»عيار ناري» انطلق في الجونة ومعه بدأت حالة من الجدل ؛ وطرحت العديد من التساؤلات اهمها : هل الفيلم يقوم بشيطنة ثورة يناير ؟ ام انه مجرد وجهة نظر اخري فيما جري من احداث خلال الثورة ؟ الينايرجية اتهموا الفيلم بشيطنة الثورة والثوار؛ وآخرون رأوا انه ينحاز لوجهة نظر الداخلية في قضية مقتل الثوار خلال الاحداث الكثيرة التي حدثت خلال الثورة ؛ وفتح »الينايرجية» النار علي صناع الفيلم ووجهوا لهم الاتهامات؛ رغم ان ألف باء الحرية والتي كانت شعار ثورة يناير ان الاختلاف في الرأي وتعدده هو أعلي معاني الحرية ؛ ولكنهم علي ما يبدو يريدون حرية علي مقاسهم ؛ احداث فيلم »عيار ناري» الذي كتبه الكاتب الشاب هيثم دبور واخراج كريم الشناوي تنطلق من خلال إحدي المصادمات التي شهدتها ثورة يناير بين المتظاهرين وقوات الأمن، لتسفر نتيجة هذا اليوم الدامي عن استشهاد سبعة من المتظاهرين يتم نقلهم للمشرحة ؛ وتحدث الازمة حول تقرير كتبه الطبيب الشرعي ياسين المانسترلي »أحمد الفيشاوي» يذكر فيه أن أحد المتظاهرين المتوفين »أحمد مالك» قد قُتل بعيار ناري من مسافة قريبة وليس من مسافة بعيدة مثل السبعة الآخرين الذين وصلوا الي نفس المشرحة في تلك الليلة، ويتم تسريب هذا التقرير عن طريق احد موظفي المشرحة لصحفية تعمل في جريدة الايام »روبي» وهنا تحدث الازمة ويثور شقيق المتوفي واهله ويتهمون الطب الشرعي بأنهم يبرئون الداخلية من تهمة قتل المتظاهرين ؛ لذلك تضطر مديرة الطب الشرعي لتزوير التقرير فيدخل البطل في صدام معها فتوقفه عن العمل فيخوض ياسين رحلته لتقصّي الحقيقة وراء مقتل الشاب، فيكتشف أن الثورة صارت احتيالا يغري أسرة قتيل بابتزاز الحكومة لنيل المقابل، ويتواطأون مع أهل الحي علي أن ابنهم »الشهيد» قتل برصاص القناصة وبعد مغامرات بوليسية يثبت الطبيب أن الشاب قتل قبل المظاهرة وان من قتله هو شقيقه. يمكن تصنيف العمل كفيلم تحقيق بوليسي بامتياز، وهوفيلم مهم جيد الصنع، كثير من عناصره متميزة وعلي رأسها مخرجه الواعد، كريم الشناوي؛ والمباراة التمثيلية التي لعبها احمد الفيشاوي ومحمد ممدوح تفوقا فيها بامتياز ؛ ولا يعيب الفيلم ان يقدم وجهة نظر مختلفة لما يُؤْمِن به الآخرون ؛ وإن كانت هناك احداث حدثت في الثورة تشبه الي حد ما احداث الفيلم فلا يمكن ان ننسي ما اثير حول مقتل شيخ الثوار »الشيخ عماد عفت» والسيدة التي قتلت زوجها نائب مدير احد البنوك بمعرفة عشيقها وذكرت اثناء التحقيق معها انه قتل في احداث ماسبيرو.