تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    عيار 21 يسجل أعلى مستوياته.. أسعار الذهب اليوم الجمعة بالصاغة بعد قرار المركزي    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    رسميًا بعد قرار المركزي.. ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 23 مايو 2025    رئيس مدينة دمنهور يتابع تنفيذ مشروعات تحسين البنية التحتية.. صور    بعد غضب الزعيم.. كوريا الشمالية تفتح تحقيقًا بشأن حادث المدمرة    جانتس: نتنياهو تجاوز خطًا أحمر بتجاهله توجيهات المستشارة القضائية في تعيين رئيس الشاباك    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    السفير الإسرائيلي في واشنطن: الفرنسيون على وشك إعلان 7 أكتوبر يوما لاستقلال فلسطين    نتنياهو يحاول استغلال حادث واشنطن لترويج رواية "معاداة السامية".. تفاصيل    وزير الشباب ومحافظ الدقهلية يفتتحان المرحلة الأولى من نادي المنصورة الجديد بجمصة    كأس مصر لكرة القدم سيدات.. بين قوة الأهلى وطموح وادى دجلة    أسرة طائرة الأهلى سيدات تكرم تانيا بوكان بعد انتهاء مسيرتها مع القلعة الحمراء    أيمن يونس: الدوري هذا الموسم "باطل"    ياسر ريان: يوريتيش مدرب كبير ولا بد أن يبادر بالهجوم ضد صن داونز    نجم الزمالك السابق: ما يحدث لا يليق بالكرة المصرية    أهلي جدة يسقط أمام الاتفاق بثلاثية في دوري روشن السعودي    4 أيام عِجاف .. بيان مهم بشأن حالة الطقس والأرصاد تكشف عن موعد انخفاض الحرارة    تفاصيل مقتل فتاة على يد شقيقها ورميها في البحر اليوسفي بالمنيا    الفنان محمد رمضان يسدد 26 مليون جنيه لصالح شبكة قنوات فضائية    «تعليم القاهرة» يختتم مراجعات البث المباشر لطلاب الشهادة الإعدادية    عاجل- إكس: نواجه عطلا في مركز للبيانات وفرقنا تعمل على حل المشكلة    تحويلات مرورية بالجيزة لتنفيذ الأعمال الإنشائية الخاصة بمشروع الأتوبيس الترددي    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    4 أبراج «بيسيبوا بصمة».. مُلهمون لا يمكن نسيانهم وإذا ظهروا في حياتك تصبح أفضل    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    تختاري الحب ولا التمثيل؟ رد غير متوقع من دينا فؤاد    وزير الرياضة يهنئ محمد صلاح بفوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي    "القومي للمرأة" ينظم لقاء رفيع المستوي بعنوان" النساء يستطعن التغيير"    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    سعر السكر اليوم الخميس 22 مايو 2025 داخل الأسواق والمحلات    أهمية المهرجانات    السجن المشدد 4 سنوات لصياد تعدى على ابنه جاره فى الإسكندرية    تفاصيل خطة إسرائيل للسيطرة على غزة.. القاهرة الإخبارية تكشف: محو حدود القطاع    م. فرج حمودة يكتب: سد عالى ثالث فى أسوان «2-2»    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    «المصريين»: مشروع تعديل قانون الانتخابات يراعى العدالة فى التمثيل    مكتب نتنياهو: ترامب وافق على ضرورة ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا    نتنياهو: بناء أول منطقة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة خلال أيام    ميرنا جميل تسحر محبيها بالأزرق في أحدث ظهور | صور    وزير الشباب والرياضة يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة    «الأعلى للمعاهد العليا» يناقش التخصصات الأكاديمية المطلوبة    البابا تواضروس يستقبل وزير الشباب ووفدًا من شباب منحة الرئيس جمال عبدالناصر    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها وجهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية (تفاصيل)    «العالمية لتصنيع مهمات الحفر» تضيف تعاقدات جديدة ب215 مليون دولار خلال 2024    أسعار الفضة اليوم الخميس 22 مايو| ارتفاع طفيف- كم يسجل عيار 900؟    