الوزراء: تطوير سوق العتبة عملية شاملة لتحقيق سيولة مرورية وتوفيق أوضاع الباعة    محافظ سوهاج: يفتتح منفذ بيع اللحوم بأسعار مخفضة للمواطنين    أمين الحزب الاتحادي السوداني: الدعم السريع يرتكب جرائم ممنهجة في الفاشر لتفتيت البلاد    بيراميدز يكشف تفاصيل إصابة مصطفى فتحي    بركلات الترجيح.. بروسيا دورتموند يرتقي فوق فرانكفورت في كأس ألمانيا    ضبط شخص يظهر في فيديو يمارس البلطجة بحوزته كرباج بدار السلام    إنقاذ شخص بعد إصابته نتيجة إنقلاب سيارة في ترعة بالبدرشين    حملة مكبرة لإزالة الإشغالات والتعديات بحي شرق كفر الشيخ.. صور    وزارة السياحة تكشف حقيقة بيع تذاكر لحضور حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير    باسم يوسف ل كلمة أخيرة: ما يحدث بين أمريكا وإسرائيل توزيع أدوار    المخرج محمد سامي عن أصعب الانتقادات: ريم أختي اشتغلت بضمير في البرنس.. بس الهجوم عليها ضايقني جدًا    قافلة طبية بالدقهلية تقدم الرعاية الصحية ل 1736 شخصًا في ميت غمر    دعاية مبكرة.. جولات على دواوين القبائل والعائلات لكسب التأييد    رابطة الأندية: من المستحيل تأجيل مباريات الدوري المصري    موعد صرف المعاشات لشهر نوفمبر فى أسيوط    إعصار ميليسا يضرب اليابسة في جامايكا كعاصفة من الفئة الخامسة    محافظ البحر الأحمر: معدلات السياحة مرتفعة.. و150 شاشة بالمنشآت تنقل افتتاح المتحف الكبير    هيئة الدواء المصرية تبحث مع شركة «وقاية» الإماراتية تعزيز منظومة إدارة المخلفات الطبية والدوائية    وزيرا خارجية الصين وكازاخستان يبحثان تعزيز التعاون الثنائي    لميس الحديدي: الخطيب أثبت أن الأهلي يدار بالخبرة والحوكمة    فى ذكرى رحيله.. غانم السعيد: طه حسين لم يكن مجرد كاتب بل مشروع نهضة متكامل    مجلس الوزراء يطلق مشروعات طاقة متجددة في مختلف مناطق المملكة باستثمارات تتجاوز 9 مليارات ريال    الصحة: فحص أكثر من 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية    قبل يومين من عرضه.. زينة تنهي تصوير مسلسل ورد وشوكولاتة    أمين الفتوى: زكاة الذهب واجبة فى هذه الحالة    بحضور وزير والرياضة، عمر هشام يعلن انطلاق بطولة مصر المفتوحة للجولف 2025 بملاعب مدينتي    "مطروح للنقاش" يناقش إعلان ترامب رغبته لقاء زعيم كوريا الشمالية    هل تواجه مصر فقاعة عقارية؟.. رجل أعمال يجيب    عنف التلامذة!    رئيس المؤسسة العلاجية في جوله تفقديه بمستشفي هليوبوليس    التحالف الوطني يستمر فى تدفق شاحنات الدعم الإغاثى إلى قطاع غزة.. صور    ما هو سيد الأحاديث؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح أعظم حديث يعرّف العبد بربه    خالد الجندي: «الله يدبر الكون بالعدل المطلق.. لا ظلم عنده أبداً»    "فتح": الإجماع على تنفيذ اتفاق شرم الشيخ خطوة استراتيجية    اتخاذ إجراءات ضد استخدام الهاتف المحمول.. وكيل تعليمية قنا يتفقد مدارس نقادة بقنا    متحدث الوزراء: 40 رئيسا وملكا ورئيس حكومة يشاركون بافتتاح المتحف الكبير    شوبير ينفي تلقي داري عرضا من ليبيا ويكشف موقف الأهلي من مستقبله    غدًا.. انطلاق ملتقى التوظيف الأول لأسر الصحفيين بالتعاون مع «شغلني» بمشاركة 16 شركة    أذكار المساء: أدعية تمحو الذنوب وتغفر لك (اغتنمها الآن)    قبل الشتاء.. 