وزارة التضامن الاجتماعي قامت في نوفمبر الماضي بالإعلان عن مبادرة سكن كريم، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي باعتبارها رئيس مجلس إدارة صندوق إعانة الجمعيات مع 7 من الجمعيات الأهلية، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وبالشراكة مع وزارات الإسكان والتخطيط، والأوقاف. تهدف مبادرة "سكن كريم" لتحسين الأوضاع البيئية والصحية للقري الأكثر فقراً، وتطوير منازلهم، بتوصيل مياه الشرب وتركيب وصلات الصرف الصحي، وتحسين البنية التحتية للمنازل لتخرج من دائرة الإسكان الخطر، وخصت المبادرة في ذلك المتلقين لمعاش تكافل وكرامة. الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن أن الدولة مستعدة لدعم مشروع سكن كريم من صندوق تحيا مصر للانتهاء منه خلال عام 2018، كما أوضح الرئيس أن مشروع "سكن كريم" للمواطنين لن يقوم فقط بإدخال وصلة المياه ولا الصرف الصحي ولكن بعد تأهيل السكن بالكامل، وطالب الرئيس بتحديد المبالغ اللازمة لتنفيذ هذا الأمر بالتنسيق مع الجمعيات. أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي، أنه تم تحديد خلال المرحلة الأولي 27 قرية يوجد بها منازل تحتاج للتطوير بمحافظاتسوهاجوأسيوطوالمنياوالأقصروقنا، قام البرنامج بتغطية متطلبات 26 ألف أسرة من الأسر التي تم تحديدها بهذه المحافظات بتكلفة مالية تجاوزت 170 مليون جنيه من خلال تأهيل السكن الخاص بهم، وتركيب وصلات الصرف الصحي لهم. والي، أشارت إلي أن المشروع نفذ 18 ألفاً و773 وصلة منزلية للصرف الصحي بمحافظتي قناوالأقصر،وبالمنيا تم تنفيذ 1203 وصلة للصرف الصحي، أما تسقيف المنازل فتم الانتهاء من أعمالها لصالح 1782 أسرة بعدد من القري، كما ستشهد محافظة المنيا الانتهاء من تنفيذ 562 وصلة منزلية لمياه الشرب، و544 وصلة للصرف الصحي، أما محافظة أسيوط فستشهد مد 1433 وصلة مياه شرب نظيفة ، أما بمحافظة سوهاج فتم تأهيل 280 منزلا كمرحلة أولي من ضمن تفعيل بروتوكول التعاون بين الوزارة وباقي القطاعات المعنية بالمشروع. محمد هاشم، مدير مشروع سكن كريم بوزارة التضامن الاجتماعي، أكد ل"آخر ساعة" أن بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2016 تشير إلي تزايد نسبة الفقر في الريف بشكل عام لتصل إلي 36٪ مقارنة بالنسبة للحضر التي تبلغ 17٪ ويأتي ريف الوجه القبلي في المركز الأول في نسب الفقر ليصل إلي 56.7٪ يليه حضر الوجه القبلي بنسبة 27.4٪ ثم يقل في الوجه البحري ليصل إلي 19.7٪. موضحًا، أن الحصول علي مرفق آمن للصرف الصحي ومياه الشرب النقية و مسكن آدمي يعتبر حقا أصيلاً من حقوق الإنسان كما أن تحسين إمدادات المياه والصرف الصحي وإدارة الموارد المائية بشكل أفضل يعزز النمو الاقتصادي للبلدان ويسهمان إلي حد كبير في تقليص وطأة الفقر مع النظر إلي أن أكثر من 80٪ من القري المصرية محرومة بالأساس من الصرف الصحي المتكامل. تابع، من هنا كان تفكير وزارة التضامن الاجتماعي في إطلاق برنامج سكن كريم إحدي مبادرات الوزارة لاستكمال منظومتها للحماية الاجتماعية حيث تعمل المنظومة في إطار متكامل يستهدف توفير مظلة الحماية والرعاية للأسر الأولي بالرعاية سواء من خلال الدعم النقدي ببرنامج تكافل وكرامة أو توفير مسكن وحياة آدمية، ويعمل برنامج سكن كريم وفق قاعدة بيانات خاصة بوزارة التضامن الاجتماعي وتتكامل هذه القاعدة مع قواعد بيانات الجمعيات الأهلية وقد بلغ عدد المسجلين بها حوالي 5.3 مليون أسرة تشمل 21 مليون فرد. هاشم، لفت إلي أنه تم إطلاق برنامج سكن كريم لتحسين الأوضاع الصحية والبيئية للأسر الفقيرة الأولي بالرعاية وبصفة خاصة أسر برنامج "تكافل وكرامة" بتحسين البنية التحتية لمنازلهم ليكون السكن كريما آمنا من خلال توفير خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب النقية وإنشاء أسقف وتأهيل منازل تلك الأسر ويعمل البرنامج في مرحلته الأولي علي خمس محافظاتالمنياوأسيوطوسوهاجوقناوالأقصر من خلال 27 قرية في 17 مركزا. وعلي مستوي الأهداف متوسطة المدي يستهدف البرنامج توفير خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب والمنازل الآمنه لأسر برنامج تكافل وكرامة في القري التي تبلغ نسبة الفقر فيها 50٪ فأكثر بمحافظات الوجه القبلي أما الأهداف بعيدة المدي فهي توفير خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب والمنازل الآمنة