عرض "مملكة الحرير" قريبًا    أمين الفتوى: هذا سبب زيادة حدوث الزلازل    "آيس وبودر وهيدرو".. ضبط 19 تاجر مخدرات في بورسعيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في عام متحدي الإعاقة : المكفوفون.. إرادة من «نور» تقهر »الظلام«

عاشوا لسنوات أسري الظلام ، لحظات مليئة بالألم والمعاناة ، لكن إرادتهم كانت أقوي دائما ، فحولوا بقدراتهم الخاصة الظلام إلي نور ، والهزيمة إلي انتصار علي الحياة ومصاعبها.. إنهم المكفوفون.. متحدو الإعاقة الذين عانوا من الإهمال والتهميش ، والذين بدأوا خلال السنوات القليلة الماضية يرون العديد من المبادرات والمشروعات التي كرس أصحابها مجهوداتهم لمحاولة تخفيف معاناتهم ، مؤمنين بأن ميلاد الشخص وهو كفيف ليس عيباً فيه أو أمراً ينتقص من قدره أومن حقوقه وواجباته ، بل علي المجتمع مساعدته لتسير حياته مثل ملايين من الأسوياء.
ولذا فقد أهدي الرئيس عبد الفتاح السيسي ، هدية غالية لمتحدي الإعاقة ، حينما قرر تخصيص عام 2018 لهم ، من هنا بدأ الاهتمام بتلك الفئة المجتمعية وإصدار القوانين المتعلقة بهم ، وحل مشكلاتهم ، وبجانب عمل الجهات الرسمية للدولة ، كان للمجتمع للمصري أفراد أو مؤسسات دور كبير في تذليل العقبات التي لطالما منعتهم من ممارسة حياة سهلة وبسيطة وفي هذا الملف تحاول » الأخبار»‬ إلقاء الضوء علي المحاولات التي أصبحت طاقة من الأمل لكل مكفوف.
السباحة علي طريقة »‬الخفاش».. حلم جديد ينتظر التطبيق
الإعاقة البصرية لن تمنعهم من الاستمتاع برياضة السباحة.. شعار رفعه المخترع الشاب عمرو الشريف بعد ابتكاره جهازاً يسمي »‬السباح الخفاش» لمساعدة المكفوفين علي ممارسة رياضة السباحة بشكل حضاري بدلا من الطرق المهينة والمزعجة التي يعانون منها في الوقت الراهن.
طالب الفرقة الرابعة قسم إدارة ، كلية التربية الرياضية بجامعة بني سويف ، استطاع تحويل حلم راود الكثير من ذوي الإعاقة البصرية عن طريق جهاز »‬السباح الخفاش» الذي يحاكي طريقة رؤية الخفاش باستخدام الموجات فوق الصوتية في تحديد المسافات وقراءة الموقع المحيط وتحويلها لإشارات صوتية في أذن السباح.. ليتمكن الكفيف من ممارسة هذه الرياضة بسهولة ويسر.
ثلاثة أجزاء
الجهاز يضم ثلاثة مكونات أولها جزء أساسي يقوم بوظيفة »‬المنيتور» ، والذي يوضع علي حمام السباحة خارج المياه في مواجهة الحارات ، لقراءة موقع السباح في الحمام وتحويل الموجات إلي إشارات فوق صوتية وإرسالها لأذن السباح بسرعة تصل لأكثر من 400 أمر في الثانية ، ومن خلال الجزء الثاني من مكونات الابتكار وهو جهاز استقبال صغير مثبت في النظارة التي يرتديها السباح.. ويكون الجزء الثالث في الجهاز المبتكر عبارة عن جهاز إرسال رقمي لاسلكي يحمله المدرب ويمنحه فرصة التدخل وتوجيه اللاعب واعطائه التعليمات والتحذيرات ، ويستخدم المدرب شاشة العرض الموجودة في الجهاز لمتابعة اقتراب وابتعاد اللاعب داخل الحارة الخاصة به. مما يعطي فرصة كبيرة لمساعدة نجومنا في رياضة السباحة من تحقيق انجازات كبيرة في المحافل والبطولات الكبري خاصة في بارالمبيات طوكيو 2020.
