بهاء السرابِ

ريحٌ تخمُشُ الفاتِنَ المُستسلِمَ لِبحةِ المرايا ، القامِعَ غيومَ الندي من الهُطولِ ، المُتباهي بِرداءِ نزاهةٍ يُغريها تأوهاتِ الليلِ علي وسائدِ الفقدِ ، الناثِرَ ياسمينَ ارتِباكهِ بِضراوةِ المحمومِ ، ما أن يلمحُ الماءَ حتي يُفتتنُ بالعطشِ ، قَلِقًا يُلوحُ للجداولِ بِظمأٍ لا ينتهي ، حينما يلعقُ ما فاضَ من شهدِ الصفعِ علي جحيمِ وجودِهِ العذب .
ريحٌ تُؤرجِحُ خصرَ الخيالِ ، فيما بهاءُ السرابِ يمتدِحُ ذُهولَ غيمٍ يُشبِهني ، وأنا أكتشِفُ لوعةَ أبيضٍ لا يكتفي بِنصاعةِ لونهِ المُنحاز لِشغفِ الناي وقت اشتِدادِ وميضِ رائحةٍ مُنشغِلةٍ بارتِجافِ موسيقاها ارتباكاً لِغِيابِ العرق ، المحُهُ يُصِرُ علي هزيمةِ جسدٍ من سرابٍ لا يُخجله ظِله العاشِقُ وغي لُهاثه .
جسدٌ مُخادِعٌ لا يُدرِكُ يقينَ النبوةِ ، لكنه يجرؤ علي تردِيدِ الغِناءِ كُلما شجنُ الناي خان بهاءَ حرفِهِ ، كثيراُ ما اتخذ عُشاقاً من شغفِ الندمِ يحرِسون تحولاتِ صوته حِينما السرابُ يخدِشُ أوهامَ عشقهِ .
أما آن للغوايةِ أن تبطِشَ بِعناصِرَ الكونِ ، وأنا أفقِدُ الصبيةَ التي تُشبِهني ، فيما جسدي المُهيأُ لِشرفةِ النورِ .. يذوي .
لا حطبٌ سيمدحُ الشظايا ، ولا ماءٌ سيكافئُ الشغفَ ، وحده الوهمَ يهذي بِلا نَدمٍ .