رصيف النافذة يؤكد أن المطر فتح الباب واسعا لكلام مبلل ببرودة الله بعيدا عن عتمة الرمال لكنك عبثا تبحث عن ورقة بيضاء في منتصف الصباح المضبب فآهات الشاعر مثقلة بالرصاص والكلمات لذا عليك أن تدوّن قطرات عمرك علي جلد غيمة ملقاة علي الطريق أو فاتورة ماء يروي عطشك وأنت تقطع الخطوات الأولي من سلّم الحلم حيث وجدت نفسك تضع شفتيك الظامئتين علي شفتي "التايمز" حين سرنا فوق ظهره الذي يشبه "الشهداء" من جهة الكرخ افتح عدسة الكاميرا الممتلئة بالخراب قال نديم العبدالله: عليك أن تخلي مساحة ل"هيثم" الذي كان أقصي حلم له أن يرتدي معطفا في يوم شتوي بألمانيا الشرقية غير أن الحرب مسحت صورته من الذاكرة وطوت ظله الفارع المضرج بحلمه البارد رغم أن ساقه رفعها مرارا في ساحات التدريب حتي مستوي مرآة النطاق حيث العرق يطفيء نافورة الدم وحين صرخ به الموت: افتح خطوة فتح جرحه علي مصراعيه افتح العدسة فتمتم عدنان الصائغ: "وأنا وأنت علي الطريق ظلان منكسران في الزمن الصفيق إن جار بي زمني اتكأت علي ....." اخرج عن طوق التقفية واتكيء علي حقيبتك الممتلئة بالرماد والبكاء علي ماذا نبكي ؟ لم يعد الوطن سوي أشواك في خاصرة ذاكرة العويل والذين عادوا للوطن لم يجدوا لهم جنازات لائقة لذا فضلوا الموت علي الأرصفة الثملي علي طريقة"كريم جثير" أو الاسترخاء في مقابر الغرباء كبلند الحيدري والبياتي والجواهري و... كما عنّ لغادة حبيب التي حين مررنا بصرختها الأخيرة لم أحمل معي أوراقا نتهامس من خلالها لأن اليد التي رسمت حصان الوقت ليست اليد التي تعجز عن هش نملة عابرة والتراب الذي جفف ألوانها وقف حائلا بيننا حتي إشعار آخر امسح بعض الصور وافتح العدسة لتلتقط صورة هادئة قرب حارس الملكة أو فوق كف "رامبو" في ممشي المشاهير وهو يحدق فينا بعتب لأننا لم نلتقط صورة مع "أمير الشمس" غني كريم: "الشمس شمسي والعراق...." انتبه لنفسك، هذه الصورة غير صالحة للحذف قال نديمي ونحن نمشي فوق "التايمز" الذي ظل هادئا كما كان