«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معاناة ما بين نقص التمويل والرقابة فن «الكوميكس» في ليبيا
نشر في أخبار الأدب يوم 30 - 06 - 2018

الإنترنت هو المتنفس الوحيد لفناني الكوميكس ( القصة المصورة) الليبيين، فعلي صفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي يدونون ويرسمون واقعهم الليبي بسرد ضاحك وأحيانا بحزن. وقد يبتعدون عن كل هذا بابتكار شخصيات من خيالهم، يمنحونها أسماء ويعيشوا مع أحداثها أيام وسنوات.
فنانو الكوميكس في ليبيا لديهم أحلام كبيرة في أن يجد هذا الفن متسعا في مطبوعة تحتوي أعمالهم، فصدرت مجلة »حبكة»‬، التي تعتبر الأولي من نوعها في ليبيا إذ تختص بالقصص المصورة من »‬الكوميكس» و»‬المانغا اليابانية».وهي اليوم متوقفة مؤقتاً كما يقول مؤسسيها.
وفي محاولة أخري قام الفنان الباحث المتخصص في الشئون الأمازيغية، محمد أومادي، بنشر الجزء الأول من سلسلة كوميكس أمازيغي، يتكون من 14 جزءًا، ويحمل اسم 33 قرنًا من تاريخ الأمازيغ.وحظي هذا الإصدار باهتمام كبير في فرنسا حيث وزع هناك، وبحسب أومادي: سيستغرق إكمال تنفيذ الإصدارات بالكامل نحو عام ونصف العام. وإن كان الكوميكس (القصة المصورة) هو فن توثيق التفاصيل من خلال قصة مصورة تقدم حكاية كاملة في صور متتابعة، فإنه قد يأخذ بعض سمات القصة والرواية والسينما، والكاريكاتير. بناء علي ذلك، هل يمكن اعتبار لوحات فنان الكاريكاتير الليبي الراحل محمد الزواوي التي تناولت الواقع الليبي تأريخًا وتوثيقاً للأحداث والتغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ونشرت في ثلاث مجلدات (الوجه الآخر، أنتم، نواقيس) البداية الحقيقية للكوميكس الليبي.
أجمع الفنانون هنا علي أن فن الكوميكس في ليبيا يعاني ويتعرض لعراقيل عديدة قد يكون من أهمها التمويل وإن كانت مشكلة الرقابة الرسمية والرقابة الاجتماعية من الصعاب، هنا نلتقي بمجموعة من فناني الكوميكس لنتعرف عن قرب علي عوالمهم وتجاربهم.
فن
متداول
قال الفنان خيري الشريف: عموما وسيلة للتعبير عن الحرية.وخصوصية الكوميكس أنه متداول أكثر من بعض الفنون التي قد تكون أكثر نخبوية من الكوميكس.
وأضاف:»‬الشخصية التي رسمتها وأرسمها دائماً وهي تلاحقني باستمرار هي شخصية المواطن الليبي كمواطن عادي وتاجر ومخالف للقانون ومظلوم وظالم. هذه الشخصية جدلية فنية بالنسبة للكوميكس لأنها محور اهتمامي الدائم. أنا لا أتناولها في رسومي كشخصية نمودجية أنحاز لها دائماً بل أنتقد المواطن الذي لا يحترم القانون ولا يقف في الصف مثل الآخرين كذلك أنتقد السلبية التي هي سمة غالبة. ولكن في الوقت نفسه أقف إلي جانب المواطن الذي أرمز إليه دائماً من خلال الزي الوطني المعروف؛ وأعرض مقدار المعاناة التي يتكبدها هذا المواطن أمام بيروقراطية الدولة والظلم الذي يعاني منه في معيشته اليومية. أحب هذا الفن لانه يمنحني سرعة التواصل وعرض أفكاري بحرية كاملة».
