ينبغي للإنسان ألا يحمل الأمور الدنيوية أكثر مما تحتمل حتي يعيش حياته اليومية في هدوء وسكينة. جاء أحد الصحابة - رضوان الله عليهم - إلي الحبيب المصطفي - عليه الصلاة والسلام- مهرولا فأذن له بلال بن رباح - رضوان الله عليه - بالدخول علي الفور عندما لاحظ علامات الذعر تبدو عليه، وفي حضرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال الصحابي :هلكت، فادركني يا رسول الله، قال له الحبيب المصطفي : اجلس، ثم سأله : لم هلكت؟ قال: واقعت زوجتي في نهار رمضان، قال الحبيب: هل تستطيع عتق رقبة؟ قال : لا، قال الحبيب : هل تقدر علي صيام ستين يوما؟ قال الرجل: لو كنت أقدر ما حدث الذي أتي بي إليك اليوم، قال الحبيب: هل تستطيع إطعام ستين مسكينا ؟ قال: لا، قال الحبيب المصطفي - عليه الصلاة والسلام- انتظر قليلا، وبعد قليل نادي عليه الحبيب مداعبا: أين الذي هلك؟! فقال الرجل: ها أنا ذا يا رسول الله، فقال الحبيب خذ هذا المكتل من التمر ووزعه علي فقراء المدينة، فقال الرجل أعلي أفقر مني؟ والله يا رسول الله ما بين لابتي المدينة أفقر مني، فقال الحبيب خذه وأطعمه أهلك، وابتسم الرسول عليه الصلاة والسلام. ما أجمل أن نتفقه في ديننا الحنيف ونتعرف علي مقاصده ومآلاته التي تتفاعل مع حياة الأفراد ومتطلبات المجتمعات في كل زمان ومكان، وهذا هو المقصود بالمرونة في الدعوة الإسلامية، وتحقيق الوسطية والاعتدال ومراعاة أحوال الفرد والمجتمع في خطابنا الديني المعاصر. وما أروع الحبيب المصطفي- عليه الصلاة والسلام - في خطابه الديني الوسطي المعتدل الذي حاد عنه كثير من الدعاة في وقتنا الحاضر.