انتخابات النواب، السفارات المصرية في 18 دولة تفتح أبوابها للتصويت بالدوائر الملغاة    تعليم وأوقاف دمياط تنظمان مبادرة "صحح مفاهيمك" لتعزيز الوعي الديني    كفاكم مراوغة، رسالة نارية من سفير مصر في روما للوفد الإثيوبي بشأن سد النهضة    جامعة قنا تنظم ندوة توعوية عن ظاهرة التحرش    اسعار الحديد اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025 فى محافظة المنيا    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات اليوم    رئيس الوزراء: مصر تتوسع في البرامج التي تستهدف تحقيق الأمن الغذائي    محافظ أسوان يوجه بمواصلة التدخلات السريعة للاستجابة لشكاوى المواطنين    كامل الوزير يوجه بإنشاء محطة شحن بضائع بقوص ضمن القطار السريع لخدمة المنطقة الصناعية    وزيرة التنمية المحلية تعلن انطلاق المرحلة الرابعة من المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة بالدقهلية    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    الأمم المتحدة تؤكد التزامها بالعمل لإنجاح الفترة الانتقالية في سوريا    وزير الإعلام الكمبودى:مقتل وإصابة 14 مدنيا خلال الاشتباكات الحدودية مع تايلاند    القاهرة الإخبارية: قصف مدفعي إسرائيلي متواصل في المناطق الصفراء شرق قطاع غزة    ألونسو مُهدد بالرحيل عن الريال بعد قمة السيتي.. ومفاضلة بين زيدان وكلوب    القومي لذوي الإعاقة يهنئ بطلات الأولمبياد الخاص المصري لفوزهم بكأس العالم للسلة    محمود جهاد يقود وسط الزمالك في لقاء كهرباء الإسماعيلية    العسقلاني: الأهلي فاوضني قبل الرباط الصليبي.. وهذه قيمة الشرط الجزائي في عقدي    ضبط 620 كجم مواد غذائية منتهية الصلاحية خلال حملات رقابية مكثفة بالبحيرة    الأرصاد تحذر من طقس بارد خلال الساعات القادمة: ارتدوا الملابس الشتوية    وزير الزراعة يكشف موعد افتتاح «حديقة الحيوان» النهائي    القبض على سائق لاتهامه بالاصطدام بآخر في الشرقية    ضبط مدير كيان تعليمي وهمي بالجيزة بتهمة النصب والاحتيال على المواطنين    رئيس الأوبرا يهنئ هند أنور بعد فوزها بالمركز الثالث في مهرجان نسيج الفن بالدوحة    فريق طبي بمستشفى فايد بالإسماعيلية ينقذ مصابا بقطع نافذ بالشريان الفخذي خلال 30 دقيقة    الجوهري: العلاقات بين مصر والصين تمثل نموذجاً راسخاً لشراكة استراتيجية شاملة    «ولنا في الخيال حب» يتصدر المنافسة السينمائية... وعمرو يوسف يحتل المركز الثاني    شيرين دعيبس: كل فلسطيني له قصص عائلية تتعلق بالنكبة وهذا سبب تقديمي ل"اللي باقي منك"    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    رئيسة وزراء بريطانيا تؤكد التزام بلادها بدعم أوكرانيا وتؤيد خطة السلام الأمريكية    الصحة تنفي وجود فيروسات جديدة وتؤكد انتظام الوضع الوبائي في مصر    بعد ساعات من التوقف.. إعادة تشغيل الخط الساخن 123 لخدمة الإسعاف بالفيوم    وزارة التعليم: إجراء تحديث على رابط تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية    خدمة اجتماعية بني سويف تحتفل باليوم العالمي للتطوع    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    ملفات إيلون ماسك السوداء… "كتاب جديد" يكشف الوجه الخفي لأخطر رجل في وادي السيليكون    جمهور نيللي كريم يترقب دراما رمضانية مشوقة مع "على قد الحب"    أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" يزورون المتحف المصري الكبير    وزير الثقافة