كرس »حسين فوزي»شبابه في خدمة العلم دارسا وباحثا وأستاذا وعميدا ومديرا للجامعة، في سنوات نضجه مع تفرغه الكامل لخدمة الثقافة والأدب، عمل رئيسا لتحرير مجلة المجلة في الخمسينيات، وكان أول وكيل لوزارة الثقافة، في أول وزارة متخصصة معنية بأمور الثقافة، فوضع الأساس العلمي للعمل الثقافي، وإليه يرجع الفضل في إنشاء المعاهد العلمية المتخصصة لدراسة الفنون، وكانت معاهد الكونسيرفتوار والباليه والسينما من أفكاره، وكان أول مدير لتلك الأكاديمية. كما أسس إذاعة البرنامج الثاني/ الثقافي الآن، بمبادرة من الإذاعي »سعد لبيب» علي ما أعتقد. كان كما وضح صبري حافظ: »من المؤمنين بأرستوقراطية الثقافة وبضرورة الحفاظ علي مستواها الرفيع وحمايتها من الابتذال التجاري ومن عبث الذين يسيئون إليها بالتبسيط والتسطيح، لهذا كانت دعوته إلي تقنين الفنون وهي الدعوة التي انبثقت عنها أكاديمية الفنون كمؤسسة علمية تحفظ لتلك الفنون الجميلة والجديدة علي البيئة العربية جلالها وحرمتها». قام حسين فوزي بتحقيق أمهات الكتب في الموسيقي في التراث العربي مثل كتاب:الموسيقي الكبير عن الفارابي، وألف كتابين :الموسيقي السيمفونية وبيتهوفن، وله دراسة عن الموسيقي الأوربية من اليونان حتي القرن السادس عشر، نشرها في محيط الفنون الجزء الثاني المخصص للموسيقي، كما راجع عدة كتب مترجمة منها: الموسيقي والحضارة تأليف: هوجولايختنتريت ترجمة د.أحمد حمدي محمود، الفيلسوف وفن الموسيقي تأليف جوليوس بور تنوي ترجمة د.فؤاد زكريا، إلي جانب مئات الحلقات عن الموسيقي الكلاسيكية تصل إلي أكثر من ألف حلقة أذيعت في برنامج »شرح وتحليل» الذي استمر بعد وفاته. ولد ورحل بالقاهرة »11 يولية 1900 20 أغسطس 1988»، ولد علي مرمي حجر من المشهد الحسيني وسمّي باسمه، عاش طفولته وصباه بين باب الشعرية والخليج المصري، منها أخذ روح الشعبية و التسامح. كان تاريخ مولده علي مشارف قرن جديد، فكانت مسيرته صنو مسيرة وطنه المتطلع الي الاستقلال والتقدم والحرية، تفوقه في مجال العلوم ودراساته المتفردة في عالم البحار ربما كانت وسيلته لمقاومة المحتل، وبعد تحرير مصر عمل تحرير ذوق ووجدان المصريين وانشغل ببناء الإنسان وتنمية مواهبه .. حصل علي بكالوريوس الطب، ثم ليسانس العلوم من جامعة السربون، ودبلوم الدراسات العليا للأحياء المائية من جامعة تولوز ، وبدأ كتابته للصحافة ودراسات لعالم البحار منذ عام 1923 ، من كتبه: سندباد في رحلة الحياة ،سندباد إلي الغرب، سندباد في سيارة وقلوب للبيع، وحصل علي جائزة الدولة التقديرية عام 1965 ، وانتخب رئيسا للمجمع العلمي المصري عام 1968 . بدأ حياته العملية طبيبا للعيون في مستشفي الرمد بطنطا بين عامي 1923: 1934، أكسبه هذا العمل الدقة المتناهية وعلمه القدرة الواضحة علي التنظيم والتخطيط ، إلا أنه لم يجد نفسه القلقة، فأنهي حيرته وقطع صلته بطب العيون، وانطلق