إن لم تكن سيدة بمعني الكلمة أسوة ببنات جنسها!