يعلن اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026    القومي للإعاقة: الذكاء الاصطناعي أحد أدوات تعزيز الشمول والدمج المجتمعي    منتخب مصر بالزي الأبيض أمام الأردن غدا    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    علاج 2.245 مواطنًا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    أسعار اليورانيوم تتفجر.. الطاقة النووية تشعل الأسواق العالمية    خبير تحكيمي عن طرد ثنائي ريال مدريد: لم تؤثر على النتيجة.. ولكن    اعرف شروط الترقية لوظيفة كبير معلمين.. أبرزها قضاء 5 سنوات في ممارسة المهنة    وزير الرياضة: إقالة اتحاد السباحة ممكنة بعد القرارات النهائية للنيابة    عيد ميلاد عبلة كامل.. سيدة التمثيل الهادئ التي لا تغيب عن قلوب المصريين    الدفاع الروسية: إسقاط 67 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    التريلر الرسمي للموسم الأخير من مسلسل "The Boys"    لاعب الزمالك السابق: خوان بيزيرا «بتاع لقطة»    وزير الإسكان: سنوفر الحل البديل ل الزمالك بشأن أرضه خلال 3-4 شهور    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس يصارح الشعب نواجه عدواً من داخلنا والمعركة مع الإرهاب مستمرة وحققنا نجاحاً كبيراً
نشر في أخبار الأدب يوم 11 - 10 - 2018


الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء القاء كلمته
تشكيل وعي حقيقي بحجم تحديات الدولة.. قضية أساسية
162 مليار جنيه فاتورة دعم الوقود بعد ارتفاع أسعار البترول
قولوا »برافو»‬ لجيش مصر
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر لم تفقد الإرادة بعد هزيمة 1967 وتم العمل بكل قوة علي إعادة بناء القوات المسلحة.
وأشار الرئيس إلي أن معركة أكتوبر 1973 لم تكن في صالحنا بكل المقاييس إلا أنها كانت معجزة بكل المعايير والحسابات وأن خسائر إسرائيل في هذه المعركة أجبرتها علي قبول السلام.
وقال إن معركة أكتوبر كانت فخراً للجيش المصري القادر علي تكرار الانتصار.
وأضاف الرئيس أن معركتنا مع الإرهاب لم تنته بعد مطالبا المصريين بالفهم والوعي والصبر.
‎وقال الرئيس السيسي -في كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية ال 29 للقوات المسلحة بعنوان »‬أكتوبر.. تواصل الأجيال»، أمس- »‬الحقيقة لم يكن لي كلمة مرتبة اليوم بهذه المناسبة.. وأحدثكم كإنسان وليس كرئيس مصر عن مرحلتين، المرحلة الآن ونعيشها جميعًا، ومرحلة كنا نتحدث عنها».
‎وأضاف الرئيس :»‬أنا من الجيل الذي عاش المرحلتين، وأتذكرهما بدقة شديدة، ولذلك لم أكتب أي شيء، أنا سأتحدث كإنسان عاش المرحلتين»، متابعا قوله »‬يوجد كلام كثير في الفيلمين المعروضين خلال الندوة من القادة الذين تحدثوا، لكن في كلام عندما يقال نحتاج إلي أن نعيشه ونتذوقه».
‎وتابع الرئيس »‬أنا عشت هزيمة 67.. لم أكن كبيرًا وقتها، ولكن أتذكر كل التفاصيل، وأتذكر كل مقال كتب في هذا الوقت، وأتذكر مرارة الهزيمة التي عاشتها مصر وقتها، ونحن نعيش الآن معركة ضد الإرهاب، لكن الفرق بين المعركتين كبير..المعركة الأولي كانت معالمها واضحة، نعرف الخصم والعدو، وكنا نعلم إمكانياتنا بعد الهزيمة، ولم نفقد الإرادة».
الصورة واضحة
‎وأضاف الرئيس: »‬أن الصورة كانت واضحة وتم إعادة بناء الجيش بشكل أو بآخر في إطار الإمكانيات والظروف..والمعادلة الدولية في هذا الوقت لم تكن مثل الآن، بمعني أن الحصول علي سلاح في هذا الوقت كان مختلفًا عن الوقت الحالي».