ويقول الشريف إن رؤية النموذج الحالي وما به من إهانة لذوي الإعاقة البصرية دفعه للبحث عن طريقة واختراع اكثر آدمية ومواكبة للتطور التكنولوجي حتي يستفيد منه هذه الفئة ، فالنموذج الحالي الذي يستخدمه المكفوفون يتمثل في مدربين اثنين لكل لاعب يحملان عصياً في قطبها كور بلاستيكية لضربها علي رأس السباحين ليدركوا أنهم قد اقتربوا من الحافة ونهاية المسبح ويقومون بالدوران.. كما أنه يُربط السباح ذو الإعاقة البصرية مع المدرب بواسطة جهاز إضافي وهو جهاز الإرسال اللاسلكي الرقمي وبه شاشة عرض تحدد مسافات اقتراب وابتعاد السباح عن الحواجز وكذلك الانحرافات يمينا ويسارا.
تكلفة بسيطة
وعن تكلفة الجهاز يضيف الشريف انها تبلغ حوالي 30 دولاراً ، وهي تكلفة بسيطة بالنسبة لأهمية الجهاز الكبيرة من حيث مرونته في آليات العمل وقابليته للتطوير واستخدامه في أغراض تدريبية وتنافسية وتحكيمية بالاضافة إلي التحليلات الحركية للباحثين والمدربين في مجال سباحة المكفوفين.
ويتابع قائلا إن الجهاز يمكن بسهولة تطبيقه في كل دول العالم مع تأكيدات منظمة الصحة العالمية بوصول عدد المكفوفين حول العالم إلي 75 مليون نسمة بحلول عام 2020 ، كما سيتم تطبيق الاختراع في البداية علي عدد محدود من الرياضيين قبل تعميمه.
ويؤكد الشريف أنه حتي آلان جار تطوير الجهاز بشكل أكبر لإظهار نماذج أحدث ، كما بدأنا خطوات فعلية لسرعة تطبيقه علي أرض الواقع من خلال التواصل والتنسيق مع الاتحاد المصري للسباحة ، خلال الفترة القليلة القادمة لبحث سبل التعاون والتطوير وإمكانية تعميمه وتطبيقه علي ابطال السباحة البارلمبية.. ويشدد الشريف أن هناك مشكلة كبيرة تواجه الاختراع تتمثل في الاستثمار والتمويل ، فحتي الآن كل التمويل بشكل ذاتي ، ويشدد علي أن تطبيقه علي السباحين المصريين في البطولات الكبري وتحقيق الانجازات ، سيساعد علي تسويق الفكرة ونشرها بالدول الخارجية.
ويقول الشريف : »‬شعرت بالفخر والمسؤولية حينما تم اختياري للمشاركة في مؤتمر الشباب السابق ، وتكريم الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب السادس الذي أقيم بجامعة القاهرة ، دفعة قوية لتحقيق المزيد من التقدم والابتكارات والوصول لما هو اعظم ، والتكريم تم بسبب ما قدمته خلال فترة الدراسة الجامعية ، فقد تقدمت ب7 براءات اختراع في مجالات مختلفة ، وحققت بها أكثر من 15 مركز أول في مسابقات مختلفة ، كما شاركت في أكثر من 35 مؤتمراً وندوة ومعرضاً علمياً ، بالاضافة لحصولي علي جائزة التميز والابتكار كأفضل مخترع ، بالإضافة إلي المشاركات الدولية ، فقد حصلت علي الميدالية البرونزية في جائزة جينيف للابتكار الرياضي بمشاركة 40 دولة والتي تعد أكبر معرض فدرالي علي مستوي العالم في مجال الابتكار والاختراع ، وذهبية من الاتحاد الفدرالي الفرنسي للمخترعين ، وميدالية ذهبية من الجمعية المصرية السويسرية».