لأسر برنامج تكافل وكرامة في جميع القري التي تبلغ نسبة الفقر فيها 50٪. محمد العقبي المستشار الإعلامي لوزارة التضامن الاجتماعي، أشار إلي أن الوزارة تستهدف عبر برنامج سكن كريم الأسر الفقيرة والفئات الأولي بالرعاية، مع إعطاء أولوية للأسر المستفيدة من "تكافل وكرامة" ومن "الضمان الاجتماعي"حيث يوفر البرنامج وصلات مياه شرب والصرف الصحي للمنازل المحرومة بشرط توفير شبكة مياه شرب عمومية وشبكات الصرف الصحي في القري المستهدفة كما يقوم البرنامج بترميم المنازل وبناء أسقف للأسر التي تعاني من انهيار البنية التحتية وعلي الجانب الآخر يقوم البرنامج بتقديم حلول لمشكلة البطالة من خلال توفير وإتاحة فرص لتشغيل شباب القري وصغار المقاولين في مشروعات كثيفة العمالة وعلي مستوي الجمعيات الأهلية الشريكة يقوم البرنامج بتعزيز قدراتها في تنفيذ مشروعات الحماية الاجتماعية، كما يعمل البرنامج علي رفع وعي المجتمع بسبل الحفاظ علي الموارد المائية وترشيد الاستهلاك. وأوضح أن البرنامج في مرحلته الأولي يستهدف توفير مياه شرب نقية لإجمالي 4.785أسرة ووصلات منزلية للصرف الصحي لحوالي 67 ألف أسرة. إضافة إلي ترميم المنازل وبناء أسقف لإجمالي 5.108 أسرة، وإتاحة فرص لتشغيل 20 ألف من شباب القري وصغار المقاولين، إضافة إلي تعزيز قدرات20 من الجمعيات الأهلية وجمعيات تنمية المجتمع في إدارة مبادرات الحماية الاجتماعية وفي المرحلة الأولي يستهدف البرنامج محافظاتأسيوط، سوهاج، المنيا، قنا، الأقصر، والمرحلة الثانية تضم الجيزة، الفيوم، بني سويف، أسوان. أما المرحلة الثالثة فتشمل بقية المحافظات الريفية بمصر. يشارك في العمل بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وزارات الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتنمية المحلية والمحليات والتخطيط والأوقاف والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني قطاع خاص وجهات مُمولة. وعن آخر ما توصل له برنامج سكن كريم أوضح أنه تمت تغطية متطلبات 26ألف أسرة من الأسر الأولي بالرعاية بمحافظاتقناوالأقصروالمنياوأسيوطوسوهاج بتكلفة مالية تجاوزت 180 مليون جنيه، كما تم تنفيذ18773 وصلة منزلية للصرف الصحي بمحافظتي قناوالأقصر بالتعاون مع وزارة التخطيط والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف والصحي وعدد من الجمعيات الأهلية، 240 وصلة مياه في قنا. تابع، أنه تم تغطية متطلبات إحدي القري المستهدفة بمحافظة المنيا من وصلات الصرف الصحي حيث تم تنفيذ 1203 وصلات للصرف الصحي وعلي مستوي تأهيل وإنشاء أسقف المنازل تم الانتهاء من الأعمال بعدد 1782 أسرة من الأسر الأولي بالرعاية بعدد من القري، كما انتهينا بمحافظة المنيا من تنفيذ 1063 وصلة منزلية لمياه الشرب و544 وصلة للصرف الصحي، وجاري العمل في مد 1433 وصلة مياه شرب نظيفة بمحافظة أسيوط، و20 وصلة مياه في سوهاج، وقارب الانتهاء من 1370 وصلة صرف خارجية بسوهاج، و1370 وصلة صرف داخلية بسوهاج. طه أبو الحسن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، قال إن هناك الكثير من القري بمحافظات صعيد مصر كانت بالفعل في حاجة إلي الدعم وتوفير الحياة الآدمية لهم، ومبادرة سكن كريم التي تتبناها وزارة التضامن الاجتماعي تأتي أحد أهم المبادرات التي تسعي إلي توفير الراحة والحياة الكريمة لأسر محدودة الدخل، مشيراً إلي أن هناك بعض الجمعيات الخيرية تتولي ضمن برامجها تسقيف المنازل وتوصيل وصلات المياه والصرف الصحي لها، وهو أمر محمود اجتماعياً، واهتمام الدولة بتوفير حياة آدمية للأسر الأولي بالرعاية سيساهم في تحفيز جميع الجهات علي الاهتمام بهم، وتوفير سبل الراحة لهم. يؤكد أن ذلك يلقي بالضوء علي القري الأكثر فقراً خارج العاصمة، وهو أمر كان ينتظره الآلاف من الأسر البسيطة، مشيراً إلي أن أعداد الأسر المستفيدة من المبادرة يؤكد أهميتها، وتغييرها لحياة الآلاف من الأسر داخل قري الصعيد وخارجها كما هو مشار إليه بمقترح المحافظات التي ستشملها المرحلة الثانية من المشروع، وتابع أن الأهداف التي يعمل عليها المشروع تزيد من أهميته من توفير فرص عمل للشباب، وخاصة شباب القري، بالإضافة إلي زيادة وعيهم بكيفية الاهتمام بالموارد المائية وترشيد الاستهلاك، وهي أهداف نتمني تعميمها بمختلف المحافظات والمناطق تمكيناً للشباب اجتماعياً وحرصاً علي زيادة الوعي البيئي لديهم.