إحدي شركات الانتاج سينمائي طلبت قصة احمد لتحويلها إلى فيلم سينمائي ! 6سنوات قضاها احمد سيد محجوب خلف أسوار السجن الذي دخله وعمره 24 عاما وخرج منه وهو في الثلاثين من عمره ، ضاعت أحلامه وأحلام أسرته التى كانت تنتظر تخرجه بفارغ الصبر ليلتحق بعمل يخفف عنهم أعباء الحياة ولكن ماحدث صدم الجميع بعد الزج به في السجن متهما في جريمة قتل لم يرتكبها. جميع من حوله فقدوا الأمل في إثبات براءته، إلا والديه كان لديهما أمل كبير في الله ثم القضاء أنه سيتم إثبات براءته، وهذا ماحدث واستطاع دفاعه شعبان سعيد المحامي بالنقض إثبات البراءة ليخرج احمد في مشهد درامي تعجز عنه قريحة أعظم المؤلفين .. مشهد تخللته الدموع والزغاريد بعد الجلسة الثانية من إعادة محاكمته أمام محكمة جنايات أسوان. تحدثنا مع أحمد ومحاميه لنعرف منهما تفاصيل الحكم عليه بالسجن وكذلك البراءة وسنوات السجن والظلم التي تجرعها .. تفاصيل مليئة بالألم والمرارة انتهت نهاية سعيدة لم تخطر على بال أكثر المتفائلين ترويها السطور التالية في البداية سألناه : ايه اللى حصل يا احمد ؟ يصمت قليلا للحظات ثم يرد بلكنته الأسوانية قائلا : في عام 2009 حصلت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وكان حلمى مثل اي شاب هو الالتحاق بوظيفة تتناسب مع مؤهلى الجامعى واستطيع ان افرح اسرتى واخفف عنهم العبء قليلا فوالدى رجل مسن ولدي اشقاء صغار لابد أن أتحمل مسئوليتهم تمر الايام والسنين وأنا اتنقل من عمل لآخر، لم أيأس أو أفقد أملى في الله في الحصول على وظيفة، حتى حدث ماحدث في نهاية عام 2012 وقعت مشاجرة بين عائلتنا وعائلة اخرى وتدخلت فيها واثناء ذلك قام احد افراد العائلة الأخرى بضربي بآلة حديدية فوق رآسي ووقعت مغشيا علي وذهبوا بى الى المستشفى وتمت خياطة الجرح. وبعد افاقتى عرفت ان الشخص الذى ضربنى سقط قتيلا لكنى لم اكن موجودا هناك ولم أعرف فعلا من فعلها وذهبت الى قسم الشرطة لتحرير محضر باصابتى وهناك فوجئت أن أسرة القتيل توجه اتهاما لي بقتله وأكدوا في أقوالهم ان المجنى عليه أكد لهم قبل الوفاة انى انا اللى قتلته. صدمت ممايقولونه لاننى لم اعرف فعلا من قتله ، وحاولت إثبات اصابتى لكن لم يسمعنى أحد وبدلا من تحرير محضر بأنى مجني عليه أصبحت جاني. وكانت المفاجأة بالنسبة لي في شهادة خال القتيل الذى أكد ان ابن شقيقه اخبره انه سمع من القتيل قبل وفاته اننى اللى قتلته يعنى شهادته كانت بناء على السمع فقط. تمت احالتى الى النيابة ومنها الى المحكمة التى أصدرت حكمها ضدى بالسجن المؤبد ودخلت السجن وانا عمرى 26 عاما. كيف كانت حياتك بالسجن طول هذه المدة ؟ حتى هذه اللحظات لا أعرف كيف كنت اعيش انا ومجموعة من الخارجين عن القانون داخل زنزانة صغيرة كل منا له مكان بالكاد يكفيه للنوم، لم اكن اعرف للنوم طعم او راحة كنت اخاف على اسرتى وادعوا الله كثيرا أن يلطف بي. هل تعرضت لمضايقات داخل السجن ؟ بالطبع حدث ذلك وهناك ايضا من وقف بجانبي اثناء تلك المضايقات لكننى في النهاية كنت في حالى لا احب الاختلاط باحد، وكنت اسلم أمرى لله ما أصعب المواقف التى مرت عليك وانت في محنتك ؟ كان أصعب موقف عندما عرفت ان ابي تعرض لحادث سيارة أثناء نزوله القاهرة وهو رجل مسن، وهذا آلمنى كثيرا لاننى لم استطع الوقوف بجانبه وانا في السجن وانا سنده وابنه الكبير، شعرت وقتها بالعجز وكأنى مشلول هل كان لديك أمل بالبراءة ؟ نعم كان لدي امل، احيانا كان يتلاشى ذلك الامل لكن كان هناك شيء بداخلى يقول اننى سأعود إلى اسرتي كيف استقبلت حكم المؤبد ثم البراءة ؟ صمت أحمد ثم تحدث قائلا : بكيت أثناء الحكمين .. في الاول لاني شعرت بالظلم وأخفيت عن اسرتى دموعى .. وفي الثاني فرحا بالبراءة واننى سأعود لاسرتي لأعوضهم عما فات. هل عرفت من هو القاتل الحقيقي ؟ لم اعرف حتى الان وهل هناك عاقل سيعترف على نفسه ليزج به في السجن . ماذا كان شعور اسرة القتيل بعد البراءة ؟ تم عقد جلسة عرفية بحضور قيادات من وزارة الداخلية لانهم كانوا يريدون القصاص من عائلتنا بأي شكل وأي شخص فينا ولا يهمهم اي شيءغير ذلك، وتم عمل اتفاق بعدم تعرض أي منا للآخر والجميع التزم بذلك بعدها تحدثنا مع دفاعه شعبان سعيد المحامي بالنقض عن مرافعته بالقضية والتى كانت سببا في حصول احمد على البراءة يقول شعبان سعيد كان أول سبب في البراءة هو تناقض أقوال الشهود وتراجع أحدهم عن شهادته حيث شهد خال القتيل انه سمع من ابن شقيقته يقول انه القتيل قال احمد قتلنى وقال هذا الكلام شخصين آخرين انهما سمعا من القتيل نفس الكلام الا ان احدهما تراجع عن شهادته وقال ان أحدهم اخبره بذلك ثاني شيء اننا اثبتنا من تقرير الطب الشرعى ان المجنى عليه كان يتعاطى المخدرات قبل الجريمة مما يدل على انه كان غير واعي لما يقول وان التحريات لم تبنى على ادلة مادية وانما بنيت فقط على أقوال الشهود وهذا غير كافى. ويستطرد سعيد كما استشهدت بكتاب " كلمات ومواقف " لمكرم عبيد وكان هناك قضية شبيهة اسمها " قضية عطيفى " حيث تم قتل أحد الأشخاص وقال الشهود إن المجنى عليه قال عندما سألوه عمن قتله أجاب : عطيفى. وكان في مسرح الجريمة شخصا آخر اسمه ضيفي وان الفرق اللفظى بين الاسمين بسيط وان المجنى عليه كان ينازع وقد يكون أخطأ فهل هذا الدليل المضطرب سببا لكى يتم وضع حبل المشنقة حول رقبة موكلي وبعدها أصدرت المحكمة حكمها ببراءة المتهم وهو درأ الحدود بالشبهات وان القضية تتشابه مع قضية موكلي وفي الجلسة الثانية قضت المحكمة بالبراءة لأحمد، واختتم سعيد حديثه قائلا : ان بعض شركات الانتاج طلبت منه عمل قصة أحمد فيلم سينمائي ونحن نفكر في ذلك.