المس العالم بإيديك
خريجة فنون جميلة تبتكر لوحات مقروءة للمكفوفين
يقولون إنك تستطيع السفر لكل أرجاء العالم من خلال كتاب واحد ، فصفحاته التي تحوي الكلمات والرسوم الخلابة تجمع لك كافة عجائب الكون مرئية ، إلا أن هذا الأمر يعد مستحيلاً لكل مكفوف ، فكيف له أن يعرف ما تعجز عيناه عن رؤيته ، فالعالم من حوله عبارة عن كلمات صماء إما يقرؤها بطريقة برايل ، أو يسمع عنها من ذويه ، أو عليه تحسسها علي الواقع.
لكن هذا الأمر لم يكن مستحيلاً بالنبة ل »‬مي عماد» خريجة الفنون الجميلة ، وصاحبة أول لوحات فنية للمكفوفين عن طريق الرسم بالبارز ، ليتمكن كل مكفوف من التعرف علي العالم من حوله بلمسة واحدة للوحاتها الفنية.
فعن كرة الرسومات البارزة تقول مي »‬جاءتني الفكرة بمحض الصدفة أثناء دراستي بكلية الفنون الجميلة ، ففي إحدي الورش التي اعتدت العمل بها مع الجمعيات الخيرية المختلفة لتعليم الأطفال من ذوي الإعاقة فنون الرسم ، كان من ضمن المشاركين طفل مصاب بإعاقة ذهنية وبصرية وسمعية ، يبلغ من العمر 13 عاما بينما كان عمره العقلي 5 سنوات فقط ، بالرغم من ذلك كان من أكثر المبدعين في هذه الورشة ، وعكست كافة رسوماته واستخدامه للألوان لحالته ، ومن هنا بدأت أتأمل كيفية تعامل الأطفال مع اللوحات واستخدامهم للألوان ، واعتمادهم علي الرسم لمعاونتهم في الخروج من الحالة النفسية التي يعيشون بها ، ومن هنا أثناء عملي علي رسالة الماجستير الخاصة بي قررت ألا يكون مجرد مشروع بل خدمة تفيد تلك الفئة الهامة من المجتمع المصري»..وتضيف مي إنها بحثت كثيراً في أمور فئة ذوي الإعاقة ، وكان أكثر ما لفت انتباهها هو أن من يتعلم من تلك الفئة تصل نسبتهم إلي 2% ، لذا فإن البقية تعتمد وبشكل كبير علي الآخرين في تعلم كافة خبرات الحياة ، وهو أمر يحتاج إلي وقفة من الجميع سواء جهات معنية في الدولة أو الأفراد ممكن يستطيعون خدمة تلك الفئة بمجهوداتهم.
ركزت مي خلال فترة عملها علي تطوير أداة تساعد المكفوفين في التعلم لسد حاجته للمعرفة ، لذا قررت أن تكون دراستها عن »‬الرسوم البارزة المصاحبة لكتب المكفوفين» ، فتوضح أن الطفل منذ مرحلة الروضة وحتي انهاء مسيرة التعليم ، تشكل الصور جانباً رئيسياً من عملية التعلم ، إلا أن كتب المكفوفين حتي اليوم لا تحوي أياً من تلك الرسوم ، وتضيف قائلة» يتعرف الطفل المكفوف علي الشجرة أو السماء والسحاب والأسماك لكنه لا يعرف شكلها أو تكوينها ، لذا فإن حاسة اللمس لها دور كبير في تكوين فكرته عن العالم المحيط حتي لا ينعزل عنا».
وكانت أول تجربة فعلية لمي هي كتاب »‬هاند ميد» أو »‬صناعة يدوية» لمرحلة ما قبل الدراسة ، يحوي علي رسوم مصاحبة للمادة العلمية مما يمكنهم من دخول الاختبارات أسوة ببقية الأطفال ، وبالفعل طبعت مي نسخة واحدة علي حسابها الخاص عام 2015 ، وعرضته علي أكثر من جهة وبالرغم من اقتناع الكثيرين إلا أن الأمر في كل مرة كاد أن يتوقف عند مرحلة ما بشكل غير مفهوم.
