المسلمون الألمان في موائد الرحمن يشرح د. أحمد أبوبكر عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بالقاهرة كيف يقضي المسلمون شهر رمضان في ألمانيا حيث يصومون ما يقرب من ثماني عشرة ساعة، يقول: »نقضي معظمها في المسجد، حيث يعد أبناء الجالية الإسلامية إفطارهم وسحورهم، ويتراصون كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضا في صلاة التراويح وقيام الليل، ويتحلقون بعد صلاة العصر في حلقات الذكر الحكيم؛ في جو تغبطهم عليه ملائكة الرحمن. ويصف مشاعر روحانية اكتشفها في المجتمع الألماني في شهر رمضان فالأساتذة يقدرون طلاب العلم المسلمين ويمنحونهم الجلوس معهم علي غير العادة والمواطنون يسألون عن القرآن فقد أخبرني أبوبكر أنه قضي شهر رمضان كاملا في إيرلانجن أثناء دراسته للدكتوراة وهي مدينة صغيرة تقع في شمال إقليم بافاريا في ألمانيا، تتميز بوجود أكبر جامعة حكومية في فرانكن- جامعة إيرلانجن نورنبرج - وكانت له مواقف لاتنسي حيث يقول : في أول يوم في رمضان ذهبت إلي الجامعة، فأخبرتني منسقة الكلية أن الأستاذ إدزارد رئيس قسم الدراسات العربية واللغات السامية، والمشرف علي البحث- يطلب مقابلتي فورا، فاعترتني الدهشة؛ حيث اعتاد الرجل أن يرسل لي بريدا إلكترونيا كلما أرادني لمناقشتي فيما يخص البحث، فتوجهت إلي مكتبه، فلقيني بابتسامته الهادئة ثم قام واقفا وحيّاني، وقال لي طلبت مقابلتك علي غير العادة: لأننا في أول يوم من شهر رمضان، وأحببت أن أكون أول من يهنئك، وتمني لي - باللغة العربية التي يجيدها - صوما مقبولا وإفطارا شهيا، وكان إفطار أول يوم معه في مكتبه، ويستكمل أبوبكر: كنت أستقل الحافلة إلي الجامعة، واعتدت في الطريق أن أتلو - سرا- بعض آيات الذكر الحكيم. وفي ذلك الجو الخاشع المحلق في ترانيم السماء - استوقفتني إحدي الفتيات الألمانيات، وسألتني - باللغة الألمانية- هل هذا قرآن؟ فقلت: نعم. فقالت: أنت تقرأ القرآن لأنك في شهر رمضان، وهو شهر القرآن، فقلت: نعم. فنظرت إليّ، وتبسمت ابتسامة هي أبلغ من العبارة، وتحمل من المعاني ما لا تحيط به المباني.