وتابع: في ليبيا فن الكوميكس متجذر منذ الرواد الأولين أمثال محمد الزواوي ومحمد الشريف. ورغم ما أتاحته التقنية الحديثة من وسائل للعمل والابتكار إلا أن هذا الفن يمارسه القليل. والسبب هو عدم وجود هذا التخصص في كليات ومعاهد الفنون في ليبيا وعدم وجود مجلات متخصصة في هذا الفن والنقص في إنتاج الملصقات وإقامة المعارض.
عالم الأطفال
الفنانة نور محمد أحمد وهي أم لخمسة أولاد، تمارس عملها منذ عشرة سنوات،قالت أنها مازالت تعشق فنها الذي تعلمته منذ الطفولة. ولا تجد راحة إلا عندما ترسم شخصيات لها علاقة بعالم الأطفال لذلك اختارت واستمرت في هذا الجانب. قالت »‬منحني فن القصص المصورة الكثير من الأفق وحتي الخيال الذي يراودني بدا لي وكأنه حقيقة بمجرد أن يتجسد علي الورق» ،وأضافت: »‬في ليبيا هناك عمالقة في فن الكوميكس لا تنقصهم سوي الإمكانيات المادية والتشجيع المعنوي.هذا الفن قد ينجح في حل مشاكل معينة تعجز عنها وسائل أخري اكتر أهمية منه».
عالم
الفانتازيا
الفنان عبد الوهاب عامر، بداياته كانت مع فن الكاريكاتير. لكنه تناول الأمور الإيجابية الجميلة في واقعه، التي بحسب رأيه ساعدته كثيراً لينطلق ويحاول التطوير من أسلوبه الفني وخطوطه بما يتماشي مع التطور الفني الحاصل حاليا. وتابع: عندما أمسك قلمي وأرسم فأنا لا أصنع مجرد خطوط بل هي عبارة عن أمور وأشياء تجول في خاطري وأحاول أن أعبر عنها كما أنني اقوم بصنع عوالمي الخاصة والتي تحمل افكاري وتمثل ثقافاتي.
أكثر شخصية قمت بتصميمها وأثرت في (A-)33)، شخصية تنتمي لعالم الفانتازيا، رأيت نفسي في هذه الشخصية عندما قمت بتصميمها ووضع فكرة قصتها في شخصية تحمل الكره والحب والصمت الذي وراءه بركان من الغضب لهذا أعتبرها أهم تصاميمي ورسوماتي.
وأضاف: فن الكوميكس في ليبيا ينقصه الاهتمام فهو فن كسائر الفنون. ومن واقع تجربة مررت بها خلال إقامة معرض مشترك مع بعض الفنانين الشباب المهتمين بمجال الكوميكس للأسف كانت ردة فعل بعض قدامي وأساتذة الفن التشكيلي سلبية علي استخدام التكنولوجيا لأنها تقتل روح الفن علي حسب قولهم لكن العكس صحيح. من وجهة نظري هذا المجال يجب أن يكون حاضرا وبقوة من خلال إقامة المعارض المستمرة، وورش العمل للتعريف بهذا الفن ومايحمله من جماليات وأفكار رائعة.
عشقت الرسم منذ نعومة أظافري فهو عالمي الجميل الذي أحتمي به عندما أشعر بالفوضي والتلوث البصري في محيطي. منذ 8 سنوات تقريباً اقتحمت عالم الكوميكس بقوة وطورت من مهاراتي ومواهبي وخطوطي وكانت البداية مع مجلة الأمل العريقة في مجال كوميكس الأطفال. المجلة كانت نقطة تحول فاصلة في حياتي الفنية. فتحت لي عالم الكوميكس الجميل فانطلقت باحثا عن نفسي وأيضا مجلة waz المغربية.
الذي أتمناه أن تكون قصتي A-)33 قصة مانجا مصورة وأيضا فيلم كرتوني لما تحمله من معاني إنسانية في زمن تملأه الفوضي والأنانية. وإصدار مجلة مانجا بمواصفات عالمية منافسة للمجلات الأجنبية.