لم يمنعها عدم تسويق الكتاب عن التمسك في حلمها بمساعدة كل كفيف علي رؤية العالم من حوله من خلال لمس بعض الصفحات ، لذا بدأت في ابتكار طريقة جديدة للوحات الكبيرة تتكون من عدة طبقات لتجعل اللوحة بارزة ومناسبة ليتحسسها كل كفيف ، فيشعر بها كما يراها المبصر.
وعن بداية ذلك المشوار تقول مي »‬لما قررت أشتغل بالرسم البارز كنت ساعتها بدي ورش للأطفال وبدأت استخدم التكنيك دا مع الأطفال ، لكن بعد انتهاء الورشة طبعا محدش كان بيكمل معاهم ، وعشان كدا قررت أعمل مشروع لنفسي وأزود من اللوحات وأعمل بيها معارض مفتوحة لكل المكفوفين في مصر ، والحمد لله الموضوع وصل معاية للدول الأوروبية كمان».
وتوضح مي أنها لرسم تلك اللوحات كان عليها أن تعيش التجربة وتعتمد بنفسها علي حاسة اللمس ، فبعد كل مرحلة من اللوحة تعصب عينيها وتحاول تحسس ما رسمته لتتأكد من صحة الرسم وإيصاله للفكرة المطلوبة ، وتضيف أنها ركزت في تلك اللوحات علي العلاقات الانسانية وطبيعة الحياة من حولنا.
»‬بكائي في أول يوم للمعرض من فرحة المكفوفين وأهاليهم إحساس عمري ما هنساه» هكذا وصفت مي رد فعلها بعد فتح اول معرض لها للمكفوفين ، والذي ضم لوحات بارزة بمواد مخصصة تتيح لكل مكفوف لمسها ، فتشير قائلة »‬ مكنش متخيلة أبداً أن المكفوفين هيقدروا يدركوا اللوحة ويستوعبوها بسرعة كدا ، لأن قراية اللوحات عادة بيتطلب تدريبا ، لكن والحمد لله لقيت تفاعل كبير جدا مع اللوحات وفرحة غير طبيعية من الأهالي بعد ما أولادهم عاشوا تجربة جديدة عليهم واللي كانت زي قراية كتاب مفتوح بيعرف كل واحد علي العالم من حواليه »‬.
ومن أكتر التعليقات التي رسخت في ذهن مي هو تأكيد المدرسين أن هذه الطريقة هي مستقبل التعليم للمكفوفين ، موضحين أن إيصال المعلومة للطفل كانت تتطلب التدريب العملي ، فعندما يتعرف علي الشجرة كان علي المدرس وضع يد الطفل علي شجرة حقيقية في فناء المدرسة ، وهو امر صعب بالنسبة لبقية المواد.
وعن توسع عملها تشير مي إلي أنها تمكنت من عمل معارض دولية بكل من الدنمارك والمانيا ولبنان والسعودية ، وتتأهب الآن لمعارض بالمغرب وتونس ، موضحة أن المحافظات المصرية كان علي رأس اهتماماتها ففتحت معارض ببني سويف وفيصل والهرم ، وحالياً تستعد لأسيوط.
أوركسترا الكفيفات.. العزف علي ألحان الأمل
أناملهن تسعد عشاق الموسيقي..واحتفلن ب»‬برايل» علي طريقتهن
بدون الاعتماد علي عصا المايسترو الذي يوجه ويقود الفرقة ، وفي غياب النوتة الموسيقية ، تقف كل فتاة مع آلتها تنتظر سماع طرقتين بالعصا هي إشارة البدء ، لينساب بعدها العزف في أرجاء الفرقة بمختلف المقطوعات الموسيقية الغربية ، ويدخل الجمهور في حالة من الاستمتاع بأداء تلك الفتيات الكفيفات اللاتي شكلن أول أوركسترا فريد من نوعه في العالم تحت مسمي »‬النور والأمل» ، أشاد بها أشهر موسيقي العالم فقال المدير الثقافي لمدينة أثيرا الإسبانية »‬ إنها معجزة ربانية ، لم أشاهد في حياتي الثقافية والفنية مثل هذا التجمع الموسيقي الرائع الذي لم أنساه ولن تنساه مدينة أثيرا أبدا».
