ما حققته البعثة المصرية التي شاركت مؤخرا في دورة العاب البحر المتوسط يدعو للفخر، بعدما نجح ابطال مصر في تحقيق 45 ميدالية متنوعة في كافة الالعاب بين الذهب والفضة والبرونز. وما تحقق هو ثمار مجهود كبير وعمل جماعي وكما هاجمنا الفشلة اداريا اصحاب صفر المونديال في روسيا، يجب ان نشيد بمن ادار منظومة ناجحة ومن خطط وعمل واجاد وعلي رأسهم المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الاولمبية المصرية الذي وجه دعمه للاتحادات الرياضة واخذ بايديها طوال الفترة الماضية، ونجح باقتدار في احتواء مشاكلهم الضخمة والمتراكمة منذ سنوات، ومعروف عن حطب علاقته المتميزه برؤساء الاتحادات وهو ما ساعد في تكوين منظومة عمل ناجحة، ولمن لايعرفه هو رغم قدراته الادارية الكبيرة وشعبيته، هو علي المستوي الانساني ابن بلد وسلس جدا في معاملاته، وله قدرات خاصة في التعامل مع الازمات وعلي امتصاص المشاكل ومد يد العون لمن يرغب في المساعدة وكل هذا يحدث في صمت بعيدا عن الاضواء والكاميرات، وما حققته البعثة المصرية في اسبانيا لم يكن مفاجأة لي كما حدث للكثيرين لاني اتابعهم عن قرب واتعامل بحكم عملي مع مجموعة كبيرة من رؤساء الاتحادات الذين يستحقون الاشادة ايضا، ويؤكد ما تحقق من انجاز ان الالعاب الفردية الشهيدة كما يطلق عليها هي الكنز الحقيقي والطريق السريع لمنصات التتويج ولرفعة العلم المصري، ومن غرائب القدر ان الإنجاز تحقق في توقيت صعب خلال مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم سامحه الله في مونديال روسيا، ورغم انه نال كل الدعم والاموال واحاطت به الاضواء والكاميرات الا انه فضحنا في المونديال، في الوقت نفسه سافر ابطال مصر وولاد البلد الشجعان الي اسبانيا في هدوء دون ان يشعر بهم احد وتألقوا وحصدوا الذهب والفضة والبرونز وتحدوا الظروف والعوائق، ورفعوا لافتة خطفت انظار العالم وهي »الفراعنة في اسبانيا مش في روسيا» بعدما تعهدوا علي رفع علم بلدهم وتوجيه رسالة لكل العالم ان ولاد مصر الجدعان وابطالها الحقيقيين موجودون، ولولا اني محكوم بالمساحة لكتبت صفحات بأسمائهم عن بطولاتهم فردا فردا، ولهذا يجب ان تضخ الدولة خلال الفترة المقبلة اهتمامها واموالها في اتجاه الالعاب الفردية خاصة ونحن مقبلون علي اولمبياد طوكيو 2020.