7 عادات بسيطة تقوّي مناعتك وتحميك من نزلات البرد والإنفلونزا    رسميًا مواعيد المترو بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 2026 بالخطوط الثلاثة    رسميًا| مجلس الوزراء يعلن بدء التوقيت الشتوي اعتبارًا من الجمعة الأخيرة بالشهر الجاري    محمد عمر: الأهلي والزمالك لن يعترضا علي تأجيل مباريات بيراميدز    عون يؤكد ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة على لبنان    افتتاح المبنى الإداري الجديد لكلية الهندسة جامعة الأزهر في قنا    زلزال سينديرجي يعيد للأذهان كارثة كهرمان مرعش في تركيا.. تفاصيل    قوافل جامعة قناة السويس تتوجه إلى قرية أم عزام لتقديم خدمات طبية    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    نجم اتحاد جدة السابق يضع روشتة حسم الكلاسيكو أمام النصر    حملات أمنية مكبرة بكافة قطاعات العاصمة.. صور    ضمن «صحح مفاهيمك».. واعظات «الأوقاف» يقدمن لقاءات توعوية لمكافحة العنف ضد الأطفال بشمال سيناء    الرئيس السيسى يثنى على الخدمات المُقدمة من جانب صندوق تكريم الشهداء    وزيرة التخطيط: تهيئة بيئة الاستثمار لتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    ضبط 3 أطنان دقيق «مدعم وحر» في حملات تموينية على الأسواق بالمحافظات    غيران ولا عادي.. 5 أبراج الأكثر غيرة على الإطلاق و«الدلو» بيهرب    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تجدد شرايينها
طرق ومحاور جديدة تتكلف المليارات لمواجهة التكدس وتقليل الحوادث

من أقصي جنوب مصر وحتي شمالها، ومن شرقها إلي غربها، ترفع الدولة المصرية شعارًا واحدًا فقط وهو الحفاظ علي سلامة المواطن المصري وتحقيق السيولة المرورية في جميع المحافظات وتقليل نسب الحوادث والقضاء علي التكدس والزحام المروري، لذا كان الهدف هو إنشاء شبكة طرق جديدة ومحاور كبري تربط بين مختلف محافظات مصر لتساهم أيضا في مشروعات التنمية التي تشهدها البلاد وتكون علامة بارزة في تاريخ مصر الحضاري.. »الأخبار»‬ زارت أهم المشروعات التي تشهدها شبكة الطرق حاليًا سواء كان مشروع محور روض الفرج الذي يشق نهر النيل أو محور 30 يونيو الذي يربط بين القاهرة ومحافظات القناة وكذلك طريق القاهرة السويس الجديد وطريق برج العرب الجديد أيضا.. في السطور القادمة نتعرف علي ما وصلت إليه هذه المشروعات وإلي أين انتهت ؟
طريق »‬القاهرةالسويس» .. يتخلص من »‬الضغط العالي»
الكابلات بديلاً للأبراج ..وتوسعة الطريق مكسب للجميع
طريق مصر- السويس أحد أهم معالم التطوير المهمة التي أجريت خلال هذه الفترة، حيث شمل توسيع طريق القاهرة - السويس من الطريق الدائري إلي مدخل محافظة السويس وذلك لاستيعاب عدد أكبر من شاحنات النقل الثقيل وخاصة بعد زيادة حركتها عقب افتتاح قناة السويس الجديدة، وكذلك تفادي أكبر عدد ممكن من المخاطر التي كانت تحف بهذا الطريق، فضلا عن كونه أحد أهم المحاور للوصول إلي العاصمة الإدارية الجديدة سواء للقادمين من القناة أو من وسط القاهرة أو حتي من المحافظات التي يربطها هذا الطريق بالطريق الدائري الإقليمي.
»‬الأخبار» في جولتها لطريق القاهرة السويس الجديد رافقت العمال والمهندسين منفذي المشروع لمتابعة ما توصلوا إليه من تطوير وتوسيع ورصف لهذا الطريق الذي يعتبر أكبر طريق خرساني تم إنشاؤه في مصر.