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إنه في عام 1967، كان هناك معسكران لا نستطيع شراء السلاح الا منهما، وحسب ظروفنا الاقتصادية وحسب توازنات كانت موجودة في هذا الوقت، تم بناء القوات المسلحة».
‎وأضاف السيسي، خلال الندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة: »‬رغم أن الدولة كانت كلها متماسكة وواضحة وكانت تتحرك مع بعضها في هذا الوقت، لكن الرأي العام كان ضاغطا جدا علي القيادة السياسية للتحرك من أجل الحرب».
‎وتابع: »‬في هذا الوقت، لم نكن قد استكملنا استعداداتنا للحرب، وكثير من القادة يتذكرون عامي 1970 و1971».
‎وأكد السيسي: »‬كان الرئيس محمد أنور السادات صاحب قرار مهم يقدره المصريون حتي هذا الوقت، وسوف نذكره وسيذكره التاريخ دائما أنه أخذ هذا القرار رغم أن المقارنة لم تكن في صالح الجيش المصري في هذا الوقت، وكان فرق القوة كبيرا لصالح الخصم، بدءا من الحديث علي قناة السويس كمانع مائي والساتر الترابي لخط بارليف الموجود فيها».
‎وأشار إلي أنه »‬كانت هناك مقالة للكاتب الراحل محمد حسنين هيكل تتحدث عن تحديات العبور، وتتضمن تفاصيل عن قدرة وإمكانيات هذا الساتر وخط بارليف في منع القوات المصرية من العبور، وقال الروس إن هذا الأمر يحتاج إلي قنبلة ذرية لاقتحامه والتعامل معه، ونحن لا نملك القنبلة الذرية، وإن 30 أو 40 ألفًا وقد يصل إلي 50 ألفًا من القوات التي ستعبر القناة ستستشهد نتيجة العبور في ظل هذه الظروف».
أكبر تحد
‎وقال الرئيس السيسي إن: »‬القيادة السياسية في ذلك الوقت كانت مضغوطة جدًا في تقديري نظرًا لعدم اكتمال الصورة في نفوس الناس، وأنا أتصور أن هذا أكبر تحد سيقابل أي قائد في أي وقت، وهو أن الصورة تكون غير مكتملة في عقول كل الناس».
‎وتابع الرئيس السيسي في كلمته: »‬إذا كنت تريد أن تحشد الناس معك فلابد أن يعرف الناس التفاصيل والواقع الحقيقي، فكان طلبة الجامعات في ذلك الوقت يقومون بالمظاهرات لأنهم يريدون أن يحاربوا، فأنا إذا أردت أن أحارب واتخذت قرار الحرب في ذلك الوقت وفشلنا مرة أخري، من كان سيدفع الثمن، الذي قام بالمظاهرة أم الذي اتخذ القرار؟، من كان سيدفع الثمن.. جيش مصر، وشعب مصر، أم الناس التي قامت بالضغط علي القيادة لاتخاذ قرار غير مناسب في وقت غير مناسب، أنا أقول هذا الكلام لأن كثيرا من الأجيال الجديدة لا تعرف ولم تعش ولم تذق واقع الهزيمة التي عاشته مصر عام 1967 وما بعدها، الشعب المصري بأكمله دفع الثمن كما قلنا قبل ذلك كثيرًا، وكانت الناس مضغوطة ومحرومة وتعاني ولا يوجد أمل».
‎وأضاف السيسي »‬كان الشباب يدخلون الجيش وكان في ذلك الوقت تحت السلاح ما لا يقل عن مليون فرد، ولم يكن لديهم أمل أبدًا أنهم من الممكن أن يخرجوا من الجيش إلا بعد انتهاء المعركة، لم يكن لديهم أمل أبدًا في الغد، وهل بعد هذه الحرب وخسائرها المحتملة سنكون قادرين علي أن يكون هناك بناء داخل الدولة يحقق آمال الملايين الذين نتحدث عنهم».
