في إحدي عائلات صعيد مصر، وتحديدًا المنيا، التي تمتد جذورها لعائلة هوارة، وُلِد عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي عام 1948 بمدينة سمالوط، الذي سرعان ما تكشفت مواهبه، ولم يحل فقدان بصره في سنوات طفولته الأولي دون نبوغه، فتعلم السباحة وركوب الخيل، وتمكن من قراءة وكتابة النوتة الموسيقية قبل أن يتجاوز عمره التسع سنوات، فأكمل طريقه وأتقن العزف علي آلات البيانو والأوكورديون والعود والأورج، حتي تخرج من كلية الآداب بجامعة عين شمس قسم اللغة الإنجليزية عام 1970، ليبدأ في دراسة التأليف الموسيقي بمدرسة »هادلي» الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، ويلتحق بعدها بالأكاديمية البريطانية للموسيقي. بدأ الشريعي مسيرته الفنية بالعزف في عدة فرق، وسرعان ما بزغ نجمه ليصبح أحد مبدعي جيله الأكثر تميزًا، ونموذجًا لتحدي الإعاقة، وتفرّد في وضع الموسيقي التصويرية لعدد كبير من الأعمال الدرامية، من أبرزها: حليم، كتيبة الإعدام، أبناء وقتلة، دموع في عيون وقحة، رأفت الهجان، رحلة أبو العلا البشري، عشان خاطر عيونك، وغيرها، بالإضافة إلي برنامجه الإذاعي الشهير »غواص في بحر النغم». حصل الشريعي علي عدد كبير من الجوائز، من بينها: جائزة مهرجان فالنسيا بإسبانيا عام 1986 عن موسيقي فيلم »البريء»، جائزة مهرجان فيفييه بسويسرا عام 1989، وسام التكريم من الطبقة الأولي من السلطان قابوس بن سعيد في عمان عامي 1992 و2005، وسام التكريم من الطبقة الأولي من الملك عبد الله بن الحسين في الأردن، جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2005. وفي السابع من ديسمبر 2012 توفي الموسيقار الكبير عن عمر 64 عامًا. تحل يوم الجمعة القادم الذكري السادسة لوفاة الموسيقار عمار الشريعي.