جلسة مباحثات رئيس صربيا مع سامح شكري قررت مصر وصربيا رفع مستوي اللجنة المشتركة بين البلدين، لتكون علي مستوي النائب الأول لرئيس وزراء ووزير خارجية صربيا وزير خارجية مصر، لتدشن بذلك صفحة جديدة في العلاقات منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي بما يعزز مختلف مجالات التعاون ويصب في صالح البلدين والشعبين. وأعرب سامح شكري وزير الخارجية عن تقدير مصر لما يمثله هذا القرار من دلالة سياسية هامة تعكس اهتمام الجانبين بتعزيز ودفع العلاقات إلي آفاق أرحب في كافة المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي، في ظل ما يمكن أن توفره مصر كنافذة تجارية واستثمارية لأفريقيا والشرق الأوسط، فضلاً عن وضعية صربيا كنقطة انطلاق لمنطقة البلقان، وأشار إلي أهمية بدء عمل مجلس الأعمال المصري الصربي، وتطلع مصر لتعزيز دور المجلس فور تشكيله من أجل الارتقاء بمستوي التبادل التجاري، الذي لا يتناسب مع مستوي العلاقات السياسية والتاريخية بين البلدين. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الصربي الكساندر فوتشيتش لشكري في إطار زيارته العاصمة الصربية بلجراد. وأوضح المستشار احمد حافظ المتحدث باسم وزارة الخارجية أن اللقاء عكس عمق العلاقات بين البلدين، حيث أكد شكري علي العلاقات التاريخية بين البلدين، علي ضوء الذكري ال 110 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، وأشار الي الدور الريادي للبلدين في تأسيس وقيادة حركة عدم الانحياز. وشدد شكري علي أهمية تعزيز مختلف آليات التعاون الثنائي وتبادل الزيارات رفيعة المستوي، في إطار ما تم التباحث بشأنه خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصربي في نيويورك في سبتمبر العام الماضي. ومن جانبه عبّر الرئيس الصربي عن تقديره للعلاقات مع مصر، وأكد علي رغبة بلاده في تطوير تلك العلاقات في شتي المجالات والتعاون سويا في هذا الصدد، بما يخدم تطلعات ومصالح الشعبين، وطلب نقل تحياته للرئيس السيسي وتطلعه لاستقباله في بلجراد في أقرب فرصة. كما تطرق اللقاء إلي أهم التحديات الدولية والإقليمية التي تواجه البلدين، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب، حيث تبادلا وجهات النظر في هذا الشأن و الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. كما التقي شكري برئيسة وزراء صربيا أنا برنابيتش، لبحث سبل الارتقاء بالعلاقات التي تجمع بين البلدين وآفاق التعاون المنشودة. وأكد الجانبان علي الرغبة المشتركة لدفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وشدد علي أهمية دفع التعاون الاقتصادي، بما يرفع من حجم التبادل التجاري ليتواكب مع مستوي العلاقات السياسية بين البلدين، حيث استعرض وزير الخارجية ما تقوم به الحكومة المصرية بما في ذلك المشروعات القومية الكبري وأهمية استفادة الشركات الصربية من الفرص المتاحة في هذا الصدد، في ظل البيئة الاستثمارية الحالية الجاذبة للاستثمار الأجنبي. وتطرق اللقاء إلي آفاق التعاون في عدة مجالات، مثل قطاعات الزراعة والسياحة، وتم التطرُّق لمسألة النظر في إمكانية افتتاح خط طيران مباشر بين القاهرة وبلجراد. من جانبها، حرصت رئيسة الوزراء علي التعرُف علي رؤية مصر لتطورات الأوضاع الإقليمية، والمواقف المصرية تجاه الأزمات والتحديات المختلفة في المنطقة، واتفق الجانبان علي استمرار التنسيق المتبادل بين البلدين علي كافة الأصعدة، بالإضافة إلي ضرورة تعزيز مختلف آليات التعاون الثنائي وتبادل الزيارات رفيعة المستوي بين البلدين. كما شارك وزير الخارجية في مائدة مستديرة ضمت عدداً من رؤساء كبري الشركات الصربية ورجال الأعمال بمقر نادي الأعمال الصربي Privrednik.. واستعرض شكري في كلمته الخطوات التي تقوم بها الحكومة لتطوير بنية الاقتصاد المصري، وأشار إلي أن السوق المصري يمثل فرصة واعدة للمستثمرين الأجانب، خاصة علي ضوء سعي الحكومة لتشييد عدد من المدن الجديدة تكون بمثابة قاطرة للتنمية المستدامة في البلاد، وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلي المشروعات القومية الكبري التي يتم تنفيذها الآن، لاسيما مشروع تنمية محور قناة السويس باعتباره منفذاً هاماً للقارة الأفريقية.