لقطة من فيلم »ترانزيت« لكريستيان بيتزولد كشف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن مسابقاته وبرامجه في مؤتمر صحفي عقد أول أمس أعلن فيه رئيسه محمد حفظي ومديره يوسف شريف رزق الله مفاجآت وتفاصيل الدورة الأربعين القادمة بعد أيام معدودة ( من 20 إلي 29 نوفمبر ).. ويبدو أنها دورة تدخل بالمهرجان مرحلة النضج كما بدأ من البرمجة المختلفة والافلام المتميزة التي نجح المهرجان في اقتناصها لجمهوره. أفلام حصدت جوائز مهرجانات ضخمة كفينيسيا وكان وتورونتو وأخري تمثل دولها في تصفيات الأوسكار الأولي،و أفلام جماهيرية تخاطب الشباب،و غيرها لدعم المرأة كصانعة أفلام متميزة،.. أفلام رائعة خارج المسابقة بعضها اقتنصه المهرجان كعرض عالمي أول،و بعضها عرض شرق أوسطي أول يأتي في مقدمتها فيلم »روما» لألفونسو كوران الفائز بالأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا وهو إنتاج نتفليكس التي طالما أثارت جدلاً حول مشاركتها في المهرجانات بافلام تبث عبر الانترنت ولا تستهدف جمهور دور العرض، ووجهت بموقف متشدد من مهرجان كان،إلي أن حسم الجدل لصالحها في المهرجانات التالية والتي لم تر في نتفليكس تهديدا لصناعة السينما وإنما العكس ! الفيلم يتناول معاناة امرأتين مكسيكيتين مختلفتين طبقيا وتدور أحداثه في السبعينات من القرن الماضي وتولي كوران تصويره بنفسه بالأبيض والأسود. و يأتي فيلم الافتتاح »كتاب أخضر» لبيتر فاريلي الفائز بجائزة الجهور في مهرجان تورونتو كاختيار موفق لفيلم يتناول قضية العنصرية في الستينيات من القرن الماضي وقت اشتعال نيران التعصب والعداء بين البيض والسود في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتدور الاحداث حول سائق أبيض متعصب يكلف باصطحاب عازف بيانو أسود يطوف ولايات الجنوب الأكثر تعصبا وعنصرية في ذلك الوقت في جولة موسيقية. و تبدو العنصرية ضد الملونين قضية أفلام عديدة في المهرجان منها »بلاكككلانسمان» للمخرج الأمريكي الشهير سبايك لي، وتدور احداثه في السبعينات من القرن الماضي حول أول محقق شرطة أمريكي من اصل أفريقي الذي يخطط للقبض علي جماعة عنصرية متطرفة ضد الملونين وينجح في ذلك. و الفيلم الوثائقي »الدولة ضد مانديلا والآخرين» لنيكولا شامبو وجيل بورت ويعرض بمناسبة الذكري المئوية لميلاد مانديلا، ويستعرض الفيلم قضيته ونضاله ضد العنصرية في جنوب أفريقيا من خلال جلسات محاكمته في الستينات من القرن الماضي. و يتردد الاختيار كأنه عنوان ينسحب علي عدد كبير من أفلام المهرجان التي ستثير الكثير من الجدل خاصة التي تناقش العنصرية ضد اليهود وذكريات معسكرات النازي وما تلاها من روايات عن التعذيب والمحارق، من تلك الأفلام »ترانزيت» لكريستيان بيتزولد عن اليهودي فايدل الذي ينتحر خوفا من الاضطهاد إبان الحكم النازي في حين يودع حقيبته أمانة لدي صديقه جورج الهارب أيضا من الجحيم ليكشف حقيقته وآخر رواياته. و»سفر التكوين» لأرباد بوجدان الذي تدور أحداثه في المجر عن صبي صغير يفقد عائلته في هجوم وحشي من سلسلة من جرائم القتل العنصري، تكلف محامية شابة بالدفاع عن رجل مهم متهم في تلك القضية فتستدعي ذلك الصبي وتنقلب حياتها رأسا علي عقب. و هناك أيضا فيلم »صمت الآخرين» وثائقي لألمودينا كاراسيدو يكشف جرائم الدكتاتور فرانكو في اسبانيا من خلال تتبع الضحايا والناجين من معتقلاته العسكرية النازية والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الإسبان. والفيلم الوثائقي »فالس فالدهايم» لروث بيركمان الحاصل علي افضل فيلم وثائقي في برلين، والذي يحلل كشف المنظمة اليهودية العالمية لماضي الأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم والذي يتهمه الفيلم بتورطه في ممارسات نازية ضد اليهود والحملة الشعواء التي مورست ضده من اللوبي الصهيوني عندما رشح نفسه لرئاسة النمسا. وفي فيينا أيضا تدور أحداث الفيلم الروائي »المترجم» لمارتن شوليك، رحلة بحث مترجم عجوز عن ضابط نازي سابق يتهمه بأنه أعدم والديه في سلوفاكيا، فلا يجد إلا إبنه الشاب جورج فيبدآن سويا البحث عن شهود أحياء لمآساة الحرب، وخلال البحث تضطرب علاقاتهما بشدة وتتوتر نتيجة اختلاف العمر والخبرة والرؤية. وفيلم »لا يهمني إن وصفنا التاريخ بالبرابرة» الفائز بالكريستالة الذهبية لمهرجان كارلو فيفاري للمخرج الروماني رادو جود ويتناول الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر مختلفة. أفلام عديدة مرشحة لتفجر الجدل والنقاش بين الحضور، وأفلام أخري تثير الشغف والمتعة في الدورة الأربعينية منها فيلم جان لوك جودار »كتاب الصور» والذي انطلق كالقنبلة في مهرجان كان يدين بلوحاته الحروب والاستعمار والرأسمالية والقوي المسيطرة علي العالم حتي أرهقته ويتجول في فيلمه ما بين باريس ومدريد ونيويورك ولا يتجاهل العالم العربي فيتجول بفلسطين وتونس ومصر ويستعين بمقاطع من افلام يوسف شاهين فاحرص علي ألا يفوتك.