البداية
بدأت الأوركسترا أولي خطواتها بمعهد الموسيقي التابع لجمعية »‬النور والأمل» الذي يتولي الفتيات منذ المرحلة الابتدائية حيث يتم تدريبهن علي الموسيقي النظرية وكيفية قراءة النوتة بطريقة برايل ليختار المايسترو الآلة الموسيقية لكل بنت وفق ما تحتاجه الآلة من مواصفات جسمانية ، ويضم الأوركسترا مختلف الآلات الوترية والنفخ الخشبية والنحاسية والإيقاع.
وتقول آمال فكري ، المشرفة علي المعهد الموسيقي إن الأوركسترا زارت ما يزيد علي الثلاثين دولة في انحاء العالم من بينها فرنسا عام 2008 ، حين عزفت الفرقة في مقر اليونيسكو في باريس بمناسبة الذكري الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وتكررت تلك الزيارة في بلدة »‬ كوفري »‬ شرق باريس وهي مسقط رأس لويس برايل مخترع كتابة برايل للمكفوفين ، فعزفت الفرقة أشهر المقطوعات وذلك أثناء الاحتفال بمرور مائتي عام علي ولادة برايل.
نموذج مشرف
حالة من الانسجام تبدو واضحة بين شاهيناز صلاح إحدي عازفات الفرقة وآلة »‬الكونترباص» التي تتقن العزف عليها رغم ضخامة تلك الآلة ، لكن قامتها الطويلة والمسافات الواسعة بين أصابع يديها مكنتها من العزف ببراعة خلال رحلتها مع الفرقة التي بدأت منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما ، وتقول »‬الآلة دي أكثر صديق ليا.. بحبها جدًا ولو نطقت هتقول إنها بتحبني» ، كما أنها تخرج طاقتها السلبية من خلال العزف ، وفاجأ شاهيناز ما لاقته الفرقة من انبهار وتقدير أثناء تقديمهن عرضا موسيقيا باليونان حتي تم دعوتهن للمجئ والعزف مرات أخري ، وتعمل شاهيناز بإحدي شركات الاستثمار العقاري بجانب استكمال دراستها بمعهد الموسيقي الذي أكدت تمكنها من آلة الكونترباص بداخله وتقوم حاليا بتدريب البنات الأصغر في الفرقة وتحلم أن يكبر المعهد ويتطور أكثر.
وتتميز الأوركسترا بعزف المقطوعات الموسيقية الغربية لتخرج للجمهور في تناغم وانسجام واضحين يسبق ذلك مراحل صعبة بدءا من النوتة الموسيقية التي تُكتب بطريقة »‬برايل» ثم يتم عمل نسخة لكل آلة ثم نسخ بعدد عازفات تلك الآلة ، ويتدرب كل شخص داخل الفرقة ويحفظ مقطوعته بمفرده ثم يقوم المايسترو أثناء البروفات الأسبوعية بتداخل هذه المقطوعات مع بعضها ، كما يقوم المايسترو أيضا باعطاء نبذة عن القطعة الموسيقية ومؤلفها ورسالته ومن أي عصر حتي يتثني لهن معرفة طبيعة المقطوعة ومن ثم إيصالها للجمهور.
وكمثيلاتها من عازفات الأوركسترا بدأت شيماء زكريا صاحبة ال34 عاما رحلتها بالمعهد وهي طفلة صغيرة ، ورافقتها آلة »‬الكامنجا» خلال تلك الرحلة التي جعلت الموسيقي تسري في عروقها كما وصفتها ، وتقول بحماس شديد »‬وأنا بعزف كامنجا بحس إني مش علي الأرض بتخلقلي عالم تاني وبعيش فيه» مضيفة ان البروفات ليست فقط أداء وتدريبات بل انهن يستمتعن كثيرا كما يشجعهن المايسترو للاستماع لمختلف المقطوعات لتنمية الذوق الموسيقي لديهن ، تخرجت شيماء من الجمعية والتحقت بكلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية ، وتعمل الآن مدرسة لغة انجليزية للأطفال بالجمعية إلي جانب المشاركة في الأوركسترا ، وأضافت أن أكثر اللحظات المبهجة في حياتها حين أشاد المايسترو الفرنساوي بالفرقة قائلا »‬احنا اتعلمنا منكوا» وقتها شعرت أنها وزميلاتها وصلن لدرجة من الاحترافية لم تستطع أوركسترا مثلهن في أي دولة عربية أو أجنبية الوصول إليها.