استيعاب الناس
‎وتابع السيسي »‬الذي أريد أن أقوله فيما يخص مرحلة عام 67 والهدف من الذي أقوله كله شيء واحد فقط وهو استيعاب الناس للواقع الحقيقي الذي تقابله الدولة لكي يستطيعوا إنجاح القرار المطلوب».
‎وأضاف الرئيس السيسي »‬دعوني أتحدث عن قرار اللواء المرحوم باقي زكي يوسف في فكرته (الخاصة باستخدام مضخات المياه لفتح ثغرات في خط بارليف) كان من الممكن اعتبار ذلك أمرًا غير منطقي بل ومدعاة لسخرية البعض لإنجاز مهمة تدمير خط بارليف..لكن ما حدث أن الجيش تعامل بجدية مع الفكرة وأخضعها للتجربة بشكل سري والتي أثبتت نجاحها وهو ما يؤكد ضرورة أن نتعامل مع أي فكرة علي أنها تظل بحاجة للتجربة وإخضاعها للواقع الذي يظهر ما إذا كانت صحيحة وواقعية من عدمه».
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إن مهمة القوات المسلحة في حرب أكتوبر 1973 كانت الوصول إلي مسافة تبعد حوالي 20 كيلو مترًا شرق القناة، وتساءل الكثيرون وقتها لماذا لم تكتمل المهمة حتي نصل إلي الحدود، لكننا كدولة ومؤسسات معنية بالأمر لم نكن نستطيع فعل أكثر من ذلك، وكأننا نستحي أن نقول ذلك، وتلك إشكالية كبيرة في بناء فكرنا ووعينا».
‎وأضاف السيسي: »‬من الممكن أن يتساءل البعض عن كوني رئيس جمهورية مصر العربية وأقول هذا الكلام والعالم كله يسمع هذا الحديث، نعم أقوله، حتي أعطي الجيش ما يستحقه من قيمة وتقدير، حيث خاض الحرب بكل بسالة، بل إن بعض رجاله بدأوا باقتحام المواقع حتي قبل وصول الأوامر إليه من فرط حماسهم، فقد كان الجيش علي علم بحجم قدرات الدولة، ولكنه خاض المعركة بكل رجولة وعرَّض نفسه للتضحية والاستشهاد من أجل كرامة الوطن».
الظروف الدولية
‎وتابع: »‬هذا الكلام يجب أن يُدرس ويتعلمه الجميع حتي يعلموا معني الدولة والوطن، وكيف تنهض الدول، وما هي حساباتها، وأنا أتحدث اليوم بعد 50 عاما، ولم يستطع أي شخص أن يفصح عن هذا الكلام بشكل علني وعلمي للجميع في مصر، إن أقصي ما كنا نستطيع فعله آنذاك هو عبور ال20 كيلو مترًا فقط، لأن قدراتنا لم تكن تسمح إلا بذلك، وهنا تكمن مسئولية اتخاذ القرار في ضوء الظروف الدولية وقتها وفي ضوء الفارق الكبير في أسلحة وقدرات الطرف الآخر».
‎وأردف الرئيس السيسي قائلًا: »‬أنا أتحدث مع أفراد الجيش الذين يسمعوني، والرأي العام الذي يعي ما أقول، لم نستطع وقتها أن نفعل ما هو أكثر من ذلك، لأن مقارنة القوات وقتها كانت تفرض ذلك، وقدرات الخصم كانت ضخمة جدا، وبالتالي كانت قدراتنا علي الحصول علي الأسلحة محدودة جدا، في ظل الظروف الصعبة وقتها، وأود أن أقول لا تضع ظروف الواقع الذي نعيشه الآن في مصر والظروف الدولية علي أنها كانت موجودة منذ 50 عامًا أو أكثر، بل كان الوضع مختلفًا تمامًا، ولذلك فإن الجيش في مصر وقرار الحرب والنتائج التي تحققت عليه هي معجزة بكل المعايير والحسابات».