علي امتداد طريق القاهرة السويس تناثر عشرات العمال والمهندسين وبعض أفراد القوات المسلحة يعملون بقدم وساق علي تنفيذ مشروع تطوير هذا الطريق والذي انقسم فيه العمل إلي جزءين أساسيين، الجزء الأول تمثل في إزالة أبراج الضغط العالية واستبدالها بكابلات الكهرباء وذلك تمهيدا لعملية توسيع الطريق، هذا الجزء الذي اختصت وزارة الكهرباء بتنفيذه والإشراف عليه منذ البدء في العمل به، أما الجزء الثاني فهو القيام بتوسيع الطريق بعد أن أصبح ممهدا وخاليا من أبراج الضغط وهو ما اختصت به الهيئة الهندسية التي تشرف القوات المسلحة علي عملها.
إزالة أبراج الضغط
وأكد المهندس عبد الجواد مستشار الكهرباء ومشرف عام المشروع، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أسند للدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء مهمة الإشراف علي التخلص من أبراج الضغط العالي واستبدالها بكابلات الكهرباء، حيث كانت المهمة الأصعب في تنفيذ هذا المشروع هي القدرة علي التخلص من تلك الأبراج دون إحداث أي ضرر أو خسائر، وهو أمر ليس هيناً، بالإضافة لكونه الركن الأساسي الذي يستند عليه توسيع الطريق ولا بديل عن التخلص من أبراج الضغط للتمكن من ذلك، مضيفا أقوم بالإشراف علي العمل في هذا الطريق بدءا من منطقة »‬ جاردينيا »‬ وحتي القاهرة الجديدة، وأوضح مستشار الكهرباء أن العمل في طريق القاهرة السويس مقسم بين جهتين أساسيتين، وهما وزارة الكهرباء المسئولة عن إزالة أبراج الضغط، وكذلك الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة والتي تقوم بعملية توسيع ورصف الطريق عقب الانتهاء من تركيب كابلات الكهرباء.
وأشار المهندس عرفات منتصر مدير الموقع أن أعمال التوسعات والتطوير بطريق القاهرة السويس تبدأ من طريق »‬مصر إيران» وحتي ميدان فكري زاهر، بطول 5.5 كيلومتر، وتأتي أعمال التطوير استكمالًا لمشروع تطوير وتوسعة طريق السويسالقاهرة، بطول 70 كيلو، بتكلفة 76 مليون جنيه مؤكدًا أنه تم تنفيذ أكثر من 75 % من الإصلاحات والباقي سيتم الانتهاء منه بشكل نهائي في خلال شهر ونصف الشهر فقط، وذلك بمناصفة الجهد مع وزارة النقل التي تفقد وزيرها أعمال تنفيذ تطوير وتوسيع وصلة النفق 109 بطول 24 كم بتكلفة 666 مليون جنيه والتي تتضمن تطوير هذه المسافة لتكون 5 حارات بكل اتجاه (3 حارات ملاكي - 2 حارة للنقل بكل اتجاه) بدلا من حارتين بكل اتجاه ويشتمل هذا المشروع علي كوبري دوران للخلف وكوبري الكيلومتر 109 أعلي السكة الحديد بتكلفة 200 مليون جنيه وعرض.21.75 متر (3 حارات في كل اتجاه) والذي سيتم افتتاحه للتشغيل التجريبي للجمهور نهاية العام الجاري.
كوبري الجيش
ومرورًا بكوبري الجيش الذي يقام علي شكل زهرة اللوتس والذي تميز بطابع حضاري مبهر يساهم بشكل كبير في تيسير الحركة المرورية والمشاة بمدن الإسكان الجديدة بحي عتاقة وأيضا حي فيصل وعلي طريق مصر السويس، هذا الكوبري تقوم بتنفيذه الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة ويشمل 6 أنفاق يمينا ويسارا ويبلغ طول الكوبري 760 مترًا، وبعرض 25 مترًا ويضم ثلاث حارات، وهو مقام أعلي طريق السويس - القاهرة، ويختصر الوقت للمتجهين إلي القاهرة ومدن السلام وموقف الأتوبيس وجامعة السويس.
