أكد الشيخ يوسف ادعيس وزير الإوقاف والشئون الدينية الفلسطينية أن ما يتعرض له المسجد الأقصي من انتهاكات تتعلق بهويته الحضارية هو أخطر من محاولة الإحراق الجبانة التي تعرض لها من قبل صهيوني عنصري استهدف أقدس مقدسات فلسطين. وأشاد بموقف مصر في دعم القضية الفلسطينية وحماية الاماكن المقدسة في مدينة القدس بشكل عام والمسجد الأقصي علي وجه الخصوص في ظل ما يتعرض له من انتهاكات واعتداءات تجاوزت حد العمل الفردي والسطحي إلي العمل المنهجي والمقنن والمدعوم بشكل كامل من قوات الاحتلال الاسرائيلي التي أصبحت تمعن في منع المؤمنين من الوصول إلي أماكن عبادتهم لإتاحة المجال للمستوطنين بالعبث في ساحات العلم وأداء صلواتهم. الدعم الإسلامي لا يتناسب مع التحديات التي تواجهنا المسلم والمسيحي في خندق واحد ضد الاحتلال الإسرائيلي كيف تقيَّمون دور مصر في دعم القضية الفلسطينية والحفاظ علي عروبة القدس ومقدساتها الاسلامية؟ - مصر لها دور فعال لا يخفي علي أحد في دعم القضية الفلسطينية بشكل عام والمطالبة بحماية المسجد الأقصي والقدس بشكل خاص سواء علي المستوي الرسمي ممثلا في رئيس الجمهورية وحكومته والمؤسسات الدينية وعلي رأسها الأزهر الشريف ولا ينكر هذا الدور إلا جاحد وجميع المؤسسات المصرية لها لمسات واضحة وجليلة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية وتقدم مصر الدعم المادي والمعنوي لنصرة الشعب الفلسطيني والحفاظ علي مقدساته خاصة القدس ونحن نعرف أن البابا الراحل شنودة الثالث قد حظر علي المسيحيين الحج إلي القدس مادام الاحتلال الإسرائيلي بها ونحن نثمن بشدة مواقف الشعب المصري النبيلة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووقوفه وتأييده للقضية الفلسطينية بكل قوة ولذلك اكد الرئييس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أنه لابديل عن المبادرة المصرية لأن القيادة الفلسطينية تنظر لمصر علي أنها صاحبة القضية وليست وسيطا فقد امتزج الدم المصري بالفلسطيني وضحت مصر بالكثير من أجل دولة فلسطين فالدماء المصرية والفلسطينية تجري في شريان واحد. ما الذي ينتظره الفلسطينيون الشعوب العربية والإسلامية في كفاحهم ضد الاحتلال الاسرائيلي؟ - الشعب الفلسطيني هو الوحيد في العالم الذي لا يزال يعيش تحت احتلال غاشم ينتهك أراضيه ومقدساته ويقتل ويحاصر سكانه ويعيش ظروفا قاسية تتطلب الدعم الفعلي المادي والمعنوي من الشعوب العربية والإسلامية وكذلك الحكومة لتحرير أراضيه وإستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته ورفع المعاناة عن كاهل مواطنيه أمام هذا الاحتلال الذي لا يراعي حرمات أو قواعد أو قانونا ويتحدي المجتمع الدولي كله. مادور وزارة الاوقاف الفلسطينية في الدفاع عن الاماكن الإسلامية أمام الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة؟ - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الفلسيطينية تقوم بمهمة كبيرة جدا في الدفاع عن المقدسات الإسلامية وخاصة في القدس الشريف سواء كان علي المستوي الدولي أو المحلي من خلال تسيير المسيرات ومناشدة المواطنين للتوجه إلي المسجد الأقصي المبارك بالإضافة إلي إصدار البيانات للعالم العربي والإسلامي لتوضيح ما يحدث من جرائم وإعتداءات وعمل اتصالات مستمرة من أجل التحرك لإيقاف الحملة المسعورة من قبل الإحتلال الإسرائيلي ضد الأقصي وعمليات التهويد المستمرة ومحاولة كشف تلك الجرائم أمام المجتمع الدولي. كيف يتم الحفاظ علي أوقاف القدس والتصدي لسرقة وثائق ملكية تلك الأوقاف؟ - تعتدي إسرائيل علي جميع الأراضي الفلسطينية وتهيمن عليها وليس الأوقاف فقط وقامت بالفعل عبر فترات طويلة بسرقة الوثائق التي تثبت الملكية الفلسطينية لتلك الأوقاف كما حدث عندما سرقوا مفتاح باب المغاربة بعد عدوان 1967 حيث تسعي لطمس الهوية والملكية الفلسطينية لتلك الأوقاف وقد قامت وزارتنا برفع عدة قضايا لدي جهاتنا الرسمية للدفاع عن أراضي الأوقاف كما نسعي للحفاظ علي الوثائق الأصلية والتي بعضها موجود في فلسطين وبعضها الآخر موجود في مصر والأردن وكذلك تركيا وكلها تفند المزاعم اليهودية وادعاءات ملكية تلك الأماكن. كيف يمكن توثيق الجرائم الإسرائيلية ضد الأماكن الدينية في فلسطين وتقديمها إلي الرأي العام العالمي والمؤسسات والمنظمات الدولية؟ - تتابع الوزارة الجرائم الإسرائيلية بحق المقدسات وتصدر بذلك تقارير في المؤتمرات الصحفية التي تعقدها لكشف الفضائح الإسرائيلية وتصرفاتهم اللاإنسانية والمنافية لكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تدعو المحتل إلي عدم المساس بالمقدسات ولاشك أن عملية التوثيق تحتاج إلي دعم مالي وفني وتعاون مع المنظمات المتخصصة مثل منظمة المؤتمر الإسلاميوجامعة الدول العربية للتحرك بفاعلية علي المستوي الدولي خاصة أن هناك آلاف الجرائم الإسرائيلية ضد المقدسات الدينية. ما خطة وزارة الأوقاف الفلسطينية لإعادة إعمار وترميم الأماكن الدينية والمساجد التي تعرضت للهدم والتدمير في قطاع غزة؟ - وضعنا بالفعل خطة وقدمتها الوزارة للحكومة علي وقع الإتصالات التي تجريها مع الجهات الإسلامية والعربية لإعادة إعمار هذه المساجد التي تكلفت الملايين عند إنشائها وتحتاج إلي الملايين أيضا عند ترميمها فهناك أكثر من 69 مسجدا تم تدميرها بالكامل وأكثر من 160 مسجدا تم تدميرها بشكل جزئي مما جعلها غير صالحها للعبادة بالإضافة لتدمير الكثير من لجان الزكاة ومقار مديريات الأوقاف وحجم الدمار الإسرائيلي لقطاع غزة كبير جدا ويحتاج إلي أموال طائلة وشهور لإعادة الإعمار. هل تقدمت الدول العربية والإسلامية بعرض المساعدة المالية لإعادة إعمار غزة وإعمار الأماكن الدينية؟ حتي الآن لم نتلق عروضا بمساعدة مالية وأنا أظن أنه اذا كان هناك دعم فسيكون من الحكومة الفلسطينية وأتمني علي الحكومات العربية والإسلامية وكذلك الشعوب التضامن مع الشعب الفلسطيني في عملية الإعمار في ظل الظروف الصعبة الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها مع استمرار الحصار الإسرائيلي منذ سنوات واصبح العديد من سكان غزة يواجهون خطر نقص الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب. ما دور المنظمات الإسلامية الدولية خاصة منظمة المؤتمر الإسلامي في الدفاع عن المقدسات الدينية في فلسطين؟ تقدمنا بطلبات لهذه الجهات وأوضحنا لهم الانتهاكات التي تحدث للمقدسات الدينية بشكل عام والإسلامية بشكل خاص ونأمل أن يكون هناك استجابة فورية لإعادة ترميم وبناء ما تم تدميره من مقدسات ولا ننكر أن العديد من الدول الإسلامية خاصة الخليجية مثل السعودية وكذلك مصر قد قادت العديد من الحملات لحماية المقدسات الإسلامية والدفاع عنها سواء في المحافل الإسلامية أو المحافل الدولية والأممالمتحدة وتقدم تلك المنظمات الدعم المعنوي بالفعل بتفهمها للوضع الراهن واسنكارها للاعتداءات الإسرائيلية وقيام الوعاظ وعلماء الدين بالتنديد بالحوادث الاجرامية التي تتعرض لها غزة كلها ولكننا لم نتلق أي دعم مادي فحجم الدعم الإسلامي لا يتناسب حتي الآن وحجم الضغوط والتحديات والصعوبات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في ظل عملية التدمير والقتل الهائلة التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني . كما كان أقل مطلب لنا أن يكون هناك مؤتمر قمة إسلامية تشارك فيه جميع الدول العربية والإسلامية لبحث تداعيات تدمير المساجد وإطلاق حملة لإعادة إعمارها والمهم أن تنتج عن تلك القمة قرارات فاعلة ورادعة لإسرائيل وعدوانها المستمر علي المقدسات الدينية وفرض عقوبات عليها وحشد الدعم الدولي عبر الأممالمتحدة لوقف جرائمها. هل هناك موقف فلسطيني إسلامي مسيحي مشترك للدفاع عن الانتهاكات الإسرائيلية وكشف الجرائم أمام العالم ودور بابا الفاتيكان؟ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين قوية ومميزة يسودها الحب والاحترام والتعاون خاصة أن المسلم والمسيحي في خندق واحد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي فالاحتلال لا يريد أن يري أي فلسطيني بغض النظر عن دينه فالمعركة هي معركة وجود والمسلمون والمسيحيون في فلسطين يواجهون تحديات ومخاطر مشتركة، بابا الفاتيكان زار فلسطين وأكد في رسالته التسامح الديني بين الديانات وأنا أتمني أن يكون للبابا دور فاعل أكبر دوليا لاتخاذ قرارات تمنع إسرائيل من عدوانها علي القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتحد من تصرفاتها الهمجية والتي لا تمت للإنسانية بصلة.