‎وأضاف: »‬رغم كل التحديات التي تحدثت عنها، ورغم شبح الهزيمة والتجربة المريرة في عام 1967، لكن الجيش المصري استطاع أن يأخذ القرار ويشترك في الحرب ويقاتل ويصمد ويحقق أكبر هزيمة للخصم، ولا يمكن أبدا أن يعطيكم أي شخص وقتها الأرض إلا بعد أن يذوق ثمن الحرب الحقيقية، وفي هذا الوقت كانت الخسائر كبيرة، وكانت تلك أهم الأسباب التي دفعت إسرائيل للموافقة علي السلام، فقد كانت الخسائر البشرية الكبيرة التي كانت بالآلاف بين قتيل ومصاب بمثابة أمر لم تكن الأسر الإسرائيلية علي استعداد لتكراره، حيث وصلوا إلي قناعة بأنه إذا كان الجيش المصري قد فعلها مرة، فهو قادر علي فعلها كل مرة».
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن ما حققه المصريون في أكتوبر 73 وما تكبدته إسرائيل وقتها من خسائر عسكرية وبشرية كبيرة جعل الجانب الإسرائيلي قراره الاستراتيجي هو عمل سلام مع مصر، تستعيد الأخيرة بمقتضاه أرضها حتي لا تعاني إسرائيل مرة ثانية مثل هذه الخسائر.
‎وهنا تساءل الرئيس »‬هل هذه الخسائر الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل في المواجهة المصرية تكررت منذ 73 حتي الآن؟.
التضحية بالدم
‎وقال إن مصر وجيشها قد دفعوا ثمنا كبيرا للوصول إلي هذه النتيجة بالإرادة والتخطيط والمخاطرة والتضحية بالدم.
‎وأضاف الرئيس السيسي، أنه يحرص علي الإشارة إلي هذه الخلفية ليؤكد علي أن المعركة لم تنته بعد، فالمعركة مازالت موجودة حاليا، وإن كانت بمفردات مختلفة، لأنه في الحالة الأولي كان العدو والخصم واضحا أما الآن فقد أصبح العدو غير واضح بل أصبح موجودا معنا وبيننا، فقد استطاعوا من خلال الفكر المغلوط أن ينشئوا عدوا بداخلنا يسعي لهدمنا.
‎وقال الرئيس، إن التحدي الذي علينا الانتباه إليه الآن هو ضرورة بناء وعينا الصحيح وهنا فإني أخاطب الجميع بكل مستوياتهم وثقافاتهم أن عليكم إدراك الصورة الكلية للواقع الذي نعيشه ولا ننتبه لأي كلام غير ذلك مهما بدي الكلام مرتبا ومعسولا.
‎وأضاف »‬نحن نسمع كلاما كثيرا جدا ولكن عندما يأتي وقت التنفيذ نجد أن المواضيع تصبح بعيدة جدا علي هذا الكلام، وأنا كثيرا ما سمعت كلاما مرتبا عن واقعنا ومستقبلنا تبين أنه لا يرتكز علي الوقائع والحقائق والعلم».
تشخيص خاطئ
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي »‬أقول دائمًا إن ما حدث في عام 2011 هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ، فقد قدموا للناس صورة مفادها أن الأمور تتغير بمجرد تغيير أشخاص، وكأن هناك عصا سحرية ستحل جميع المسائل وبالطبع هذا غير صحيح.. وأنا أتحدث معكم الآن بكل صدق».
‎واستطرد الرئيس في كلمته: »‬منذ 55 سنة أتابع مصر بدقة بكل تفاصيلها وظروفها بما في ذلك أسباب تعثرها حتي تكون لدي الإرادة لاتخاذ القرار حتي لا نصل إلي طريق مسدود».
‎وأكد الرئيس أن :»‬المعركة لم تنته مع اختلاف الظروف والتفاصيل حيث إن معركة الأمس كان لها شكل محدد وكان العدو فيها واضحًا ومحددًا، والآن المعركة ليست هكذا، فقد اختلفت أدواتها كثيرًا وأصبح العدو بداخلنا وتغير الثمن الذي ندفعه».
‎وتابع: »‬ونحن الآن دخلنا إلي السنة السادسة في معركة مكافحة الإرهاب..وصحيح قد حققنا نجاحًا كبيرًا وتقدمًا كبيرًا في هذه المعركة، لكنها لاتزال مستمرة».