الدافع الوطني
»‬أنا مبسوط إني بعمل حاجة لخدمة الوطن زي ما الرئيس بيدينا لازم نديله» هذه هي الكلمات التي انطلقت سريعا من فم مصطفي شعبان رئيس العمال بالموقع حين بدأنا الحديث معه، مضيفًا أنه بدأ العمل في هذا المشروع من حوالي شهر ونصف الشهر ويبدأ يومه من الساعة الثامنة صباحًا حتي الرابعة عصرًا، فالشركة قامت بإخفاء كافة الأبراج الهوائية التي كانت توجد علي الطريق لتوسعته، خاصة أنه كانت توجد كثافات متحركة علي معظم المحاور والميادين والطرق الرئيسية في ظل انتشار خدمات مرورية مكثفة مدعمة بالأوناش والآليات والمساعدات الفنية. ويضيف أنه مازالت هناك أعمال توسيع وتطوير طريق السويس الصحراوي ليكون 5 حارات للقادم من محور الثورة باتجاه منزل كوبري الجيش، كما أنه وضعت كاميرات بامتداد الطريق بدءًا من رمسيس بتقاطعه مع شارع إفريقيا وحتي شارع الشركات بسبب أعمال إنشاء امتداد محور المشير طنطاوي وأيضًا محور صلاح سالم بسبب أعمال تحويلات كابلات الكهرباء إلي كلية الشرطة بالعباسية، وذلك لملاحظة الحالة المرورية ومنع أي كثافات مرورية في مناطق الإغلاق الجزئي والكلي.
. ويتابع محمود مرعي أحد العاملين بهذا المشروع قائلا: »‬هذه المشروعات تهدف لإنشاء طريق خدمة للنقل الثقيل لفصله عن حركة السيارات وربط طريق »‬القاهرة - السويس» عن طريق وصلة النفق بنفق الشهيد أحمد حمدي وتسهيل حركة التجارة مع جنوب سيناء وتحقيق السيولة المرورية لحركة الشاحنات القادمة من المحاجر والموانئ البحرية وخدمة المجتمعات العمرانية الواقعة علي طريق »‬القاهرة - السويس»، كما تؤدي هذه المشروعات إلي التكامل مع الطريق المنفذ خلال المرحلة الأولي من المشروع القومي من الدائري الإقليمي حتي مدخل السويس، ليصبح طريق الشاحنات ممتدًا من مداخل السويس حتي مداخل القاهرة الأمر الذي سيعود علينا جميعا وعلي أولادنا بالنفع، وذلك الشعور كفيل بأن يجعلني أعمل طوال اليوم في أقسي الظروف، فالشعور بأداء الواجب الوطني يعطي حماسا وهمة لا مثيل لهما.
حكاية 13 كيلو موازية لطريق برج العرب
طريق جديد يبدأ من الصحراوي وينتهي بجنينة الهوارية
إنجاز جديد يضاف إلي شبكة الطرق القومية.. عبور جديد علي طريق برج العرب المؤدي إلي مدينة برج العرب بمحافظة الإسكندرية.. إنه مولود جديد علي الطريق أو وصلة جديدة بالطريق تبدأ من الطريق الصحراوي وتنتهي بجنينة الهوارية.. »‬الأخبار» رصدت في السطور القادمة ملامح الإنجاز الجديد علي طريق برج العرب.
بمجرد أن تترك الطريق الصحراوي المؤدي إلي مدينة الإسكندرية وتسلك الطريق المؤدي إلي مدينة برج العرب تشاهد ملامح الإنجاز الجديد الذي يتم تشييده هناك.. تشاهد وصلة جديدة في منتصف الطريق يتم بناؤها بغرض توسعة الطريق ومنع الزحام والتكدس المروري به.
لوادر وعربات تحمل »‬الزفت» وسيارات تلميع ومعدات وأوناش وعمال يبدأون عملهم منذ الصباح الباكر.. هكذا كان المشهد يبدو علي الطريق الجديد.. فالكل يعمل ولا مجال للراحة نهائيا.. الكل يسابق الزمن من أجل العمل علي انتهاء رصف الطريق وتسليمه في الوقت المحدد.
ثمة كباري أيضا يتم إنشاؤها علي الطريق الجديد وكما توضح المهندسة ياسمين السيد عباس المسئولة عن تنفيذ الطريق بشركة النيل العامة للإنشاء والطرق إحدي شركات وزارة النقل في مصر أن الطريق الجديد يبلغ طوله 13 كيلومترًا رايح جاي.
