■ مخيم لأطفال المهاجرين بالقرب من الحدود الأمريكيةبالمكسيك لم ينج المهاجرون في كل صوب وحدب من قرارات وتغريدات الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب» العدائية تجاههم، وقال في آخر تصريحاته حول الهجرة، إن الأشخاص الذين يدخلون الولاياتالمتحدة بشكل غير قانوني يجب أن يعودوا فوراً من حيث أتوا من دون أي إجراءات قضائية، مشبِّهاً إياهم ب»الغزاة الذين يحاولون اقتحام البلاد». ولم يفرق بين المهاجرين غير الشرعيين والأشخاص الذين دخلوا البلاد لطلب الحماية واللجوء. وتتلخص سياسة الرئيس الأمريكي وإدارته حيال المهاجرين في بناء جدار عازل بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، لمنع دخول مواطني القارة اللاتينية إلي الولاياتالمتحدة ومع مواطني عدد من الدول أغلبها »إسلامية-عربية» إلي الولاياتالمتحدة، تجميد الولاياتالمتحدة تمويلا قيمته 125 مليون دولار لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، سياسة »صفر تسامح» التي أدت إلي فصل الأطفال عن ذويهم بعد عبورهم الحدود بصورة غير قانونية، وغيرها من الإجراءات التي لا تخلو من العنصرية واللاإنسانية تجاه المهاجرين واللاجئين. موازنة إدارة ترامب عام 2018 خفضت المساهمات الأمريكية إلي الأممالمتحدة بواقع نحو 285 مليون دولار أمريكي، أي بنسبة 24 %. يشتمل ذلك علي خفض التمويل لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة(اليونيسف) بنسبة %16، وإلغاء تمويل »المنظمات والبرامج الدولية»، الذي يؤمّن، عن طريق المساعدات المالية التي يقدّمها إلي برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وهيئة الأممالمتحدة للمرأة، دعماً أساسياً للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا. تأييد قرار المحكمة العليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية اول امس لقرار ترامب حظر السفر الذي أصدره العام الماضي ومنع رعايا دول أغلبها شرق أوسطية وإفريقية من دخول الولاياتالمتحدة لدواع أمنية جاء متناسقا مع سياساته. ويحظر القرار بنسخته الأخيرة بعض رعايا دول سورية وليبيا وإيران واليمن والصومال وكوريا الشمالية وفنزويلا من الدخول إلي الولاياتالمتحدة. ورغم ان ترامب تراجع عن سياسته الخاصة بفصل الاطفال المفصولين عن ذويهم ووضعهم في أقفاص حديدية بتكساس عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدةالأمريكية، بعد ان اثارت انتقادا وغضبا داخليا دوليا كبيرا، وسمح »بالحفاظ علي الأسر معا» في مخيمات المهاجرين. ولكن سرعان ما عاد ليدافع عن تلك السياسة بقوة ويعتبرها »ضرورية» لحماية الأمريكيين. وقال خبراء إن الأمر التنفيذي لا يعالج حالات الأسر التي أدت سياسة ترامب إلي فصل أفرادها بالفعل بعد أن أعلن أن إدارته ستواصل »سياسة عدم التسامح» مع المخالفين، وستحاكم أي شخص يعبر الحدود بطريقة غير قانونية. وفي ضربة لسياسة »صفر تسامح»، أمر القضاء الأمريكي في سان دييجو في جنوب غرب الولاياتالمتحدة بلم شمل عائلات المهاجرين التي فرقتها الشرطة علي الحدود مع المكسيك، منددة بالسياسة التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب المتشددة في مسألة الهجرة.. ويقول مسئولو الهجرة في الولاياتالمتحدة إن 2342 طفلا فصلوا عن 2206 أشخاص من الآباء والأمهات، في الفترة الواقعة بين 5 مايو و9 يونيو، وذلك منذ إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من العام الجاري »سياسة عدم التهاون» حيال عبور الحدود بطريقة غير شرعية. سياسة ترامب الحدودية المخزية لقيت انتقادا شديدا من قاعدته ومؤيديه قبل معارضيه، بل وصدر حتي عن أقرب المقربين له فحتي زوجته ميلانيا ترامب صرحت بأنها »تكره رؤية أطفال مفصولين عن والديهم». وبحث ترامب عن مخرج تشريعي لأزمة فصل الأطفال عن آبائهم، محاولا دفع الجمهوريين بتسوية هذا الوضع. إلا أن نتيجة التصويت علي إصلاح قانون الهجرة جاءت بما لا تشتهي السفن لترامب، فرفض مجلس النواب في الكونجرس الأمريكي، تمرير مشروع قانون الهجرة الخاص بالرئيس، إذ عارضه 301 مقابل 121 صوتا، مع عدم موافقة عدد كبير من حزب ترامب الجمهوري علي مشروع القانون في ضربة للرئيس. وقال مراقبون إن ممارسات ترامب حيال المهاجرين قد يُفقده الأغلبية في الكونجرس، فيكفي أن يحصل الديمقراطيون علي 23 مقعدا آخر حتي يصبحوا أصحاب القرار، بيدهم الحل والربط بكل القرارات السياسية، والتي غالبا ما يعلنها ترامب عبر حسابه علي تويتر قبل القنوات أو الوسائل الحكومية المتعارف عليها. وقال الديمقراطيون إن هذا الوضع ناتج عن خطأ ترامب واتهموه باستخدام الأبناء كوسيلة لإرغامهم علي التفاوض بشأن الهجرة والجدار الحدودي الذي وعد الرئيس بإقامته منذ فترة طويلة. ■ إيمان مصيلحي