‎وتساءل: »‬هل الصورة الكلية للواقع الموجود في مصر تتطور فعليًا بما يواكب التطورات علي أرض الواقع الذي أتحدث عنه، أم أننا انشغلنا عن ذلك، وغابت جرعات الوعي اللازم عند الكثيرين من القادة والمثقفين لحشد الفهم الصحيح للواقع الحقيقي الذي نعيشه حتي يدرك الجميع أن معركة مكافحة الإرهاب لم تنته بعد».
‎وقال: »‬أنا لا أقول هذا الكلام لاستدعي تخوفكم، ولكني أتحدث كإنسان مثلكم أراد أن يتحدث عن الواقع والحقائق كما هي، وكنت سأقول هذا الكلام حتي وإن لم أكن في مكاني الحالي..ما أريده هو أن أؤكد علي ضرورة أن تكون الصورة الكلية والوعي الحقيقي مصاغة داخل عقول ونفوس المصريين الأسوياء الذين يشكلون الكتلة الصلبة لشعب لمصر هؤلاء هم من أتوجه لهم بالخطاب».
‎ونبَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي ما تمثله مشكلة الزيادة الكبيرة في معدل النمو السكاني من تحدٍ لجهود الدولة لتحقيق التقدم المنشود وهو التحدي الذي لا بد من التعامل معه بالجدية اللازمة، قائلًا: »‬إن تعداد سكان مصر في الخمسينيات من القرن الماضي كان حوالي 20 مليون نسمة، وفي عام 1986 أي بعد 36 عاما أصبح المصريون 50 مليونًا، أما في الوقت الحالي نتحدث عن 100 مليون مواطن، فبعد أن كان العدد يتضاعف كل 35 عاما أصبح يتضاعف كل 30 عاما، وإذا استمر الوضع بهذه الطريقة، لن يكون هناك أمل في تحسن حقيقي لهذا الواقع»، لافتًا إلي أن »‬هناك 22 مليون شخص في مرحلة التعليم، فكيف يتلقون تعليما جيدا ويحصلون علي فرص عمل في ظل ضخ مليون فرد في سوق العمل كل عام».
وعي حقيقي
‎وأضاف الرئيس السيسي- في كلمة ألقاها خلال الندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة: »‬لا بد من توضيح هذه الصورة للناس»، مشيرًا إلي أن له مقدمة يصر علي قولها في كل لقاء مع السادة الوزراء منذ توليه المسؤولية حتي الآن كي ينقلوها لكل العاملين في كافة القطاعات تحت إدارتهم، والهدف منها تشكيل وعي حقيقي بحجم التحدي الذي نعيشه علي أرض الواقع».
‎وتابع: »‬إن ما يتم تحقيقه في الدولة سوف يضيع في حال عدم وجود وعي لدي المصريين في الجيش والشرطة وأجهزة الدولة والجامعات، وعلي الرأي العام في مصر أن يحافظ عليه».
‎واستطرد الرئيس السيسي قائلًا: »‬إن حرب أكتوبر المجيدة 1973 هي معركة عظيمة ورائعة، ورجالها موجودون معنا، ولهم مني كل التقدير والتحية والاحترام علي ما بذلوه».
‎وأضاف: »‬في ذلك الوقت، لم تكن أجهزة التليفزيون منتشرة، وأثناء السير في الشارع بمجرد أن نسمع الموسيقي الخاصة بالبيانات العسكرية التي تبثها أجهزة الراديو، تري أن كل المصريين يقفون لسماع بيان القيادة العامة للقوات المسلحة بشأن الحرب في أثناء حرب الاستنزاف وحتي في أصعب أوقات الهزيمة، منتظرين شمعة أمل من خلال البطولات التي تم تقديمها في معارك رأس العش والجزيرة الخضراء وشدوان وإيلات وبناء حائط الصواريخ وغيرها».