وتضيف مسئولة المشروع أن عملية الإنشاء تبدأ من الطريق الصحراوي وتنتهي بمنطقة جنينة الهوارية موضحة أن الطريق الجديد ينقسم إلي خدمة ورئيسي أيسر بالإضافة إلي خدمة ورئيسي أيمن مشيرة أن الطريق الرئيسي سيكون للسيارات الملاكي في حين أن طريق الخدمة سيكون لسيارات النقل الثقيل.
وعن الموعد المحدد لتسليم الطريق الجديد قالت ياسمين السيد إن الفترة القادمة ستشهد تسليم عدة طرق وسيكون منها هذا الطريق الجديد موضحة أنه لم يتحدد بعد موعد التسليم لوزارة النقل.
وأشارت أن العمل في المشروع الجديد بدأ منذ عام ونصف العام تقريبًا، أي منذ 18 شهرًا وما تحقق يعد إنجازًا بكل المقاييس حيث إن الطريق الجديد سيساهم في تحقيق سيولة مرورية علي الطريق المؤدي لبرج العرب وسيمنع من وقوع الحوادث ويقلل من نسبتها.
انتقلنا بعد ذلك إلي العمال المنهمكين في عملهم وتقابلنا مع علي سيد محمود ويعمل شواك بالطريق، وعن طبيعة وظيفته يوضح أنه مسئول اللحامات الخاصة بالطريق ويعمل منذ عام ونصف العام في موقع المشروع مشيرًا أنه تابع لأحد المقاولين المتعاقدين مع شركة النقل وأنه يتقاضي راتبا شهريا يصل إلي 3500 جنيه.
تركنا علي وذهبنا إلي أحد العاملين علي اللوادر واسمه كما يوضح عبد المقصود محمد عبد المقصود مؤكدا أنه يعمل في شركة النيل العامة للإنشاء والطرق هراس مكواه، أي يقوم بتلميع الخلطة التي توضع علي الأسفلت موضحا أن الطريق يعد إنجازا جديدا من إنجازات الدولة المصرية في قطاع الطرق.
»‬محور 30 يونيو».. يرفع شعار »‬مسافة السكة»
طرق خدمة ومصارف للأمطار وأنفاق سفلية لمرور المواطنين
بدء أعمال السلامة بالقطاع الجنوبي.. وإنجاز 95% من الشمالي
»‬محور 30 يونيو» واحد من المشاريع الضخمة التي بدأت الدولة تنفيذه منذ سنوات بسيطة، ليري النور خلال الفترة القليلة القادمة، بعد أن شارف علي الانتهاء الفعلي بالقطاع الجنوبي مع انتهاء نحو 95٪ من أعمال القطاع الشمالي، بمشاركة أكثر من 100 ألف عامل و20 شركة مقاولات، وبطول 95 كم يبدأ من بورسعيد مروراً بالإسماعيلية باتجاه القاهرة، وهي المحافظة التي توجهت إليها »‬الأخبار» في رحلة استغرقت نحو 6 ساعات، زرنا خلالها القطاع الجنوبي للمحور بأكمله بإجمالي 48 كيلومتراً، لنرصد اللمسات الأخيرة للعمل ونقابل عددا من العاملين والمشرفين علي المشروع، وانتهت جولتنا فيما بعد بحوار مع المهندس محسن سعيد حامد رئيس جهاز تعمير سيناء ومدن القناة وهي الجهة المنفذة للمشروع.
مع تخطي الساعة للثانية عشرة ظهراً وتعامد أشعة الشمس الحارقة علي الرؤوس، وقف العشرات من العمال بالمشروع علي جانبي الطريق لإنهاء اللمسات الأخيرة السابقة لأعمال الإرشاد والسلامة علي القطاع الجنوبي، فطوال جولتنا التي بدأت بمدخل محافظة الإسماعيلية وتحديدا عند تقاطع المحور مع طريق الإسماعيلية القاهرة، مرورا بكل من منطقة 36 الحربي، والفردان، تقاطع ترعة الإسماعيلية، وطريق الصالحية القنطرة، وصولاً إلي تل دفنة حيث يبدأ القطاع الشمالي، رصدنا انتشار الجرارات واللوادر علي جانبي الطريق لرفع تراكمات الأتربة والرتوش تمهيداً لبدء التخطيط الطولي للطريق ووضع علامات الإرشاد بجانب الدهانات.