ليلحق ببعثة أعلنت عنها الحكومة المصرية لدراسة علم الأحياء في المحيطات والبحار الواسعة، وسافر حسين فوزي إلي فرنسا واستمر فيها بين عامي 1925: 1931، وكعادة المفكرين المصريين الذين ذهبوا إلي فرنسا، نازع »فوزي» رغبته في دراسة العلم وشغفه بالفن والموسيقي وآفاق الثقافة الأوربية ورحابتها، وروي ظمأه بالموسيقي الكلاسيكية ودراسة علوم البحار، وعاد الي مصر وعين مديرا لمعهد الأحياء المائية الذي أنشأه وجاب بحار العالم ومحيطاته، وأستاذا في كلية العلوم في جامعة فؤاد الأول، في عام 1942عين كأول عميد لكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وفي عام 1945 أصبح مديرا للجامعة. في نهاية كتابه »حكايات السندباد القديم» الطبعة الثانية عام 2001 وهو نسخة مصورة من الطبعة الأولي للكتاب الصادر عام 1942، قائمة بأعمال »حسين فوزي» أغلبها حتي ذلك الوقت : إما تقارير رسمية علمية مثل: تقرير المصايد المصرية لسنوات 1931، 1933، 1934، 1935، وتقرير رحلة الباخرة إلي المحيط الهندي نشر في كتاب تذكاري بالقاهرة عام 1939، أو محاضرات مثل: البحار وأحياؤها وقيمة دراستها للعمران القاهرة 1939، وتربية الأسماك وقيمتها للمهندس الزراعي القاهرة 1942، أو في أبحاث علمية مثل : قناة السويس وأثرها الهيدروغرافي والبيولوجي في الوصل بين مياه البحرين المتوسط والأحمر، المجمع المصري للثقافة العلمية/ المجلد السادس مؤتمر 1936، بعض النتائج العلمية لبعثة السيرجون موري/المجلد العاشر مؤتمر 1936، إلي جانب عشرات الأبحاث باللغة الفرنسية عن مسح البحيرات والشواطيء المصرية والعالمية التي لم تترجم وتنشر بلغة مؤلفها، وكل الجهود السابقة لم يعاد نشرها أو تجمع لا في حياة الرجل ولا بعد موته. قطعت الحرب العالمية الثانية رحلات السندباد »حسين فوزي» واهتمامه بالبحار ودراسة أحيائها، لم يبق للسندباد إلا أن يجوب بطون الكتب وصفحات التاريخ وبحور الموسيقي الكلاسيكية، ويجد ضالته في الاهتمام بالأدب والثقافة، وبل يكون أحد ركائزها الأساسية وأحد بناة نبتتها الأولي في الفن الرفيع، كان منهجه الذي يؤمن به هو: البحث في الانسان، بحث عن الوحدة وراء التنوع، كما أسماها صديقه د.محمد كامل حسين وحدة المعرفة، الرابطة الحقة بين كل الأنشطة التي مارسها الانسان، العلم نشاط إنساني يمكن أن يعشقه الانسان ويتفاني في عشقه وبزوغ الحقيقة العلمية في عقل عالم مضني ببحثه لايقل في روعته وقدرته علي الامتاع من انبثاق الإلهام عند الفنان، كان حسين فوزي يشغله التنمية البشرية وبناء الانسان، كذلك هو لا يؤمن بالتكنولوجيا إذ يقول: »ما هذه التكنولوجيا التي ألهوها وجعلوها مفتاحا سحريا لكل المشاكل، ياسيدي بأموالك تسطيع أن تشتري ماشئت من أفانين التكنولوجيا، ولكنك لن تستطيع أن تشتري عملية التفكير أو رهافة الذوق الذي يخلقه الفن الرفيع عند متلقيه». كتاب »حديث السندباد القديم» رحلة