شاهدت علي احدي القنوات مذيعة تستضيف شابا صغيرا قدمته لنا باعتباره مخترعاً جديداً من ماسورة المخترعين الأطفال التي انفجرت هذه الأيام. الشاب قال إنه توصل لاختراع جهاز يستطيع من خلاله التواصل مع الحيوانات ومعرفة لغتها. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن الجهاز يمكنه من معرفة ماذا يقول له الحيوان إذا سأله أي سؤال. والحمد لله أن الشاب لم يدع وجود صلة قرابة بسيدنا سليمان مثلا كما أنه لم يجر تجاربه علي النمل حتي لا يضع نفسه في مقارنة مع أحد ولكنه كما قال للمذيعة اختار أن يبدأ تجربته علي القطط ولما سألته المذيعة عن النتيجة قال بجرأة غريبة: طبعا ناجحة مليون في الميه وإلا ما كان له أن يكون ضيفا عليها في برنامجها فطلبت منه دليلاً علي نجاح جهازه فقدم لنا الدليل أنه وجد مرة قطة في الشارع فقام بسرعة بتجهيز الجهاز وهو علي ما يبدو مزود بخاصية تستطيع كشف نوع الحيوان سواء ذكرا أو أنثي بدون سونار ثم وضعه علي وجهه (أي وجه المخترع وليس وجه القطة) وقام بتوبيخ القطة قائلاً لها: امشي من هنا أيتها القطة فجاء الرد المذهل من القطة وهو ما يثبت نجاحا كبيرا للجهاز حيث قالت القطة للمخترع بعد أن لفت ودارت حول نفسها عدة لفات: نياو(!!) وهنا لم تستطع المذيعة أن تصبر أكثر من ذلك فقالت للشاب: ولكن أي أحد من الناس حتي لو لم يكن مخترعا عبقريا مثلك لو قابل قطا في الشارع وقام بهشه دون حتي أن يكلمه سيكون الرد الطبيعي من القط نياو وربما نياو نياو وليس نياو واحدة!. لم يستسلم المخترع العبقري لما قامت به المذيعة من قصف جبهته فقال لها إنه أجري تجربة أخري من خلال جهازه الذي يعمل عن طريق الطاقة الكهرومغناطيسية فقابل قطا آخر علي ناصية احد الشوارع فقام بسرعة بارتداء الجهاز علي وجهه وفي هذه المرة لم يقل له امشِ من هنا أيها القط ولكنه قام بتغيير استراتيجي تكتيكي في التعامل مع القط فقال له وهو يوبخه: لماذا تقف هكذا علي النواصي أيها القط؟ وكان نوع القط ذكرا في هذه المرة فجاء الرد العجيب حيث لم يتلامض القط كما فعلت القطة حيث أدرك أنه أمام مخترع غير عادي لن يجدي معه اللف والدوران فأجابه بشكل مباشر وصريح وواضح قائلاً: إنني جائع وأنتظر هنا مجموعة من الهررة الزملاء لنذهب لتناول الطعام(!!) أي والله هكذا نطق القط وباللغة العربية الفصحي. وكانت تلك مفاجأة كبري كشفت لي عدة حقائق أولها أن القط يجيد اللغة العربية الفصحي ولا يعرف العامية وثانيا أن القط يعرف أن اسمه في الأصل هر وأن كلمة قط هي فقط علي سبيل الدلع كما تبين ذكاء القط في استفادته من الدرس الذي مر بالقطة التي علي ما يبدو تربطه بها علاقة ما لم يكشف لنا الجهاز نوعها، والأهم من هذا وذاك أني قد اكتشفت الذكاء الحاد للقط أقصد يعني الهر الذي كان من الواضح أنه مثقف جدا وملم بكل ما يدور في حياتنا بل انه يعرف كذلك أن لقاءه مع المخترع سوف يذاع تليفزيونيا لذا لم يذكر القط اسم المطعم الذي سوف يأكل فيه هو وشلة الهررة لأنه يدرك أنه هذا سيكون بمثابة إعلان للمطعم!