ويوضح المهندس محمد السيد، المشرف علي أعمال رفع الأتربة، أن أعمال رفع التراكمات بدأت منذ نحو الشهرين، وتستمر حتي إنهاء أعمال السلامة والإرشاد، ويضيف قائلاً »‬ كل يوم الساعة 6 الصبح بنبدأ الشغل لغاية الساعة خمسة، ومعانا لودرين و3 جرارات بناخد الطريق بالطول ونرفع من عليه كل التراب اللي بيتكدس طول اليوم خصوصاً بعد ما النقل الثقيل بدأ فعلا في استخدام الطريق واللي متقسم 5 حارات وكلها بتحتاج شغل»، ويوضح السيد أنه يعمل الآن نحو 15 عاملاً بهذه الأعمال والذين تصلهم طوال اليوم سيارات الخدمات من شاي ووجبات الغداء حتي فترة نهاية العمل مع غروب الشمس.
أعمال مكثفة
أما علي الجانب الآخر فشهدت المنطقة الملاصقة للمحور أعمالاً مكثفة لتهيئة الطريق والأنفاق السفلية لمرور الأهالي المقيمين علي جانبي المحور، فيؤكد لنا المنسق العام للمشروع المهندس عبد الله حسين، والذي اصطحبنا في جولة بالمحور أن الشركة الوطنية للطرق تنفذ خلال الفترة الحالية محطتي وقود علي جانبي الطريق بالتنسيق مع جهاز تعمير سيناء، كما يتم الانتهاء من البوابات الخاصة بالطريق.
لم تكن رؤية المحور بهذا المشهد المبهر أمراً يسيراً فيؤكد المنسق العام للمشروع أن قبل عملية البدء في الإنشاءات، كانت هناك العديد من التجهيزات التي أخذت وقتاً طويلاً ومنها عمليات نزع الملكية والتمكين حتي أن بعضها استمر حتي عام 2016 علي حد قوله ويضيف أن الأمر تطلب الجلوس مع أكثر من 100 عائلة لإقناعها بأهمية المشروع حتي يستطيعوا تفهم ترك منازلهم وأراضيهم مقابل تعويض مناسب، خاصة أن هذه المنطقة شهدت تواجداً كبيراً لعائلات بدوية من ثقافات مختلفة، كما كانت هناك العديد من حالات التعدي علي الأرض التي تطلبت التدخل الفوري.
وفي نفس السياق يشير إلي أن صعوبة التعامل مع التربة في القطاع الشمالي كان أمراً غير يسير فهناك قطاعات كانت تتطلب الانتظار من 3 إلي 6 شهور حتي تنتهي أعمال الهبوط بعد وضع الأساسات، قائلاً »‬في القطاع الشمالي نحن نعمل علي الماء فعلياً مما تطلب وقتاً طويلاُ للإطمئنان علي صلاحية التربة وعدم قابليتها للهبوط عقب أعمال السفلتة وهو ما تطلب الاستعانة بأربع جهات متخصصة لهذا الأمر، لذا فمن المنصف أن يعرف الجميع أن العمل بالمحور فعلياً لم يستغرق سوي عامين وكل المدة المتبقية كانت لظروف تهيئة المكان».
ويوضح المهندس عبد الله أن المحور طوال فترة العمل به شمل أكثر من 900 عمل صناعي، ومشاركة من 150 ألف جرار، مشيراً أن هناك شركات بذلت مجهودا لتوفير عمالة مناسبة للمشروع، فبعض تلك الشركات جمعت حديثي التخرج ودربتهم في الجامعة الأمريكية ثم تعاقدت معهم لمدة 5 سنوات لحين انتهاء المشروع، مما يعني أن كل الفئات المصرية اشتركت بالفعل في هذا المشروع الضخم.
وعقب انتهاء جولتنا بمحور 30 يونيو انتقلنا إلي داخل مدينة الإسماعيلية للقاء المهندس محسن حامد رئيس جهاز تعمير سيناء ومدن القناة التابع لوزارة الإسكان، وهو الجهاز المنوط به تنفيذ المحور، فيوضح حامد أن محور 30 يونيو من أهم المشروعات التي ينفذها الجهاز خلال الفترة الحالية، بإجمالي 95 كيلومترا، منها 48 كيلو بالقطاع الجنوبي و47 أخري بالقطاع الشمالي.