الحلم والطموح
الفنان عبدالله رافع المسماري، الطالب في جامعة بنغازي، تخصص لغة انجليزية، تجربته مع الكوميكس أو بالأخص (المانغا) هي أفضل تجربة عاشها ويعيشها حالياً،وتابع: »‬هي حلمي وطموحي، أنا أطمح لأن أكون فنان مانغا محترف ومعروف عالمياً لكي أورث الشعور الذي أشعر به والذي بني عليه هذا الطموح إلي الجيل الذي بعدي، بدايتي كانت في العام 2011 ، حيث كنت أتحدث مع صديق عن طريقة لعبي مع نفسي في سن الصغر، حيث كنت أتخيل كل شخصيات الرسومات وألعاب الفيديو التي أحبها في مشهد واحد وأضع نفسي بينهم كأنني البطل وأقوم بتأليف سيناريوهات تربط قصصهم ببعضها، حين ما أخبرته بذلك. سألني، وكان سؤاله الحدث الذي غير حياتي نهائياً، سؤاله كان: لماذا لا تجرب تأليف قصص مانغا؟ في تلك اللحظة قررت، لماذا لا أقوم بالتأليف، وهذه كانت نقطة انطلاقتي في اكتشاف حلمي الذي لم أكن أعلم عنه أي شيء، حينها تم إنشاء مجلة مانغا ليبية (مجلة الأسطورة)، وكنت أحد أعضائها، بدأت كمؤلف كنت حينها أعمل أنا وأخي كفريق هو رسام وأنا مؤلف، بعد سنة توقفت المجلة لأسباب معينة، توقف أخي عن الرسم، أنا لم أتوقف،كان طموحي قد ازداد لكي أصبح مؤلف مانغا محترف، ظللت أبحث لمدة ثلاث سنوات تقريباً عن رسام ليرسم قصصي.لكن دون جدوي، في العام 2014 ، قررت أن أتعلم الرسم شخصياً، وفعلاً نجحت، قمت بدراسة ما يقارب عن 43 كتابا عن كيفية رسم المانغا، مع بعض المهارات التي تعلمتها من أخي. وفي العام 2016 ،كنت قد وصلت إلي مستوي مقبول يخولني لرسم مانغا، حينها جاءت فرصة (مجلة حبكة)، ذهبت وتم قبولي للعمل معهم. لدي فريقي الخاص الذي عمل معي علي قصة (The «oid) (الفراغ) وهي قصة مانغا (كوميكس)، وأنا رسام رئيس في المجلة، طموحي اليوم قد كبر أكثر وقد قررت أن أصبح رسام ومؤلف قصص مانغا محترف عالمياً، وهذا ما أطمح له الآن، كانت هذه تجربتي مع الكوميكس أو (المانغا). حتي الآن هذا الفن يمنحني كل ما أريد من أفق واسع ولم أصادف أي جهة منعتني من وضع أي محتوي رغبت في إيصاله للناس.
وأشار رافع: هناك شخصية اسمها إنزو،هي شخصية شريرة، عملت علي تأليفها أنا وصديقي معتز بكار العام 2012، ومن تلك اللحظة وأنا أحاول رسمها مرارا وتكرارا ولم أستطع رسمها بالشكل الذي تخيلته في رأسي.
فن الكوميكس في ليبيا ينقصه العناصر العاملة، عددنا قليل جداً.من النادر أن تجد رساما يقوم باختراع شخصيات وقصص من مخيلته، في العادة يلجأون إلي نسخ شخصيات معروفة، لو قام كل فنان باستخدام مخيلته وتدربوا جيداً علي استخدامها فأنا أضمن أن ليبيا سوف يكون لها مستقبل ممتاز في مجال الكوميكس علي مستوي العالم.
