ارتبط دعاء (يا فتاح يا عليم) في ذهن الشعب المصري بالعمل ويؤكد هذا الدعاء أن المصري يعلم علم اليقين أن العمل عبادة وأن الأخذ بالأساب فرض وواجب ومنذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة مصر تم ترسيخ هذا المفهوم الرباني بشكل يومي بل علي مدار الساعة والأديان السماوية الثلاث تحث علي العمل ولنا في الأمر الإلهي لمريم ابنة عمران »سيدة نساء العالمين» وهي نفساء بأن تهز النخلة حتي يأتيها رزقها، العظة والعبرة لأنه علي الرغم من طبيعة المرأة التي تتسم بالرقة واللين والضعف إلا أن ذلك لم يمنعها أن تأخذ بالأسباب في الحصول علي رزقها. وفي القرآن الكريم أمر إلهي بالعمل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) والمصطفي صلوات ربي وسلامه عليه يقول (إِنّ اللَّهَ تَعَالي يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ) ويقول أيضا (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده) وكل الأنبياء كانوا يأكلون من عمل أيديهم. وتؤكد المشروعات الضخمة والعملاقة فضلا عن المشروعات المتوسطة والصغيرة والتي تعد بالآلاف والتي تم تدشينها خلال السنوات الأربع الماضية وقد تكلفت أكثر من أربعة تريليونات جنيه مصري وأكثر من مائة مليار دولار أن مصر تصحح دينها وتأخذ بالأسباب، فالعصفور إن مكث في وكره ولم يخرج ليبحث عن الرزق لن يأتيه طعامه لأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، إنما تمطر ماء لاستخدامه -من خلال الإنسان - في كافة الأنشطة وعلي رأسها الاقتصادية. ويأتي افتتاح الرئيس السيسي لمسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة مساء الأحد الماضي ترجمة عملية لارتباط الإيمان بالعمل أما هؤلاء الذين يدعون أنهم دعاة ويدعون إلي التواكل وعدم الأخذ بالأسباب فقد ساهموا مساهمة فعالة في تخلف المسلمين فقد أخذ الغرب - الذي يصفه هؤلاء الدعاة بالكافر بالأسباب فتقدم وصنع حضارة نفعته - ومازالت - وعلينا أن نؤمن بالله ورسوله وأن نعمل ونأخذ بالأسباب حتي نتقدم ونفوز في الدنيا والآخرة.