صرح الدكتورخالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى أنه لن يكون هناك تقدما لأي دولة إذا لم يكن هناك ترابط وتواصل وتعاون مع الدول المحيطة بها، مشيدًا بدور مؤسسة محمد بن راشد في نشر المعرفة في الوطن العربي. جاء ذلك أثناء إلقاء عرضه التقديمى حول إستراتيجية تطوير التعليم العالى فى مصر، وذلك فى إطار مشاركته فى قمة المعرفة المنعقدة بدبى بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 5-6 ديسمبر الجارى. وأكد وزير التعليم العالى أن مصر متميزة في مجالات البحث والرياضيات والفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، موضحًا أن ترتيب مصر في مجال تقنيات النانو تكنولوجي ال 23 على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن طريق النهضة التعليمية طويل، و يبدأ من نظام التعليم، ومن هنا يبرز دور المدرسة كجزء بالغ الأهمية في عملية بناء الإنسان وشخصيته ومعارفه والمهارات التي يحتاج إليها. وأضاف عبدالغفار أنه يجب الابتعاد عن المناهج التي تعتمد على التلقين، والاتجاه نحو المناهج التي تعتمد على الابتكار والتفكير، لاسيما أنها مهارات القرن وأيضًا من المهم اعتماد امتحانات تُعنى بالتفكير النقدي والابتكار والمعرفة، لافتًا إلى أن رؤية مصر لعام 2030 تهدف إلى التوسع في التعليم العالي والتركيز على نوعية وجودة التعليم، بحيث تصل إلى مستويات المنافسة العالمية، مؤكدًا أن مصر ستكون بحلول عام 2030 ضممن ال 40 دولة في مؤشر المعرفة العالمي، وستشهد نموًا متسارعًا في براءات الاختراع واستقرار الوضع الاقتصادي، متوقعًا زيادة عدد الطلبة في المراحل ما بعد الثانوية إلى 4 ملايين بحلول عام 2030. وأشار وزير التعليم العالى إلى أنه بالنظر لمؤشر المعرفة نجد أن 4 محاور من أصل 7 تعتمد على التعليم، حيث إن تقدم أي دولة في المعرفة يعتمد على مراحل التعليم المختلفة، موضحًا أن دولة بحجم مصر لديها 25 مليون طالب وطالبة في جميع المراحل التعليمية، مؤكدًا أن هذا يظهر حجم المسئولية الصعبة التي تواجهها في تطوير النظام التعليمي. ونوه عبدالغفار إلى أن رحلة المستقبل تبدأ من التعليم الأساسي من أجل الوصول إلى تأهيل الخبرات والمهارات المطلوبة للأجيال، حتى تكون مخرجات التعليم الأساسي مدخلات للمستقبل، وذلك لنضمن أن الطالب الجامعي لديه المهارات الأساسية لممارسة العمل. وأكد وزير التعليم العالى أن تطوير التعليم لا يجب أن يكون فقط في المنشآت، ولكن أيضًا في الفكر والمناهج، وذلك بما يتماشى مع عصر المستقبل، موضحًا أنه لابد من التركيز على تنمية المهارات التي يكتسبها الطالب خلال دراسته؛ حتى يستطيع أن ينافس في مجالات سوق العمل، مشيرًا إلى أن من بين المهارات قدرات الاتصال والمعرفة والشخصية والحلم والابتكار والإبداع والشغف بالمعرفة. وفى ذات السياق عقد أمس الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى لقاءا مع الدكتور جمال بن جويرب المدير التنفيذى لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة ، وذلك على هامش مشاركته فى فعاليات الدورة الخامسة ل " قمة المعرفة" . تناول اللقاء بحث سبل التعاون بين مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة و مؤسسات التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر، كما ناقش الطرفان فتح آفاق التعاون فى مجال تدريب الشباب على مهارات المستقبل . وأكد وزير التعليم العالى أهمية إعداد الأجيال القادمة للتعامل مع التطورات التكنولوجية، وإجادة استخدام التكنولوجيا الحديثة فى كافة مجالات الحياة، لضمان مستقبل أفضل لهم، ومواكبة التغيرات العالمية، والاستعداد لسوق العمل. كما أشاد عبدالغفار بفعاليات قمة المعرفة وبالمناقشات الثرية التى تناولتها، مؤكدا على أهمية مؤشر المعرفة العالمى. ومن جانبه أكد الدكتور جويرب على الترحيب بالتعاون مع مصر فى كافة المجالات التعليمية والبحثية، كما أشاد بالخطوات التى تسير عليها مصر فى مجال تطوير التعليم وبخاصة التعليم العالى حيث يحتل التعليم العالى المصرى المرتبة ال59 لعام 2018 من بين 134 دولة فى العالم، معربا عن ثقته فى تحقيق تحسن أكبر فى جودة التعليم العالى المصرى خلال الأعوام القادمة.