رقابة
ذاتية
من جانبه أشار الفنان محمد بشير حسين، أن أشهر شخصية صممها هي شخصية »‬ياما ماتو» والملقب ب»‬يو» من قصة فار فروم ريالتي. هذه الشخصية ظلت تلاحقني حتي بعد الإنتهاء من إنجازها إذ إنك حينما ترسم شخصية ما لفترة طويلة تصير معتادا عليها وقد تغرق فيها ويصير من الصعب عليك الخروج عن مضاميرها، لذا ينبغي أن ننوع في أعمالنا حتي لا نقع في هذا الفخ، بدأت علاقتي بهذا الفن منذ حوالي ثلاثة سنوات، أثناء بداية دراستي الجامعية، حينما وجدت مجموعة من الشباب الرسامين زادوا من حماسي للرسم. ليس لدي طموح كفنان بقدر أنه أمل أن أري إقبالاً واحترامًا أكبر لفن الكوميكس والمانغا في المدي المنظور والفنون بشكلٍ عام».
وتابع: في الواقع لم يمنحني فن الكوميكس قدرا كبيرا من الحرية كما يعتقد البعض، بسبب الرقابة الذاتية الناجمة عن المعايير المجتمعية والعادات المحلية، والتبعات الأمنية المحتملة عن ما يمكن أن ينشر عبر الكوميكس. ناهيك أن ثقافة الكوميكس غير منتشرة بشكل واسع وليست مقبولة جدًا.
ينقصنا الكثير من الانفتاح حول حرية التعبير وخصوبة المخيلة، الأمر الذي تعيش عليه فنون الكوميكس والمانغا، ففي حال بقينا هنا للتقاليد والقوالب فإنه لا يمكن إنتاج قصص إبداعية تلقي نجاحًا.
الفن
التاسع
يقول الفنان محمد قجوم: تجربتي مع الكوميكس (القصة المصورة) بدأت منذ صغري. كنت من المتابعين الجيدين للقصص المصورة والمجلدات التي كانت تصدر أنذاك مثل مجلدات بساط الريح وماوراء الكون ومجلة (مغامرات الفضاء ). وغيرها من المجلات الأجنبية الأخري.
كانت تجذبني هذه القصص وشخصياتها الخيالية وأبطالها المغامرون مفتولي العضلات.كنت أقرأ هذه القصص ومن ثم أقوم بنقلها رسما إلي ما توفر أمامي من دفاتر دراسية كانت لأخوتي الأكبر مني سنا.ومع مرور الوقت بدأت موهبتي بالظهور شيئا فشيئا وبدأ أخي الأكبر الفنان خالد قجوم، بتشجيعي وذلك بشراء دفاتر خاصة بالرسم وأقلام رصاص وبعض الألوان الخشبية والمائية وبدأت منذ ذلك الحين بالرسم معظم وقتي إلي أن دخلت المدرسة.
أصبحت أبرز موهبة في الرسم في الفصل وخصوصا في مادة التربية الفنية فكانت شعبيتي كبيرة أنذاك في مدرستي وكان كل التلاميذ يأتون إليّ لرسم المواضيع التي كانت المعلمة تطلبها منا لرسمها. فكنت أشعر بنشوة التميز بين أقراني علي عكس مستواي في الدراسة في بعض المواد فكان مستواي ضعيفا مثلا في مادة الرياضيات والكيمياء..كانت حصتا الرسم والخط هما المنفذ الوحيد الذي أستطيع أن أبرز فيهما تميزي أنذاك.
توالت السنوات و أستمريت في الرسم وكنت أحتفظ بكل رسم أرسمه أو قصة مصورة أنقلها علي مر تلك السنوات لكونها جزءاًمني. ولا زلت إلي اليوم أحتفظ بالكثير من هذه الدفاتر وبها خربشاتي إن صح التعبير.
وتابع: عند بلوغي سن ال 16 تقريبا نشرت أول قصة مصورة في مجلة الأمل وكان أول من شجعني و احتضنني أنذاك ووافق علي نشر قصتي الوليدة هو الأستاذ عبد الله المزوغي والذي كان مديرا لتحرير الأمل. والأستاذ الصحفي الكبير زكريا العنقودي الذ ي كان له الفضل الكبير لتقديمي لاحقا لمجلة البيت التي منحتني صفحتها الأولي لرسم كاريكاتير اجتماعي ينشر شهريا.