تحلم شيماء بأن تزور الأوركسترا كل بلاد العالم ، كما تتمني أن تشارك في خدمة الدولة كقوة ناعمة في مجال تدعيم السياحة كأن يتم إقامة حفلات للأوركسترا بمدينة الغردقة وشرم الشيخ ومنطقة الأهرامات بالإضافة إلي قصور الثقافة والمزارات السياحية الثقافية كالحسين وغيرها.
رئيس الاتحاد المصري لرياضات المكفوفين : أبطال التحدي نماذج شرفونا في مختلف المجالات
فكرة وجود اتحاد لرياضات المكفوفين في مصر ، تعكس مدي الاهتمام بمجال الرياضة الخاص بفئة ذوي الإعاقة البصرية ، فدائما ما يقدم الرياضيون من ذوي الإعاقة مستويات مميزة في المحافل الرياضية الكبري ، وحصد الكثير من الميداليات خاصة في دورة الألعاب البارالمبية التي تعد الحدث الرياضي الأكبر لهذه الفئات ، وفي هذا الحوار نناقش مع د. أحمد عوين ، رئيس الاتحاد المصري والإفريقي للمكفوفين ، وضع رياضات متحدي الإعاقة البصرية ، وما هي الصعوبات والمشاكل التي تواجههم؟
كم يصل عدد المكفوفين في مصر ؟
- لا توجد احصائية دقيقة لكن لا يقل عن 2 مليون شخص.
كيف تري ابرز الخدمات الناجحة المقدمة إليهم.. والانجازات التي حققوها من خلال هذه الامكانيات؟
- هناك العديد من الخدمات الناجحة التي تم توفيرها للمكفوفين ، مثل طباعة الكتب في المراحل الاولي للتعليم بطريقة برايل ، وبعض المكتبات الجامعية التي تقوم بتسجيل المقررات صوتيا.. وهناك كثير من المكفوفين يحملون درجتي ماجيستير ودكتوراه في تخصصات مختلفة ، وبعضهم يتولي مناصب مهمة في الجامعات وبعض المصالح الأخري ، والبعض الآخر يدير مؤسسات من المجتمع المدني التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بنجاح شديد ، بالاضافة إلي تفوق كثير منهم رياضيا علي مستوي بطولات العالم والدورات البارالمبية.
حدثنا عن طبيعة عمل الاتحاد والأنشطة والمسابقات التي ينظمها ؟
- بداية نحن لسنا جمعية كما يعتقد البعض ، بل اتحاد رياضي (الاتحاد المصري لرياضات المكفوفين) يتبع اللجنة الباراليمبية وهي تعادل اللجنة الأوليمبية لألعاب الاتحادات المعاصرة ، ويشرف الاتحاد علي بطولات المكفوفين المحلية والعالمية والبارالمبية في عدد من الألعاب وهي كرة الهدف - كرة القدم - الجودو - رفع الاثقال - السباحة - العاب القوي - تنس الطاولة للمكفوفين (شو داون) ، وجميع هذه الألعاب بارالمبية ما عدا رفع الأثقال ، التي تعد لعبة عالمية تنظم فيها بطولة عالم كل عام ، كما تعد لعبة تنس الطاولة للمكفوفين مازالت تحت التجريب ويتم تنظيم بطولات ودية فيها حتي يتم الاعتراف بها كلعبة باراليمبية.