‎وتابع الرئيس السيسي: »‬لقد عاش الشعب كل هذا الأمر، ورغم أن فرق القوة كان كبيرًا بين ما لدينا وما لدي الطرف الآخر في الإمكانيات العسكرية، وهذا لا يعيب جيش مصر، وهذا الأمر لا بد أن نقوله لكي نبني منطقا وموضوعية وعلما حقيقيا لدي المستمع، فلا بد أن نخاطب الناس دائما بالحقيقة وبالعلم وبالموضوعية، إلا أننا انتصرنا، وهذه كانت المعجزة والشرف والنصر، وهو ما كان تجسيدا لدقة ومسئولية القرار».
‎وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مرة أخري في مداخلته أمام الندوة، علي ضرورة أن يتذكر المصريون جميعا أن المعركة لم تنته، وإن كانت الأدوات والوسائل قد تغيرت، وقال إنه يوجه هذا الكلام للجيش والشرطة وأجهزة الدولة، والجامعة و الشباب بمصر، أسألهم هل سنتخلي عن مصر أم سنقف معها؟ حتي وإن تحملنا الصعاب، معيدا إلي الذاكرة ما تحمله المصريون من صعوبات أكثر شدة منذ هزيمة 67 وحتي تحقيق النصر، علما بأن معظم من كانوا في هذا الجيل لم يأخذ شيئا لنفسه.
نبني ونعمر
‎وخاطب الرئيس السيسي، أبناء الشعب قائلا إنه »‬مثلما حافظ الجيل السابق علي مصرنا الغالية فعليكم أن تحافظوا عليها، وكل المطلوب هو الفهم الصحيح لحقيقة الأمور والتحلي بالصبر، وأن نستمر في أن نبني ونعمر مهما كانت الصعوبات، وعلينا أن نقرأ ونتعلم كثيرا عما تعنيه كلمة دولة بمطالبها وتحدياتها، ولا نختزل الأمر في مجرد مطالب شخصية حتي لا تتعرض البلد لأي انهيار بفعل شائعات كاذبة وتحليلات زائفة، وفوضي في التقديرات خاصة أن هناك من يتحدثون بكلام مرسل غير مستند علي أي واقع حقيقي، وعلينا ألا ننسي أننا في بلد يزيد عدد سكانه علي 100 مليون وموازنته المالية محدودة للوفاء باحتياجاتهم وتطلعاتهم.
‎وقال الرئيس إن هذه هي ظروفنا الاقتصادية وليس أمامنا إلا العمل الجاد والصبر، مشيرا إلي أنه علي سبيل المثال فقد استجدت أعباء إضافية علي الموازنة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار البترول الذي وصل إلي 85 دولارا للبرميل بعد أن كان نصف هذا الثمن في بداية العام.
‎وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن »‬المشاكل الموجودة علي الساحة الآن لن تُحل إلا بإرادة المصريين والعمل الجاد والصبر، لأنه بدون ذلك سنكون قد خدعناكم ونقول كلامًا غير حقيقي»، قائلًا: »‬من الممكن أن تسألوني: أنت وعدتنا بحلول 30 يونيو 2020 أنك سوف ترينا بفضل الله دولة أخري، وأنا أقول إن شاء الله سيحدث». ووجه الرئيس السيسي حديثه لوزير الكهرباء محمد شاكر، قائلًا: »‬من فضلك يا دكتور ممكن تُطلِع المصريين علي تكلفة الوقود للمحطات وما تتحمله الدولة من دعم إضافي نتيجة للارتفاع الكبير الذي طرأ علي أسعار البترول عالميًا في الآونة الأخيرة».
‎ورد وزير الكهرباء قائلًا: »‬نحتاج هذا العام 90 مليار جنيه لدعم الوقود، في حين تصل تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية حاليًا (كيلو وات/ساعة) في ضوء أسعار البترول المرتفعة إلي حوالي 104 قروش لكل مليون وحدة حرارية، وهو ما يعني ارتفاع الفرق بين التكلفة الحقيقية وسعر البيع في المتوسط إلي حوالي 37 مليار جنيه، تُضاف إليها حوالي 40 مليار جنيه أخري إذا ما ارتفع سعر الغاز الطبيعي كنتيجة لارتفاع البترول، وهذا يعني ارتفاع مقدار العجز ما بين الأموال التي نحصلها علي ما نصرفها بالفعل من وقود لتصل لحوالي 77 مليار جنيه».
