انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التحرش الجنسي وهذه الظاهرة فيما يبدو لي لها عدة عوامل أسهمت في انتشارها وتفاقمها في الآونة الأخيرة، منها : - غياب الوازع الديني لدي كثيرين من أفراد المجتمع، والفراغ الذي يعاني منه كثير من الشباب، أيضا عدم الاحتشام من بعض الفتيات، بالإضافة إلي غياب دور الأسرة في التربية والتوجيه، وتعليم الأطفال منذ نعومة أظفارهم السلوك الصواب من الخطأ، وغياب دور المدرسة في تعليم الشباب الأخلاق الفاضلة، بالإضافة إلي انتشار المواقع الإباحية عبر المواقع الالكترونية المختلفة، وأيضا تقاعس الخطاب الديني لدي كثير من الخطباء والدعاة عن الوصول إلي عقول وقلوب الشباب، والأهم من ذلك تقاعس كثير من الفتيات اللائي يتعرضن لهذه الجريمة عن اتهام الشباب الذين يتحرشون بهن خوفا من العار والفضيحة، وأخيرا ضعف سيف القانون في إنزال العقاب الرادع علي كل من تسول له نفسه في الاعتداء علي شرف وعرض المجتمع بأسره.. كل هذه الأسباب مجتمعة جعلت ظاهرة التحرش الجنسي تتنامي وتكبر يوما بعد يوم.. والعلاج الناجع لهذه الظاهرة يكمن في عدة أمور أساسية منها : إرساء الأخلاق الفاضلة والعمل علي تعميقها في نفوس الشباب من خلال دور التعليم المختلفة، المدرسة، والجامعة، والمسجد، والكنيسة، ومن خلال وسائل الإعلام، ومن خلال البرامج التليفزيونية، ومن خلال الأعمال الدرامية، وتشديد العقاب علي من يرتكب هذا السلوك، ويتضاعف العقاب في حال العود وتكرار الفعل، لأن هذا من قبيل الإفساد في الأرض، وقيام دور التربية المختلفة بدورها المنوط بها، مثل الأسرة، والمدرسة والجامعة، بتوجيه الشباب نحو الأفضل دائما، فضلا عن إيجاد قدوة لهم، والعمل علي تقبيح هذه الظاهرة من خلال الأعمال الدرامية، والبرامج التليفزيونية المختلفة، ومن خلال علماء الدين والاجتماع.. كما يجب العمل علي استغلال الطاقات المكبوتة لدي الشباب بتوفير فرص عمل مناسبة لهم، حتي يستغل الشباب طاقاتهم وقدراتهم في أعمال نافعة. إن علاج ظاهرة التحرش بما تتضمنه من ترويع للفتيات اللائي يذهبن إلي المدارس والجامعات وسوق العمل، يمثل خطرا شديدا علي المجتمع بأسره، ففضلا عن ترويع الفتاة التي تتعرض لهذا الجرم الخطير، وهذا الأمر جرمه الإسلام أشد التجريم بقول النبي عليه الصلاة والسلام :» لا ترِّوعوا المسلم، فإنّ روعة المسلم ظُلمٌ عظيم » لذا يجب علي الدولة بكل أجهزتها المختلفة التدخل لإيجاد حلول ناجعة، وقوية لمنع هذه الظاهرة وحتي تصبح مصر واحة للأمن والأمان كما قال عز وجل مخاطبا البشرية كلها :» ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.