خيالية في الزمان والمكان، بقدر ما كان »سندباد عصري» رحلة واقعية، وهو يعود بخياله إلي المحيط الهندي لا كما عرفه منذ عشر سنوات، بل كما عرفه البحارة العرب مابين القرن التاسع عشر والقرن الرابع عشر، قبل عصر الاكتشافات البحرية الكبري التي بدأت بوصول »بارتولوميو دياز» إلي رأس الأعاصير والطريق الحيوي من القارة الأفريقية، ثم اقتحام فاسكو داجاما بحر الهند ويباشر بدورانه حول رأس الرجاء الصالح، أتبعت برحلة كولومبوس إلي العالم الجديد وهو يحسب أنه يسلك طريقا غريبا إلي الهند وبلاد الذهب، ويقال أن »شهاب الدين بن ماجد النجدي» كان دليل فاسكوداجاما في رحلته من ماليندي علي الشاطيء الشرقي للقارة الأفريقية إلي فليفوط علي الشاطيء الغربي لشبه جزيرة الهندية. أن حكايته التي انطلقت إلي الخيال، وكان دليله ذلك الرحالة العظيم الذي أخرجته للناس مخيلة كاتب عربي مجهول، يعزي إليه أو كل من كتاب »ألف ليلة وليلة»، رأي »حسين فوزي» قصة السندباد جديرة بالعناية والفحص، ورأي في ثناياها معارف إيجابية تواردت علي ألسنة الرحالة العرب، كماخرج »حسين فوزي» من مطالعة عابرة في كتابي: عجائب المخلوقات »للمقزويني»، و»مروج الذهب» للمسعودي، بأن ثمة معارف بحرية في كتب العرب في حاجة للمراجعة علي أساس ما حققه علم البحار. وانطوت نفسه علي أمنية وهي فحص تلك الكتب لتحديد مركزها في تطور الجغرافيا وللتعرف علي ماتصفه من أحياء مائية وظواهر بحرية وجوية ومواضع من البحر، وأتته الفرصة حين تردي العالم في حربه العالمية الثانية التي وقفت عقبة في طريق أسفاره البحرية ومتابعة بحوثها، وكان السفر بالبحر هو وسيلته الأساسية للاستقصاء، بقدر ما هو هوايته ورغبته الملحة نحو المعرفة، وتحولت إلي أزمة في الحاضر، كما يقول: هروبا الي الأزمنة الغابرة والأمكنة النائية، كان السندباد معلمه البحري الأول وترياقه للخروج من أزمته، أنه يرجع من رحلته الخيالية إلي القرون الوسطي، ويعود به إلي طفولته، حين عرف البحار أول ماعرف قصة السندباد البحري وكتاب »عجائب الهند». يصف الناقد صبري حافظ كتابه »حكايات السندباد القديم»: »استطاع حسين فوزي أن يتعامل مع كنوز الكتب والموسوعات العربية الكبيرة بأسلوب عالم الآثار الذي ينقب في طبقات الوعي المعرفي ليكشف لنا عن أركيولوجيا العقل العربي في تعاملها مع العالم الخارجي جغرافيا وإحيائيا من ناحية، ومن أركيولوجيا الخيال العربي في إحالتها كل تلك المكتسبات المعرفية والانجازات الإبداعية إلي عمل أدبي عظيم من ناحية أخري، فليس كتابه دراسة جافة لهذه الكتب الزاخرة بالمعارف، إنما هو عمل علمي أقرب ما يكون إلي الإبداع الخلاق الذي يعيد فيه تأسيس مفردات الأسطورة العربية علي أساس معرفي راسخ». حين عاد »حسين فوزي»واقعيا إلي بومباي ومدراس ونيودلهي وأجرا وبناس عام 1970، وكان قد زار هذه الأماكن في شبابه عام 1933، وكان قاسيا علي