متابعة مستمرة علي »شون« القمح خلال موسم توريد القمح، ترفض الصوامع استلام كميات كبيرة من الاقماح بسبب الشوائب، إلا أن تلك الأقماح المرفوضة تجد بطريقة أو أخري سبيلها إلي السوق وإلي المنتجات الغذائية، وهو ما قد يمثل خطرا في بعض الأحيان. »الأخبار» رصدت في العديد من المحافظات كيفية التصرف في كميات القمح المرفوضة، وسبل التصرف فيها، وهل تمثل خطراً حقيقياً علي المستهلكين. وقد أصدر د علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية تعليمات مشددة بتطبيق قواعد واشتراطات توريد القمح ورفض استلام أي كميات مخالفة، ورفضت لجان توريد القمح المحلي بالمحافظات استلام حوالي 26 الف طن قمح خلال شهر ونصف منذ بداية التوريد لمخالفتها لشروط وقواعد توريد القمح ونسب النظافة والرطوبة المحددة ووجود حشرات بها وخلطها بالاقماح المستوردة او الاقماح القديمة من العام الماضي. وأكد الوزير علي ضرورة تطبيق القواعد والشروط بما يضمن الحصول علي قمح جيد صالح لاستخدامه في انتاج الدقيق المدعم المخصص للخبز البلدي المدعم، وبما يضمن عدم تكرار مخالفات التوريد الوهمي، ووصلت الكميات التي تم استلامها إلي 3 ملايين و300 الف طن تعادل حوالي 85% من المستهدف توريده. واكد الوزير إن معدلات التوريد هذا العام مرتفعة نتيجة للعوامل الجوية التي أدت إلي تبكير موعد الحصاد مقارنة بمثيلتها في العام الماضي.. وأوضح أن الحكومة حريصة علي دعم الفلاح وشراء كامل كميات القمح المحلي بأسعار تنافسية وتسهيلات في التسليم والسداد لتأمين الإحتياطي الإستراتيجي من القمح الذي يستخدم في انتاج الخبز المدعم.. خاصة وان مواصفات وجودة القمح المحلي افضل من المستورد . وتشهد المحافظات أساليب مختلفة للتعامل مع الأقماح التي يتم رفض توريدها إلي الصوامع، ففي المنوفية يتم التصرف في تلك الكميات بصورة فردية، حيث يلجأ الفلاحون إلي استخدامها في انتاج الخبز بالمنازل أو بيعها ب»الصفيحة» في الأسواق الشعبية أو لمن يرغب في الشراء من الجيران بالقري، كما يتم استخدام القمح المرفوض في أحيان أخري كعلف للماشية. نفس الأمر يتكرر في كفر الشيخ حيث يستخدم القمح المرفوض من جانب الصوامع كعلف للماشية والطيور التي يتم ترتيبها بالمنازل، خاصة انها تكون كميات قليلة لا تتعدي 50كجم لكل فدان. وأوضح عماد حبيب وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بكفر الشيخ ان مراكز تجميع القمح بالمحافظة والبالغ عددها 25 مركزا ما بين شونة وصومعة وعنبر تخزين لم ترفض اي كميات قمح بسبب نسبة الشوائب لان المزارعين يحرصون علي ان تكون درجة نقاوة القمح عالية ليحصلوا علي اعلي سعر توريد وهو »600 جنيه».. وأشار إلي ان الكميات التي تم رفض استلامها كانت بسبب نسبة الرطوبة في القمح وفي هذه الحالة يقوم المزارع بتعريض القمح »الرطب» لاشعة الشمس لمدة تتراوح ما بين يوم إلي 3 ايام وبعدها يكون القمح صالحاً للتوريد. وفي الفيوم يضطر المزارعون إلي القيام بوضع الكميات المرفوضة من القمح في أجولة من »الخيش» وتركها بضع ساعات داخل الترع حتي تسقط الشوائب الطينية، ومن ثم يقومون بنشر القمح حتي يجف تماما يتم طحنه واستخدامه داخل المنزل لأغراض الطعام. أكد بعض المزارعين بمحافظة الفيوم من بينهم سيد ربيع، وأحمد عبدالعزيز، وقرني عبدالواحد أن الكميات التي تخرج من القمح بها شوائب ليست كبيرة ولا تتعدي لدي كل مزارع نح 100 إلي 200 كيلو ويتم الاستفادة منها في المنازل بالطريقة المعهودة. من جانبه أكد المحاسب عبدالفتاح شرف وكيل وزارة التموين بالفيوم، إلي أن صوامع المحافظة الموزعة علي 15 موقعا قد قامت باستلام 186 ألف طن حتي الآن من الأقماح ونفي أن تستقبل صوامع الفيوم أي أقماح تحتوي علي شوائب، مؤكدا أن المزارع لا يأتي إلا بالقمح السليم لأنه يعلم تماما أنه سيتم رفض أي أقماح تحتوي علي شوائب. وفي المنيا يقول ياسر بدر أحد المزارعين أن السبيل الوحيد للتصرف في الأقماح الممتلئة بالشوائب هو تجار السوق السوداء حيث يشترونه بأسعار زهيدة تصل إلي 400 جنيه للأردب أو أقل وأنا مضطر للبيع لأنه لا يوجد مجال آخر لتصريف القمح إلا بهذه الطريقة. أما محمد عبدالله أحد المزارعين من بني محمد سلطان قال إن كميات من القمح قد تكون ممتلئة بالشوائب وعليه يتم رفض استلامها من المزارعين، وهذا ما يدفعنا إلي الاختيار بين التخزين ان كانت تلك الكميات صغيرة أو يتم بيعها للتجار في السوق السوداء أو إعادة تنقيتها من جديد ثم إعادة تسليمها إلي الشون. وأوضح المهندس صلاح السيد وكيل وزارة التموين بمحافظة الوادي الجديد أن رفض شحنات القمح من مزارعي المحافظة لا يحدث إلا نادرا لان القمح المنزرع بالمحافظة من أجود أنواع الأقماح التي يتم زراعتها وأشار إلي أن هناك لجنة مشكلة من قبل الرقابة علي الصادرات وتضم مندوبين من وزارة الزراعة والبنك الزراعي المصري والتموين يقومون بتقيم نقاوة القمح وتقدير درجاته.