لماذا نتجاهل الكتب في هدايانا؟ سؤال خطر ببالي وأنا أستعيد ذكريات فترة الجامعة التي مضي عليها أكثر من ربع قرن. كانت الكتب هدايا حاضرة في أعياد الميلاد تحديدا، تتنوع حسب معرفتنا باهتمامات الشخص المحتفي به. وكانت دواوين شعراء الرومانسية تعرف طريقها بين أحباب لا يجرأون علي البوح فيلجأون إلي التلميح. أعلم أن الجرأة أصبحت أكثر حضورا إما بالمواجهة أو عبر الوسائط الحديثة، لكن الكتب في ذلك الزمان البعيد لم تكن مجرد وسيلة للبوح بالمشاعر، فكثيرا ما تعرّف أبناء جيلنا علي روايات عبر تبادلها من خلال الإهداءات، وغالبا ما كانت أعياد الميلاد بوابات لمرور أعمال أدبية قرأها بعضنا ووجدوا أنها تستحق أن تدخل قائمة الإهداءات. فهل اختلفت اهتمامات الأجيال التالية؟ أم أننا كنا آخر جيل يهتم بالقراءة كهواية بالغة التشويق؟ وإذا فكّر أحدنا حاليا في أن يهدي آخر كتابا بمناسبة عيد ميلاده مثلا، فهل ستحظي الهدية بالقبول؟ أم أنه سيتم التعامل مع صاحبها علي أنه وافد من عالم آخر.. وقديم؟! أسامة عبد الله الجيزة