ثم أصبحت ضمن أسرة مجلة الأمل إلي حين توقف صدورها العام 1997 ،تقريبا.ودام الانقطاع لعدة سنوات قبل استئناف صدورها من جديد بداية الألفية الثانية.كنت دائما الغائب الحاضر لمجلة الأمل فقمت بتصميم وإخراج المجلة سنة 2014. إضافة إلي رسم الأغلفة والقصص السردية والمصورة.إلي أن توقفت عن الصدور العام 2015. بعد ذلك تم إنشاء مجلة المؤتمر الصغير والتي كان يرأسها الأستاذ محمود البوسيفي وكان مدير تحريرها الأستاذ زكريا العنقودي. أحتضناني وشجعاني بكل قوة لكي أكون جزءا من فريق المجلة الوليدة والتي كان لها صدي كبيرفي ذلك الوقت.
بعد ذلك بسنوات قليلة جاءت فكرة إنشاء مجلة جديدة للأطفال أطلق عليها اسم ( حب الرمان) وكان رئيس تحريرها الأستاذ المتميز فنان القصة المصورة محمد بلحاج. وإخراج للفنان رياض بلخير. ضمت نخبة من الفنانين المتميزين في مجال القصة المصورة والمواهب. وللأسف توقفت المجلة بعد عدة أعداد من صدورها فكان مصيرها كمصير أي مجلة للأطفال لا تحظي بالدعم المطلوب.
وفي سنة 2014 تم تكليفي من قبل إدارة المناهج بتنفيذ كتاب التربية الاسلامية للصفين الأول والثاني الابتدائي.قمت برسم وتنفيذ وإخراج الكتابين حيث كانت فكرتي تتمثل في وجود شخصيتين كرتونيتين يكون فيها الدرس بمثابة (القصة المصورة)..كان الهدف هو التجديد في طريقة عرض وإخراج الكتاب الديني بطريقة تكون جذابة ومحببة للطفل وابتعادا عن الطرق التقليدية وغير الفعالة لايصال المعلومة للطفل في أغلب الأحيان.والحمدلله لاقت الفكرة استحسان الناس.
كبر طموحي و كان هدفي أن أكون معروفاً خارج ليبيا.راسلت عدة مجلات عربية فلم أستلم منهم أي رد. بعد عشرات المحاولات طلبت مني إحدي المجلات العربية المعروفة عروضا من أعمالي المنشورة في مجلة الأمل فكانت الموافقة وكان ذلك بمثابة الباب الأول الذي فتح لي . بدأت العمل مع هذه المجلة فأصبح اسم عملي واضحاً، لم أكتف فقط بالرسم لهذه المجلة فقمت بالسفر إلي القاهرة وبحثت بشكل شخصي عن مجلات أخري معروفة فزرت مؤسسة الأهرام وتعرفت علي رئيس تحرير دار نهضة مصر وعرضت عليهم أعمالي فكانت الموافقة الفورية علي الرسم لمجلة ميكي المصرية.كانت تجربة رائعة وشعوراً لا يوصف.
بعدعدة سنوات قليلة جائتني عروض من مجلات أخري لرسم القصة المصورة لديهم ومنذ ذلك الوقت أحترفت فن القصة المصورة (الكوميكس).
فكان التعاون مع أكثر من مجلة عربية مثل مجلة باسم ومكي السعودية ومجلة العربي الصغير الكويتية ومجلة جاسم القطرية ومجلة روضتي التونسية ومجلة ماجد الاماراتية والتي مازلت أعمل بها إلي الآن ولدي أربع صفحات أسبوعية لمغامرات بطل عربي يقوم بالتصدي لمحاولة اختراق للأمن القومي من قبل الأشرار والتصدي لهم للدفاع عن بلده.