كم يبلغ عدد الأندية تحت رعاية الاتحاد المصري لرياضات المكفوفين؟
- تبلغ ثلاثة وعشرين ناديا ، أشهرها بطل الدوري نادي غار حراء بالشرقية ، وهو ثاني كأس مصر ، ونادي مبارك بني سويف ، وهو وصيف الدوري وبطل الكأس وهناك أندية شهيرة ، أيضا مثل الشمس بمصر الجديدة ونادي الجياد بالإسكندرية ، ونادي 6 أكتوبر والحرية ببورسعيد بالإضافة إلي أندية المؤسسات العسكرية.
ماذا قدم الاتحاد لرياضات المكفوفين في مصر ؟
- الاتحاد حقق العديد من الانجازات ، منها تأسيس رياضة الجودو للمكفوفين للمرة الاولي في مصر ، وكذلك رياضة رفع الاثقال للمكفوفين ، والحصول علي المركز الثاني في بطولة افريقيا لكرة الهدف اخر بطولتين 2015- 2017 ، بالاضافة للحصول علي المركز الثالث والميدالية البرونزية ببطولة افريقيا لكرة القدم للمكفوفين ، والمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة الهدف بالسويد يونيو 2018 ، وتنظيم بطولة افريقيا لكرة الهدف بمدينة شرم الشيخ اكتوبر 2017 ، والحصول علي حق تنظيم بطولة العالم لرفع الاثقال بمدينة الاقصر نوفمبر 2018 ، والمشاركة في بطولة العالم للجودو بالبرتغال نوڤمبر 2018 ، وحصول منتخب مصر للجودو علي المراكز 5 ، 16 ، 8 ببطولة ماس العالم للجودو بتركيا في شهر أبريل الماضي ، كما ساهمنا في تأسيس الاتحاد الافريقي لرياضات المكفوفين ومقره القاهرة ، ورئيسه وامين الصندوق من مصر في سبتمبر الماضي.
ما هي أبرز المعوقات والمشاكل التي تواجهكم ؟
- قلة الدعم المالي ، وعدم وجود التغطية الإعلامية اللائقة ، بالاضافة إلي غياب رعاة رسميين للاتحاد ، كلها أمور تشكل عائقا أمام عمل الاتحاد نحو تنمية وتطوير رياضات المكفوفين بمصر.
ماذا عن البطولات الدولية التي ستشارك بها مصر بالفترة المقبلة ؟
- نرتبط خلال شهر نوفمبر ببطولة العالم في الجودو بالبرتغال في الفترة من 13 إلي 19 نوفمبر ، ونشارك بها بخمسة لاعبين ولاعبات ، وفي هذه البطولة نتوقع أن يتأهل ثلاثة لاعبين لطوكيو 2020 ، أما الحدث الثاني والأهم بطولة رفع الأثقال ، التي سينظمها الاتحاد المصري للمكفوفين بمدينة الأقصر في الفترة من 10 إلي 18 نوفمبر ، ويشارك فيها 10 دول وهم ( اليابان - أوكرانيا - روسيا - ايران - تركيا - التشيك - كندا - نيجيريا - ليبيا ) بالاضافة لمنتخب مصر ، ومن المتوقع أن نحصل من 8 إلي 10 ميداليات مابين ذهبية وفضية وبرونزية.. ويتكون الفريق المصري لرفع الأثقال من 13 لاعب ولاعبة ، يقيمون حاليا في معسكر مغلق بالمركز الأوليمبي لاعداد الفرق القومية بالمعادي ، ومعهم جهاز فني واداري يتكون من 5 أفراد.
ماهي الرسائل توجهها للمكفوفين المبتعدين عن ممارسة الرياضة خوفا من إعاقتهم ، والمسئولين في مصر ؟
- ندعو المكفوفين إلي ممارسة الرياضة بدون تردد ، ونهيب بالمسؤولين العناية بهذه الفئة بصورة أفضل من الوضع الحالي خلال الفترة المقبلة ، واعطائهم كافة حقوقهم كما وردت بالاتفاقية الدولية للاشخاص ذوي الإعاقة والتي صدقت عليها مصر عام 2008.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.