ويؤكد أنه يتم حالياً التمهيد لافتتاح القطاع الجنوبي عقب انتهاء عملية التخطيط، أما الجزء الشمالي فيتم انتظار استقرار التربة بعد وضع الأساسات، لتبدأ عملية السفلتة ثم التخطيط والافتتاح، ويضيف أنه تم التعاقد مع الهيئة العربية للتصنيع لتوفير أعمدة إنارة للقطاع الجنوبي بأكمله سواء بالكباري أو الأنفاق شريطة أن تكون أعمدة بالطاقة الشمسية، وتتولي الهيئة أيضاً التركيب والصيانة لمدة 3 سنوات.
خبرات مصرية
ويضيف رئيس الجهاز أنه لم تتم الاستعانة بالخبرات الأجنبية في العمل علي المشروع، بل إن كافة الاستشاريين والمهندسين حتي العمالة كانت مصرية خالصة، موضحاً أن العمالة بلغت نحو 100 ألف سواء من داخل المشروع نفسه أو عمالة خارجية مثل العاملين بتوريد الخامات، وأن جميعها عقب انتهاء المحور لديها مجال مفتوح للعمل ببقية مشاريع الطرق علي مستوي الجمهورية.. ويوضح حامد أن الخدمة الوطنية تتولي خلال الفترة الحالية عملية إنشاء بوابتين للمحور، الأولي في اتجاه الإسماعيلية والأخري في اتجاه بورسعيد، ومن ثم ستكون هي الجهة المنوط بها إدارة الطريق وتنظيم العمل به.
بين شطين وميه.. »‬روض الفرج» نقلة حضارية
المحور الجديد يشق النيل.. والحلم يتحقق نهاية ديسمبر المقبل
تشهد مصر خلال الفترة الأخيرة حركة تنمية عظيمة، من خلال المشاريع الكبري في مختلف المجالات، فأصبحنا نري علي أرض الواقع انتشار المشروعات القومية العملاقة في مختلف المحافظات، ويظهر ذلك جلياً في خطة تطوير شبكة الطرق والكباري، ويعد مشروع محور روض الفرج أحد أهم وأكبر المشروعات الخاصة بالطرق لما سيحققه من ربط المحافظات وتخفيف الاحتقان المروري، بالإضافة إلي تقربة المسافات بين المشروعات القومية العملاقة مما سينعكس علي تنشيط حركة الاستثمار في الدولة.
»‬الأخبار» تجولت ميدانيًا داخل هذا المشروع الضخم الذي ظلت أعيننا تراقبه في فخر وإعجاب علي مدار 3 أعوام، حتي بات في مراحله الأخيرة قبل إنجازه وافتتاحه..
بداية التقينا يوسف علوان مهندس التخطيط والمتابعة بالمشروع، والذي يؤكد أن العمل في محور روض الفرج سيتم الانتهاء منه بنهاية شهر ديسمبر من العام الجاري، ويتابع أن المشروع مقسم علي 5 قطاعات تم الانتهاء من 4 منها بالكامل، ومتبقٍ فقط المرحلة الأخيرة التي قاربت علي الانتهاء وهو الكوبري الملجم أو المعلق الذي يمر بنهر النيل وتم إكمال العمل به بنسبة 82٪ حتي الآن.
ويضيف أن هناك خطة واضحة من الدولة لتطوير شبكة الطرق والكباري، وهي عامل أساسي للتنمية وجذب المستثمرين، لأنها ستقرب المسافة بين المدن الجديدة والمشروعات القومية الكبري.