الهندوسية، إذ كره تمسكهم بالنظم التي ضربها البراهمة قيودا وأصفادا علي الشعب الهندوسي، كان في رحلة الشيخوخة كما أسماها، وقد رأي الهند وكانت بريطانيا تعتبرها درة لامبراطوريتها الاستعمارية، المرة الثانية التي وطأت قدم »فوزي» أرض الهند، فرأي شعبا رافع الرأس، رمي الأستكانة بعيداً ونجح في طرح نير الاستعمار وانزاحت عن كاهله آلام كانت مسيطرة علي أقداره منذ زوال دولة المغول، واحتفظت الهند بعلاقات ودية مع مستعمريها السابقين. ورأي في كتابه »سندباد عصري يعود إلي الهند» عالما غير العالم الذي شاهده من قبل، رأي الهند كما يقول: »الديمقراطية الحقة في مراتعها ومغانيها، واستطاعت غداة استقلالها أن تكسب شيئا لايقدر بثمن وهو حرية الرأي وحرية العقائد وسيادة القانون»، كان لحسين فوزي تعريف بسيط لا لبس فيه حول مفهوم الحضارة، بأنها هي حرية التعبير قبل أن تكون شيئاً آخر، والحرية أغلي وأعلي ما يملكه الانسان وهي أيضا عنده : كل قانون يحمي الانسان ومعتقداته. كتابه الأهم »سندباد مصري» هو قراءة لعاشق لمصر للتاريخ في آن واحد، التاريخ عنده مصهور في وجدانه، هو يفتتح كتابه بواقعة غزو سليم العثماني مصر، بعد مقتل السلطان الغوري في معركة مرج دابق وإعدام طوماي بأي علي باب زويلة، وقتل العثمانيين لجرحي والأسري وإهانة المصريين، بل وتعدي سرقة تراث مصر وإفراغها من العلماء والفنانين والتجار وأهل الحرف والصنايع الذبن خرجوا في ركاب سليم العثماني. حسين فوزي آلمه ماحدث لمصر علي يد العثماييين، في رأيه: أن مصر لم تفتح عنوة، منذ فتحها عمرو بن العاص، غزو يشبهه بالعزو الذي أصاب مصر بظلام تاريخي يشبه بما أصاب مصر من عزو الهكسوس، غزوة تختصر ألف عام في خطوة، قبل ميلاد السيد المسيح. يؤكد الكتاب علي قدرة كاتبه علي فهم روح الطبقات الشعبية الكادحة، وهو لا ينخدع كثيرا، من كلام المؤرخين أو الرحالة الذين يصفون حاكما ما علي أنه المعيار الوحيد لكفاءته ووطنيته، وكأنه يقرأ الآن عقلية المواطن البسيط، ويضع دستورا مفاده :ينهض حكم الشعب علي مقدار ما يحصل عليه من غذاء وكساء، عما اذا كان الحاكم ييسر أموره، فيتعلق به ويؤازره، أو لا ييسرها فيكرهونه، وينحي عليه باللأئمة، هذا سبيل لا يمكن الطعن فية بالتحيز أو قصر النظر، فمن العبث أن يتحدث الحكام الي الشعوب بألفاظ عزة الوطن أو محنته، فإن تشجيع التجارة والفنون والصناعات يقتضي هذا أو ذاك من التضحيات، لأن لقمة العيش يحب أن تسبق كل شيء. يوجز منهجه في كتابة »سندباد مصري»:كانت المشكلة عندي هي كيف أقيم بناءه، لم يكن هدفي بطيبعة الحال أن أضيف كتابا لما كتب في تاريخ مصر، ولكنني كنت أتمني أن أنجح في كتابة ملحمة للشعب المصري، فإذا هو في أكثر من موضع مرثية طويلة لما عاناه علي مدي الأزمان، وإذا بي وأنا أؤكد قوة هذا الشعب علي المقاومة والصراع والبقاء وأشير إلي ماأداه من خدمات للحضارة...» . هذا الرجل