فاروق حسني مع الكاتبة انتصار دردير خلال الندوة بالمعرض أكد الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق أنه خلال توليه وزارة الثقافة علي مدار 23 عاما خاض معارك كثيرة ولكن تظل معركة الحجاب هي أكثر المعارك التي تألم فيها، فقد كانت أقسي المعارك في حياتي حسب وصفه وان نواب مجلس الشعب وأعضاء الحزب الوطني تباروا في التنظير القبيح علي حساب سمعته جاء ذلك في أول ظهور له في معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ 2011. شارك الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الاسبق في الاحتفال باليوبيل الذهبي للمعرض، أثناء مناقشة كتابه »فاروق حسني يتذكر زمن من الثقافة»، الصادر عن دار نهضة مصر، وهو عبارة عن حوارات اجرتها معه الكاتبة الصحفية انتصار دردير ويرصد فيه تجربة 23 عامًا في خدمة الثقافة، وتم تنظيم ندوة له ادارتها الكاتبة الصحفية نشوي الحوفي. في البداية أكد فاروق حسني، أنه سعيد بمناقشة كتابه الذي يهدف إلي حفظ وتسجيل كل ما كان قائما وقت أن كنت وزيرا للثقافة، فهو للتذكير لأن الكثير من الأشياء تنسي، فالعمل بالثقافة له شق عنيف مليئ بالمواجهات ووجهات النظر؛ مضيفًا أنه رفض كتابة سيرته الذاتية لكن هذا الكتاب يعتمد علي أسلوب المحاورة بشكل جيد، ليخرج الكتاب في النهاية مليئا بالتفاصيل حتي بعيدا عن كلماتي. وأشار الفنان فاروق حسني إلي انه خاض معارك كثيرة ولكن معركة »الحجاب» كانت أكثر المعارك التي تألم فيها، مشيرا إلي أنه لا يزال يصر علي أن حجاب الأطفال شيء مؤذٍ، لأنه يقضي علي براءتهم وأن أكثر ما يؤلمه هو التنظير السيئ علي حسابه والمزايدة علي إسلامه؛ فقد تباري نواب مجلس الشعب وأعضاء الحزب الوطني في التنظير القبيح علي حساب سمعته. وأضاف حسني: عندما أصبحت وزيرا للثقافة أبلغتني د.رتيبة الحفني رئيس دار الأوبرا آنذاك، عن تسريح أوركسترا القاهرة السيمفوني، بسبب احتياجها إلي 300 ألف جنيه، فذهبت للدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء، وطلبت منه المبلغ، فقال إنه مبلغ ضخم للغاية وبالتفاوض مع وزراء المالية والاقتصاد تم تجميع المبلغ، وفرحت جدا بالموافقة، ولكن سألت نفسي ان أزمة الاوركسترا أزمة واحدة ولكن أمامي مئات الأزمات لابد من العمل علي حلها بعيدا عن ميزانية الدولة فقررت إنشاء صندوق التنمية الثقافية لاستثمار آليات وزارة الثقافة، دون الاحتياج لأحد، وكنت آخذ 10٪ من كل قطاع بالوزارة وعددها 18 قطاعا، لتنفيذ المشروعات، فأنشأت 42 متحفا و150 مكتبة في القري والنجوع. وأكد حسني أنه منذ توليه مسئولية الثقافة كان في رهان مع الزمن، وان نفذ العديد من المشروعات الضخمة التي يذكرها التاريخ رغم ذلك كان يتعرض للهجوم ؛ متذكرا كلمة الكاتب الصحفي عبدالله السناوي الذي قال له »أنت تجمل وجه النظام؛ عشان كده احنا ضدك»، لكن أنا في الحقيقة كنت بأعمل للوطن ولم التفت للكلام»، مضيفا أنه لم يكن يجمل وجه أحد، ولكنه كان يعمل وفق نظام دولة، وخلال فترته في الوزارة قدم ما قدم للوطن، لأنه هو من يبقي والجميع يرحل..وعن أزمة حريق مسرح بني سويف، وإصراره علي استقالته، وتراجعه عنها بعد ذلك قال: حريق بني سويف لم يكن في قصر الثقافة، إنما كان في غرفة صغيرة خارج القصر، وحال ذهابي ورؤيتي الموضوع حزنت وأدنت من حضروا من النقاد، لعدم منعهم إقامة العرض الفني في وجود مائة وعشرين شمعه مشتعلة ومواد قابلة الاشتعال تحاوطها، فهم من دخلوا المحرقة بأنفسهم، ولم يكن أمامي وقتها حل للراحة النفسية من الحزن الذي تأثرت به علي بعض الأصدقاء الذين راحوا في الحريق، سوي الاستقالة، لكن الرئيس مبارك وقتها تواصل معي وقال لي: ليس لك ذنب فهناك مسئولون عن المسرح، وهناك المحافظ هما المسئولان. وعن اهتمام الدولة بالثقافة في الفترة الحالية، قال: الدولة خرجت من فترة عصيبة، ولها أولويات رغم أنني أري أن الثقافة من الأولويات، وأري أن إنشغال الدول بالمشروعات الاقتصادية ضعف العمل الثقافي، لكن زيارة الرئيس المتحف الكبير، وافتتاحه معرض القاهرة شئ كبير جدا. عن الأحلام التي لم يتمكن من تنفيذها من مشروعات ثقافية خلال تواجده بالوزارة، قال: كان عندي حلم لم ينفذ أرجو أن يهتم به الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو تطوير منطقة باب العزب، فهو مشروع حي كامل، وهذه منطقة رائعة، ويمكن أن يشكل فيها الكثير المشروعات الثقافية، وقد تم عمل تصور لها لكن من ينفذ.