د. عبدالمنعم فؤاد لقد بلغت الجرأة في إعلامنا أن يخرج البعض لينادي بتعطيل العمل ببعض آي القرآن خاصة في ميراث المرأة لمجرد انه سمع مناديا ينادي بذلك في بلد ما فظن أن هذا البلد هو مصر وأن مصر يمكن أن تكون نسخة من دولة أخري تتمرد علي تشريعات رب الأرض والسماء وإنها يمكن أن تكون تابعة لا متبوعة، ونسي هذا الاعلامي المحترم أن مصر وصي بها خير الأنام عليه الصلاة و السلام وأنها أم الدنيا وحاضنة لليهودية والمسيحية والإسلام وأنها لا يمكن أن تحول آي القرآن الكريم إلي المتحف، ليحنط هناك ولا يمكن أن يعطل دستورها العمل بكتاب رب العالمين بل هي التي صدرت علم الإسلام إلي الدنيا بأكملها بل إلي البلد الذي نزل فيه القرآن وأن دستور مصر جعل في صدارة صفحاته الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع واستقر الأمر علي ذلك، فإذا خرج علينا من يقترح تعطيل العمل بالقرآن في قضية مثل الميراث فإن اقتراحه هذا يمكن أن يهز الاستقرار الفكري والأسري ويخلق مشاكل مجتمعية لا طاقة لنا بها. واذا كنا نري أن حالات الطلاق والخلع تملأ ساحات المحاكم بسبب ما دخل علي الأسر من أفكار غريبة جعلت المرأة تتمرد علي الرجل والرجل يتمرد علي المرأة ويصل الأمر للمحاكم ،فماذا يكون الأمر بعد ذلك اذا خرجت كل امرأة إلي أهلها او أخيها لتطلب التعديل في ميراثها بسبب دعوة هذا الإعلامي العبقري الفذ المحترم؟ هل سيقابل ذلك بالورود والرياحين أم بالفتنة والمحاكم والقضايا ولا تجد الأسر بعد ذلك نصيرا ؟! إن هذه الدعوات للمساواة في الميراث فتنة في البلاد وبين العباد وصاحبها قد لا يعي نتائجها الخطيرة علي السلم المجتمعي ولا يليق أن نكون أبواقا أو ببغاوات نردد ما نسمعه خارج حدودنا ونجرح به مشاعر مجتمعنا فالقرآن لا يجرؤ أحد أن يعطل العمل به ومصر لن تكون نسخة من غيرها ودستورها وحكمها يحترم مشاعر المصريين ولا يقبل بالتمرد علي الثابث. فليع ذلك الغافلون ونسأل الله الهداية والثبات وأن يحفظ بلانا من كل سوء اللهم آمين. • د. عبدالمنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين بالأزهر