المتوهج بحب مصر، وفي زمرة الحماس والدعاية، بعد توقيع معاهدة »كامب ديفيد» زار اسرائيل مرتين الأولي في ديسمبر 1979 والثانية في ابريل 1980، وألقي محاضرات في جامعاتها وتقبل الدكتوراة الفخرية من جامعة تل أبيب، رغم ذلك، بقي الرجل في قلب وعقول أبناء وطنه العاشق لمصر والمتفرد بحبها، يفسر لنا هذا الموقف الناقد الراحل فاروق عبد القادر: »لم يكن بذلك يلتمس رضا أصحاب الحل والعقد، الذين لم يتوقفوا لحظة عن الحث علي التطبيع وإزالة الحاجز النفسي، ولا كان يبغي تحقيق مصلحة عابرة شأن الكثيرين ممن فعلوا، لكنه الرجل مخلصا، كل الأخلاص، لاقتناعاته الرئيسة التي شكلت أسس تكوينه الفكري وأهمها، في هذا السياق، الإيمان التام والمطلق، الذي لا يأتيه الباطل من أي مكان بصحة النموذج الحضاري الغربي وسلامته، بأنه النموذج الذي يتعين احتذاؤه، اذا شئنا أن يكون لنا مكان تحت الشمس، ماأيسر أن يؤدي مثل هذا الإيمان المطلق إلي إسرائيل، وهي التي قامت دعامتها منذ بدء البدء علي إنها طليعة تلك الحضارة، وواحتها المتقدمة في صحراء العرب والشرق والتخلف». ويمضي الناقد الوطني »فاروق عبد القادر» الذي فقدته الحياة الثقافية العربية في تفسير موقف السندباد: “أن فوزي كان عاشقا مخلصا لمصر، لكنها مصر المكتفية بذاتها، المكتملة كالجوهرة” أو بعبارة أخري »كان يحمل مصر، وحدها، في قلبه، لم يتسع ليحتويها من حيث هي قلب العالم العربي، وواسطة عقده ورائدته قائدته الي الصلاح أو الفساد، لم يكن الرجل بدعا في هذا، كثيرون من مثقفي جيله الكبار كانوا كذلك، يشاركونه الإقتناع بتكامل مصر واكتفائها، وأن توجهت للخارج، فإنما نحو الغرب عبر المتوسط» إن كتب الرجل، رغم قلتها، رغم ما كتب عنه ويكتب، لم يدرس جيدا، خاصة كتابه »سندباد مصري» التي تضمنت أراءه، ربما كانت صادمة أو قاسية في تفسيره للتاريخ المصري، أو رأيه في انعزال مصر عن محيطها العربي والأسلامي، أو دور الرجل ذاته في الحياة العامة، رغم كونه مثقفا من طراز نادر انغمس في الحياة العامة بكل قوة وعنفوان وإخلاص ويقين أصحاب الرسالات، وساهم في خلق جيل أكاديمي يجمع بين الموهبة والدراسة، وساهمت هذه الأجيال في رسم صورة ثقافية كادت بها مصر ان يخطو خطوة واثقة نحو المستقبل. بعد ثلاثين عاما علي رحيل الرجل ما زلنا نشعر بفداحة فقده، عشرات الرجال الذين احتلوا مكانه في السلم الوظيفي، لم يرتقوا إلي ما وصل إليه من علم وثقافة ورؤية واضحة وصحيحة ، ربما كان العهد، عهد التنمية البشرية الشاملة في مقدمتها الفنون الراقية. والأخذ بأيدي المحرومين والبسطاء وجعلهم علي مستوي من التذوق الفنون الراقية وبل وممارسة الإبداع، وهو الجيل الذي بدأ مع مطلع الستينات ومازالو يقدمون إبدعاتهم وشكلوا وجه مصر الثقافي، من حقه علينا بعد رحيله أن تجمع أعماله وتنشر كاملة لتكون في يد الأجيال الجديدة التي نشأت ولا يعرف الرجل حق المعرفة.