ويؤكد علوان أن مشروع محور روض الفرج له أهمية كبيرة في النقل والتنمية حيث سيربط بين شمال القاهرة من منطقة شبرا الخيمة والزراعي ومنطقة مدينة نصر ومصر الجديدة إلي منطقة الوراق بالدائري والطريق الصحراوي ومدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر، كما يعد جزءا من الطريق الحر من الزعفرانة إلي مدينة الضبعة لربط الطريق الساحلي للبحر الأحمر، من خلال طريق الجلالة الجديد بالطريق الساحلي بالبحر الأبيض المتوسط عند مدينة الضبعة التي سيخلق فيها المشروع مجتمعات تنموية واستثمارية جديدة.. ويشير إلي أن المحور يبلغ طوله حوالي 600 كيلو متر، يشمل 31 مطلعا ومنزلا، ويتكون من اتجاهين و6 حارات مرورية بكل اتجاه. كما يتحمل أوزانا تصل إلي 120 طنا.
وشدد علي أن المرحلة الثانية من المشروع كانت تعد الأصعب لأنها شملت أعمال مرافق خطوط مياه وصرف صحي وكابلات تليفونات وضغط عالٍ ومتوسط ومنخفض، ونزع ملكية وتحويلات مرورية بمناطق مكتظة مروريا لأنها إحدي المداخل الرئيسية للعاصمة.
وقت قياسي
واصطحبنا محمد السيسي (مهندس تنفيذ) في جولة داخل موقع العمل، فيقول إن المرحلة الأخيرة تشمل العمل علي الكوبري المعلق، الذي يصل طول الجزء الرئيسي منه إلي 300 متر، عابرا المجري الملاحي لنهر النيل، بينما يبلغ طول الجزءين الآخرين 125 مترا لكل واحد منهما، ويتم العمل الآن علي مرحلة تركيب »‬السيجمنت» وهي بلاطات من الصلب المعدني..ويضيف السيسي أن الانتهاء من العمل وإنجاز مشروع ضخم مثل محور روض الفرج خلال 3 سنوات فقط يعد إنجازا كبيرا ووقتا قياسيا، فالعمل مقسم علي 3 ورديات علي مدار ال24 ساعة، حتي ينتهي العمل في الوقت المحدد، ويتابع أن هناك أجزاء من المشروع قد بدأ استخدامها مثل تقاطع الدائري علي طريق الضبعة.
ويؤكد أن المشروع ساهم أيضا في محاربة البطالة، فيعمل به حوالي 4 آلاف مهندس وفني وعامل من ذوي الخبرات المميزة، بالإضافة إلي عدد ضخم من المعدات التي تلائم طبيعة العمل في هذا المشروع العظيم، الذي سيساهم بشكل كبير في ربط المحافظات ببعضها، ناهيك عن المشروعات القومية مثل محطة الضبعة، مما سيخلق مجتمعات تنموية واستثمارية جديدة.
التقينا مع عدد من العمال بمختلف المهام داخل موقع العمل، وقد أكدوا علي سعادتهم وفخرهم بالمشاركة في هذا المشروع الوطني الضخم.. فيقول محمد جاد (حداد مسلح) إن انتشار المشاريع الكبري في مختلف المحافظات في الفترة الأخيرة، شكل مصدر دخل للكثير من المصريين، وجميع العمال في مشروع محور روض الفرج يعملون بكل جهد للانتهاء منه في الوقت المحدد.. وتابع بأن المشاريع الكبري مثل الإسكان وشبكة الطرق والكباري ستعود بالنفع علي الجميع، كما أنها تكافح البطالة وتعمل علي تقوية الدول وجعل مستقبها أفضل.
ويشير إلي أنه بدأ العمل في محور روض الفرج منذ 9 أشهر تقريبا، وقد وجد كل الإمكانيات التي تحفظ حقوقه وسلامته الشخصية، بالإضافة إلي علاقات الترابط بين جميع العمال في الموقع.
فخر وسعادة
يلتقط طرف الحديث، رضا بدوي (نجار)، فيوضح أنه يعمل في هذه المهنة منذ 20 عاما، وخلال فترة عمله بالمشروع وجد كافة المعدات الضخمة التي تسهل من مهمة العمال، بالإضافة إلي حرص إدارة المشروع علي أرواح وسلامة الجميع، وهي أمور ترفع من الروح المعنوية وتجعل العامل يخرج كل طاقته بالعمل..ويضيف أنه بعد الانتهاء من المشروع سيوفر علي المواطنين الكثير من الوقت والجهد للتنقل بين المحافظات، وهذا من الأمور المهمة التي تعمل عليها الدولة بالفترة الأخيرة من خلال مشروعات تنمية وتطوير الطرق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.