وأضاف قجوم: فن القصة المصورة (الكوميكس) فن يفتح للفنان آفاقا وليس أفقا فقط من حرية التعبير لكن تلك الحرية لهاعاملان أساسيان هما:أولاً المكان الذي يعيش فيه الفنان والثاني خيال وخبرة الفنان.شخصية البطل زد التي قمت بتصميمها ورسم مغامراتها وتنشر أسبوعيا في مجلة ماجد هي الشخصية التي لازمت خيالي بحكم أن مغامراتها مستمرة وعليّ دائما اختيار حركات وانفعالات مختلفة لهذه الشخصة التي أخذت حيزا كبير من خيالي ووقتي.
ما ينقص فن الكوميكس هو الاهتمام بهذا الفن الذي يعتبر الفن التاسع في قائمة الفنون لما له من تأثير في الناس وخصوصا الأطفال.وصقل المواهب المتميزة في مجال القصة المصورة واستثمارهذه المواهب لأنها هي من سيواصل المسير. ليبيا تمتلك العديد من فناني القصة المصورة وللأسف لم يكملوا مسيرتهم ولم يحظوا بالانتشار المطلوب لعدة أسباب من ضمنها عدم وجود فضاءات ومجلات متخصصة للأطفال وعدم وجود دخل مناسب لفنان هذا المجال.
فن ينقصه الدعم
قالت الفنانة مرام بالخير: في العام 2009، تعرفت علي المانجا-الكومكس اليابانية.ومنذ ذلك التاريخ وأنا أعتمد هذا الأسلوب في التعبيرعن أي فكرة أو خاطرة تجول في ذهني ومع الوقت تطورت أدواتي الفنية بطريقة الملاحظة، كانت طريقتي الوحيدة في التعلم هي دراسة القصص المصورة والتدقيق في تفاصيلها؛ من حيث زوايا المشهد، والتعابير، والانفعالات.
في2015، سمعت عن مجلة جديدة تبحث عن رسامي كومكس ومانجا، و بالفعل انضممت لأول ورشة عمل في مجلة حبكة وإلي الآن أنا من الرسامين الأساسيين في المجلة.
العمل في حبكة ساعدني علي التطور بشكل أسرع حيث منحتني المجلة الفرصة لتبادل المعارف والخبرات مع رسامين لهم نفس التوجه وهذا الشيء يعتبر صعبا إلي حد ما نظرا لقلة عدد رسامي المانجا في ليبيا حاليا.
وأضافت:»‬عند عملي في مجلة حبكة علي قصة (أبطال الظل)، مع المؤلف أحمد بن عمران، تناولت خلفية القصة شريحة من المجتمع الليبي هي الطوارق، حاولنا إبراز هذه الفئة الغامضة نوعا ما عن الشمال الليبي من حيث الثقافة والعادات.تدور أحداث القصة في زمن بعيد حيث سيطرة الأساطير علي حياة الأشخاص كالسحر مثلا.هنا يبدأ عنصر الخيال والغموض بالقصة».
وتابعت مرام: رغم أن ممارسة فن الكوميكس منحني أفقا من الحرية إلي حد ما أعتبره جيدا في التعبير عن أفكاري ومعتقداتي وتقديمها بشكل يوضح وجهة نظري وتجسيد مواقف وشخصيات مرت بحياتي.لكن يظل عليّ مراعاة المجتمع من حيث الثقافة والتقاليد. فالقارئ إن قدمت له مادة لا يمكن أن يري فيها انعكاسا ولو قليلا لنفسه ،لن ينسجم ولن يعجبه ما يقرأ مهما كانت جودة الرسم.
جميع شخصيات قصة أبطال الظل، ظلت تلاحقني، في كثير من المواقف. فقد أتذكر أشياء مشابهة حدثت في القصة وأحيانا أتخيل ما قد يكون رد فعل الشخصية في موقف ما. وتفسيري لذلك أنني ولمدة خمس سنوات تشاركت أنا والمؤلف في تكوين وتطوير شخصيات هذه القصة.فن الكوميكس في ليبيا ينقصه الدعم المالي والاهتمام والدورات الاحترافية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.