‎عقب ذلك، علق الرئيس السيسي قائلًا: »‬أنا فقط أحببت أن أسمعكم أن هذا الرقم الكبير هو لقطاع الكهرباء فقط، وفيما يتعلق بأسعار البترول ومشتقاته التي اضطررنا لرفعها أكثر من مرة، فقد أبلغني وزير البترول أمس أن الارتفاع الحالي في أسعار البترول عالميًا سيعني ارتفاع قيمة الدعم للوقود لتصل إلي 125 مليار جنيه»، وتساءل الرئيس: »‬من أين ستوفر مصر هذا المبلغ الإضافي الكبير؟ هل ستتركوني وحدي؟ أوعوا تكونوا فاكرين أني عايز أغلي أسعار الأشياء، لا لا لا، إنما أنا عايز أقول لكم إن البلد ماشية في ظل ظروف صعبة».
‎ووجه الرئيس السيسي حديثه لوزير البترول طارق الملا، متسائلا: »‬كم سعر السولار حاليا؟»، فأجاب الوزير قائلا: »‬إن اللتر تخطي ال9 جنيهات ونحن نبيعه ب5.5 جنيه».
الإرادة الإلهية
‎وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إن الله سبحانه وتعالي نجا مصر في عام 2011»، مشيرا إلي أن »‬السنوات الماضية لم يكن الجيش ولا الشرطة هو من أنقذ مصر، بل هي الإرادة الإلهية أنقذتها من الانهيار».
‎وأضاف: »‬أود أن أقول لكل مصري لا يشعر بأن مصر تقدم له شيئا، أنت تتحدث تقريبا في 50% من ثمن السولار، ما يعني أن كل سيارة نقل تستخدم السولار تستهلك الوقود بنصف ثمنه، فمن يعطيه النصف الآخر؟ ليس أنا، بل أنتم، وبالمناسبة من سيتحمل ثمن البُعد والأسعار الواقعية هو أنتم ومستقبل البلاد»، متابعا: »‬إذا كنا سنظل مكبلين بالدعم لأي سلعة في مصر، لن تحقق الدولة الأهداف التي يتمناها شعبها، ولا يوجد أحد في العالم المتقدم الذي تقارنوننا به يفعل ما نفعله». وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: »‬إن هذه الأيام التي نحتفل فيها بذكري انتصارات أكتوبر المجيدة هي بفضل الله أيام جميلة وهذه الاحتفالات هي احتفالات عظيمة تستدعي ذكريات رائعة لشعب عظيم وجيش عظيم ومؤسسات دولة كلها تكاتفت في ذلك الوقت لتهيئ الدولة لظروف اقتصاد الحرب من أول الوزارات المختلفة إلي القوات المسلحة، فقد كان الكل له دوره في إعداد الدولة للحرب».
‎وأضاف السيسي: »‬أحببت أن أقول لكم مرة أخري مخاطبا كل المصريين بمن فيهم قادة الجيش، لو سمحتم أنزلوا تحدثوا مع مرؤوسيكم وزملائكم، لكن علي كل قائد في أي مستوي قبل أن يتحدث أن يكون قد شكَّل فهما صحيحا ووعيا حقيقيا بالأمور، بحيث لا يكون ما يقوله رأيا شخصيا، ولكن يكون مبنيا علي حقائق الصورة الكلية والواقع الفعلي، ليفهم الجميع حقيقة الواقع الذي نعيشه والذي يحتاج منا أن نكون دائما متماسكين، وأن نعي ونفهم طبيعة المعركة التي نخوضها، بحيث ندرك أن العدو قد غيَّر أشكاله وأصبح بداخلنا ومنا».
‎وفي ختام كلمته خلال الندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة: قال الرئيس السيسي: »‬كل سنة وأنتم طيبين، ربنا معكم، وموعدنا يوم 30 يونيو القادم إن شاء الله تشوفوا إيه الحكاية».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.